لم يعرف سكان كوكب الأرض أفراد المجموعة الشمسية إلاّ بعد مجهودات مضنية من الأبحاث الفلكية، ولا يزال الكثير من خبايا الفضاء الكوني لا نعرفه حتى اليوم. وتتكون المجموعة الشمسية من تسعة كواكب، كما يوضح (الصورة الرقم وهي: أ- عطارد Mercury
وهو أقرب الكواكب السيارة إلى الشمس وأصغرها. وكان بعض القدماء يطلقون عليه كوكب الصباح لظهوره في ساعات الصباح الباكر، وأطلق عليه آخرون كوكب المسـاء لظهوره في المسـاء. ويـدور عطارد حـول الشمس في فتـرة مقدارها 87.97 يوماً، ومداره بيضاوي الشكل ضيق نسبياً، لذلك فإن بعده عن الشمس يتفاوت تفاوتا كبيرا، إذ يصبح أقصى بعد له (عند الأوج) حوالي 70 مليون كيلومتر تقريباً، وأدنى بعد له (عند الحضيض) حوالي 46 مليون كيلومتر، لذا فإن متوسط بعده عن الشمس حوالي 57.9 مليون كيلومتر. كما تتفاوت سرعته أثناء دورانه حول الشمس، إذ تراوح بين 40 كيلومتