اعلان كلمة الحق وعدم تحريفها وكتمان قسم منها

اعلان كلمة الحق وعدم تحريفها وكتمان قسم منها

هل صحيحا كان الرسول r يركز في دعوته على التربية فقط ام طلب المنعة والنصرة

إن الله عز وجل أمر رسول الله r أن يعرض نفسه على قبائل العرب يدعوهم الى الله تعالى وهذا ما كان بارزا أكثر بعد ان وصلت الدعوة الى طريق مسدود بعد عودة الرسول r من الطائف وما حصل له من قبلهم , وحتى دخوله الى قريش كان باجارة المطعم بن عدي وحمايته , ومما خفف من وطاة ما حصل للرسول rفي الطائف وقبلها بقليل وفاة عمه ابو طالب وزوجه خديجة في نهاية السنة العاشرة للبعثة بعد الحصار المعروف , نزول ملك الجبال الى رسول الله r واستجابة الجن لدعوته r ثم حادثة الاسراء والمعراج وكأنها شحنة للاستعداد الى الاستمرار بالدعوة وعدم الانقطاع ,
لذلك كانت السنة الحادية عشر من البعثة حافلة بدعوة معظم القبائل للاسلام ولطلب النصرة والمنعة بعد سني العجاف الماضية على رسول الله r , فتذكر احدى كتب السيرة على سبيل المثال اسماء اربع عشرة قبيلة دعاهم الرسول r الى الاسلام وطلب النصرة منهم , لكن الذي حصل بعد بذل كل ذلك الجهد لم تستجب ايَة قبيلة في هذه السنة عدا ستة انفار من يثرب التقاهم رسول لله r في موسم الحج فاستجابوا لدعوته فكانوا هم السبب فيما بعد بالفتح الرباني لتصبح يثرب مدينة الرسول rترفع كلمة الله تعالى , فاستظل الناس بخيمة الاسلام
ثم في السنة الثانية عشر في موسم الحج اصبحوا اثني عشر رجلا بايعهم رسول الله rبيعة العقبة الاولى وبعث معهم الصحابي مصعب بن عمير t الى يثرب يدعوهم ويعلمهم الاسلام , والى موسم الحج للسنة الثالثة عشر التقى رسول الله r مع ثلاث وسبعين فبايعهم بيعة العقبة الثانية , وبعدها مباشرة امر رسول الله rبالهجرة الى المدينة لتحقق ما سعى اليه الرسولrمن المنعة والنصرة

لذلك فمما جاء في كتب السيرة بالنص فيما يخص دعوة الرسول r للقبائل وغيرهم , ففي كتاب
الثقات لابن حبان - (ج 1 / ص 84) (ثم دفعنا إلى مجلس آخر عليهم السكينة والوقار فتقدم أبو بكر وكان مقدما في كل خير فسلم وقال ممن القوم فقالوا من شيبان بن ثعلبة ........ قال أبو بكر وقد بلغكم أنه رسول الله r فها هو ذا قال مفروق قد بلغنا أنه يذكر ذلك قال فالى م تدعو يا أخا قريش قال أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنى رسول الله وأن تؤونى وتنصرونى فان قريشا قد تظاهرت على أمر الله
فكذبت رسله واستغنت بالباطل عن الحق والله هو الغنى الحميد فقال مفروق بن عمرو إلى ما تدعونايا أخا قريش فتلا رسول الله r قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم الآية قال مفروق وإلى م تدعو يا أخا قريش فتلا رسول الله r ان الله يأمر بالعدل والإحسان الآية فقال مفروق دعوت والله يا أخا قريش إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال وكأنه أحب أن يشركه في الكلام هانئ بن قبيصة فقال وهذا هانئ بن قبيصة شيخنا وصاحب ديننا فقال قد سمعت مقالتك يا أخا قريش وإني أرى ان تركنا ديننا واتبعناك على دينك لمجلس جلسته إلينا زلة في الرأي وقلة فكر في العواقب وإنما تكون الزلة مع
العجلة ومن ورائنا قوم نكره أن نعقد عليهم عقدا ولكن ترجع ونرجع وتنظر وننظر وكأنه أحب أن يشركه في الكلام المثنى بن حارثة فقال وهذا المثنى بن حارثة شيخنا وصاحب حربنا فقال المثنى قد سمعت مقالتك يا أخا قريش والجواب هو جواب هانئ بن قبيصة في تركنا ديننا واتباعنا إياك على دينك وإنما أنزلنا بين ضرتين فقال رسول الله r ما هاتان الضرتانن قال أنهار كسرى ومياه العرب وإنما نزلنا على عهد أخذ علينا كسرى لا نحدث حدثا ولا ننؤوى محدثا وانى أرى هذا الأمر الذي تدعو إليه مما تكرهه الملوك فان أحببت أن نؤويك وننصرك مما يلي مياه العرب فعلنا فقال رسول الله r ما أسأتم في الرد إذ أفصحتم بالصدق وإن دين الله لن ينصره إلا من أحاطه الله من جميع جوانبه أرأيتم إن لم تلبثوا إلا قليلا حتى يورثكم الله أرضهم وديارهم وأموالهم ويفرشكم نساءهم أتسبحون الله وتقدسونه فقال النعمان بن شريك اللهم نعم) الثقات لابن حبان - (ج 1 / ص 88)
راجع كذلك كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال - (ج 12 / ص 521), موسوعة أطراف الحديث - (ج 1 / ص 143739) البيهقي دلائل النبوة، إسناده حسن ونقل عنه ابن كثير.

(قال أبو حاتم إن الله عز وجل وعلا أمر رسول الله r أن يعرض نفسه على قبائل العرب يدعوهم الى الله وحده وأن لا يشركوا به شيئا وينصروه ويصدقوه فكان يمر على مجالس العرب .......... ثم أتى بنى عامر بن صعصعة في منازلهم فدعاهم إلى الله فقال قائل منهم إن اتبعناك وصدقناك فنصرك الله ثم أظهرك الله على من خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك فقال رسول اللهr الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء فقالوا أنهدف نحورنا للعرب دونك فإذا ظهرت كان الأمر في غيرنا لا حاجة لنا في هذا من أمرك)) الثقات لابن حبان ج1ص89

اذن الفكرة قد وصلت اليهم تماما في جلسة واحدة بدليل اشتراطهم ذلك الشرط على رسول الله r بان يكون لهم الامر والملك من بعده , وعرفوا ما هو مطلوب منهم ان هم اسلموا ودخلوا في الاسلام وهو ان يكون للاسلام منعة ونصرة وهذا كما يقولون مما تكرهه الملوك , وهذا الموقف هو نفسه او قريبا منه موقف بني شيبان المتقدم ومواقف القبائل الاخرى وعلى الاخص موقف قريش , وقد تجسد هذا ايضا في موقف وفد اهل يثرب في بيعة العقبة الثانية مع الفارق فهم قد دخلوا في الاسلام وتحملوا المسؤليات الملقاة على عاتقهم ما لم يوافق عليه الاخرون بدليل الكلام الذي حصل في البيعة فيما بينهم وبين الرسول r
فهل اوصلنا هذه الفكرة كاملة غير مجزَأة الى الشعوب الاسلامية الان لتعرف ما هو مطلوب منها ام ناقصة علما بان الفرصة الان متاحة قدرا من خلال ما تُنادي به الدول التي تدعي الحرية والد يمقراطية , فنستغل هذه الفرصة , ومئآت الالاف من الائمة والخطباء وخريجي الشريعة في كل بلد اسلامي الا يستطيع هولاء ان يؤدوا هذه المهمة ولو تبليغا فقط للشعوب كما اداها الصحابي الجليل مصعب بن عميرt مبعوث رسول الله r الى يثرب فاستجابت يثرب لهذة المهمة بكل تبعاتها في فترة اقل من سنة وقد كانوا كفارا ما لم تستجب لها قريش لاكثر من عشرة سنين , فهل من المعقول ان هذه الشعوب الاسلامية الان لا تستجيب لذلك وهي مسلمة لو وصلنا اليهم الفكرة كما هي غير مبدلة , لكن المشكلة في اولئك والاحزاب الاسلامية الاخرى , فكل منهم يوظف الاسلام لصالحه دون ان يُؤدي هذه المهمة على الوجه المطلوب .
المطلوب الاتفاق على تلك الفكرة من قِبل كل من يهمه امر الاسلام من كل الاطراف ودعوة الناس لها ليستظل الكل بخيمة الاسلام لانها تهم الجميع , ثم كل منهم يتعبد الى الله بما يراه صحيحا وينصح الاخرين ان ظنَ انهم مخطؤون وفق الضوابط الاسلامية المعروفة ,فاذا كانت خيمة الاسلام في الماضي تضم كل الملل والنحل , فهل اصبح الاسلام عاجزا على ان لايحتوي الفرق الاسلامية فضلا عن النحل الاخرى , ام الخلل في الكتل الاسلامية والتي اصبحت عاجزة عن التفاهم فيما بينهم حتى ولو على ادنى شئ والكل واقع تحت خيمة الباطل .
الان القانون الوضعي العام نافذ في الكل ويتركون الناس احرارا كما يزعمون فايهما افضل واحق ماتقدم ام القانون الاسلامي العام قانون الخالق الذي يجب ان يسري في الشافعي والحنفي والشيعي ... فضلا عن اليهودي والنصراني والوثني ثم يُترك الناس احرارا وما يعبدون ان رفضوا الحق بعد دعوتهم اليه , وادوا ما عليهم من واجبات ولم يعتدوا على احد , فهذا احق ام القانون الوضعي العام الذي يستظل به الكل الان ؟

فمما جاء في كتب السيرة عن جابر قال : مكث رسول الله r بمكة سبع سنين(وفي مسند الامام احمد عشر سنين) يتتبع الناس في منازلهم بعكاظ ومجنة والمواسم بمنى يقولمن يؤويني وينصرني حتى أبلغ رسالات ربي ) ؟ حتى إن الرجل ليخرج من اليمن أو من مصر فيأتيه قومه فيقولون : احذر غلام قريش لا يفتنك ويمشي بين رحالهم وهم يشيرون إليه بالأصابع حتى بعثنا الله من يثرب فآويناه وصدقناه فيخرج الرجل منا ويؤمن به ويقرئه القرآن وينقلب إلى أهله فيسلمون باسلامه حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا فيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام ثم إنا اجتمعنا فقلنا : حتى متى نترك النبي r يطرد في جبال مكة ويخاف فرحل إليه منا سبعون رجلا حتى قدموا عليه في الموسم فواعدناه بيعة العقبة فاجتمعنا عندها من رجل ورجلين حتى توافينا فقلنا : يا رسول الله علام نبايعك ؟ قال : ( تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل والنفقة في العسر واليسر وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن يقولها لا يبالي في الله لومة لائم وعلى أن تنصروني وتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة ) صحيح ابن حبان - (ج 14 / ص 172)
(فقمنا إليه فبايعناه وأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو من أصغرهم فقال : رويدا يا أهل يثرب فإنا لم نضرب أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله r وأن إخراجه اليوم منازعة العرب كافة وقتل خياركم وأن تعضكم السيوف فإما أن تصبروا على ذلك وأجركم على الله وإما أنتم تخافون من أنفسكم جبنا فبينوا ذلك فهو أعذر لكم فقالوا : أمط عنا فوالله لا ندع هذه البيعة أبدا فقمنا إليه فبايعناه فأخذ علينا وشرط أن يعطينا على ذلك الجنة ) قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم
(عن كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ....(..قَالَ فَقُلْنَا قَدْ سَمِعْنَا مَا قُلْتَ فَتَكَلَّمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَخُذْ لِنَفْسِكَ وَلِرَبِّكَ مَا أَحْبَبْتَ قَالَ فَتَكَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ r فَتَلَا وَدَعَا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَرَغَّبَ فِي الْإِسْلَامِ قَالَ أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ تَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ نِسَاءَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ قَالَ فَأَخَذَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ نَعَمْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَنَمْنَعَنَّكَ مِمَّا نَمْنَعُ مِنْهُ أُزُرَنَا فَبَايِعْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ r فَنَحْنُ أَهْلُ الْحُرُوبِ وَأَهْلُ الْحَلْقَةِ وَرِثْنَاهَا كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ قَالَ فَاعْتَرَضَ الْقَوْلَ وَالْبَرَاءُ يُكَلِّمُ رَسُولَ اللَّهِ r أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ حَلِيفُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الرِّجَالِ حِبَالًا وَإِنَّا قَاطِعُوهَا يَعْنِي الْعُهُودَ فَهَلْ عَسَيْتَ إِنْ نَحْنُ فَعَلْنَا ذَلِكَ ثُمَّ أَظْهَرَكَ اللَّهُ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى قَوْمِكَ وَتَدَعَنَا قَالَ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ r ثُمَّ قَالَ بَلْ الدَّمَ الدَّمَ وَالْهَدْمَ الْهَدْمَ أَنَا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مِنِّي أُحَارِبُ مَنْ حَارَبْتُمْ وَأُسَالِمُ مَنْ سَالَمْتُمْ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r أَخْرِجُوا إِلَيَّ مِنْكُمْ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا يَكُونُونَ عَلَى قَوْمِهِمْ فَأَخْرَجُوا مِنْهُمْ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا مِنْهُمْ تِسْعَةٌ مِنْ الْخَزْرَجِ وَثَلَاثَةٌ مِنْ الْأَوْسِ وَأَمَّا مَعْبَدُ بْنُ كَعْبٍ فَحَدَّثَنِي فِي حَدِيثِهِ عَنْ أَخِيهِ عَنْ أَبِيهِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ أَوَّلَ مَنْ ضَرَبَ عَلَى يَدِ رَسُولِ اللَّهِ r الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ ثُمَّ تَتَابَعَ الْقَوْمُ فَلَمَّا بَايَعَنَا رَسُولُ اللَّهِ r ) مسند أحمد - (ج 25 / ص 92)
فاهل يثرب لم يستمر معهم النبي محمد r او مصعب ابن عميرt ثلاثة عشر سنة يربيهم حتى يوافقوا على نصرته والدفاع عنه وانما استجابوا له ابتداءا على ذلك ما لم تستجب له قريش والقبائل الاخرى الذين دعاهم الرسول r , فقول ان الرسول r بقى يربي الصحابة t فقط في مكة ومنتظرا ان يحققوا له المنعة والنصرة , دون التحرك على القبائل الاخرى لنصرته , فهذا القول فيه نظر , وقد اتخذ كثير من المسلمين من ذلك القول حجة على تربية كل حزب وتكتل جماعته على العقيدة الصحيحة كما يقولون دون الاتفاق والتنسيق فيما بينهم , ودون الانفتاح على الشعوب الاسلامية ودعوتهم لنصرة الاسلام ومستغلين الاجواء المساعدة الان على ذلك , بحجة التاسي برسول الله r بتربية الصحابة في مكة ثلاثة عشر سنة على العقيدة الصحيحة , وهذا لم يكن ليثرب الا سنة واحدة ,
فهل المسلمون في مكة نصروا الرسول r ومنعوه من مشركي قريش ام اهل يثرب ؟ بل من آوى مسلمي مكة ومنعهم من المشركين غير الانصار , فاهل يثرب تبنَوا الاسلام دون قريش والقبائل الاخرى فوفقهم الله لذلك واوكلهم لهذه المهمة قال تعالى : (فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ ) (89)الانعام , المفسرون اكدوا هذا المعنى
(والذين آووا ونصروا ) يعني : الأنصار آووا رسولَ الله ، وأسكنوا المهاجرين ديارهم ، ونصروهم على أعدائهم ) زاد المسير - (ج 3 / ص 141)
اذن يجب اعادة النظر في تلك المسلَمات , مع اهمية التربية وغير معترضين عليها لكن لايجب ان تكون مبررا لترك تلك المهمة وتحريفا للفكرة ترضية للطواغيت وتضليلا للامة وتخديعا لهم , فهل الرسول r اقتصر بتربية المسلمين في مكة منتظرا النصرة والمنعة منهم , ام استمر في تبليغ الفكرة للناس غير مُبال بتهديد السادة والكبراء , لكي يظفر بمن ينصره ويمنعه ومن آمن معه من قريش ويكون الملك والامر لله سبحانه, وهذا هو ما تحقق فعلا من قبل اهل يثرب عموما .

ثم التربية على ماذا ان حذفنا نصف الفكرة فهل بحجة الخوف من الفتنة فهلا اخذ بها الرسولr
واذا كانت التربية على معرفة الله سبحانه باسمائه وصفاته ومعرفة دينه ثم افراده بالعبادة وعدم اعطائها او قسم منها لغير الله تعالى وهذا هو الحق الذي لا مرية فيه , ولكن هل هذا يشمل فقط نفي العبادات الوثنية من عدم الاعتقاد بضرها ونفعها ... وعدم تقديم الشعائر العبادية لها من الصنم والشمس والحجر وما الى ذلك من معبودات غير عاقلة , ام الكل

فمثلما يقتضي الايمان تلك الحقائق اثباتا لله ونفيا عن الحجر والبقر فيجب كذلك ان ننفيها عن البشر
فلانشركهم مع الله بالضر والنفع والشرعنة اعتقادا ولا بالملك والسلطان والربوبية طاعة لهم ولا بالالوهية رهبة وتعظيما لهم
فالتربية يجب ان تكون على الشطرين لا على شطر واحد علما ومعرفة واعتقادا وتربية ودعوة وسلوكا , فالدين نصفان , الطاعة والعبادة لله فقط , فلماذا التحرر من الذلة والعبادة للحجر دون التحرر من الذلة والطاعة للبشر ولو تبليغا للفكرة تجاوبا من عجزنا كما يقولون لكن لايجب ان يكون العجز مبررا لتحريف الفكرة خشية منهم ,
ثم هذا الموقف جرَأ متهودي العرب بالانكار على من ينادي باقامة الدين وان يكون السلطان لله , بانه يزج الدين بالسياسة , مقولة وفكرة ونصيحة اليهود في الثورة الفرنسية دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله وحصر الدين فقط في الكنيسة ثم في المسجد , الاستغراب لا مَن يتبنى هذه النصيحة من قبل الوطنيين وانما ممن ينتسب ويدعي الانتساب الى الاسلام ويشرعن لذلك باسم الفتاوى الشرعية , والله سبحانه يُطالب الامة الاتُعطل كتابه ’ والرسول r يحذرمن ذلك

قال تعالى: ( أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ) (13) الشورى
{ قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم }
وما أخرجه البخاري من حديث أنس مرفوعا{ اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة ما أقام فيكم كتاب الله }
((عن ابن عمر قال كنا عند رسول الله r فقال كيف أنتم إذا وقعت فيكم خمس وأعوذ بالله أن تكون فيكم أو تدركوهن ما ظهرت الفاحشة في قوم قط ...... ولا حكم أمراؤهم بغير ما أنزل الله إلا سلط عليهم عدوهم فاستنقذوا بعض ما في أيديهم وما عطلوا كتاب الله وسنة نبيه إلا جعل الله بأ سهم بينهم )) صحيح على شرط مسلم/ صحيح الترغيب والترهيب ج2ص256

(وعن جابر t عن النبي r قال : القرآنُ شافع مُشفَّع وماحلٌ مصدَّق من جعله أمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار) رواه ابن حبان في صحيحه صحيح الترغيب والترهيب - (ج 2 / ص 78)

ولكن من هو المرشح لمزاولة امر الله وحكمه لتكون الطاعة لله فقط , طبعا لمن اخذ بالاسباب مستعينا بالله على ذلك , لمن حقق اياك نستعين , فكان في البداية اهل يثرب , توكلوا على الله بالقيام بتلك المهمة فاوكلهم الله قدرا وشرعا ووفقهم لذلك , وكذلك يوكل الله كل من قام ويقوم بتلك الاسباب , راجع آيات الاستبدال

قال تعالىأُولَئِكَ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ) (90)الانعام

(عن ابن عباس في قوله { فإن يكفر بها هؤلاء } يعني أهل مكة يقول : أن يكفروا بالقرآن { فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين } يعني أهل المدينة والأنصار ) الدر المنثور - (ج 4 / 94)

(وإيتاء هذه الثلاث على التوزيع، فمنهم من أوتي جميعها وهم الرسل منهم والأنبياء الذين حكموا بين الناس مثل داود وسليمان، ومنهم من أوتي بعضها وهم الأنبياء غير الرسل , والصالحون منهم غير الأنبياء، وهذا باعتبار شمول اسم الإشارة لآبائهم وذرياتهم وإخوانهم.) التحرير والتنوير - (ج 6 / ص 203)
({وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ} الحكم : الفهم في الكتاب. وقيل : الحكم على الناس والقضاء) الجامع لأحكام القرآن - ( 16 / 162)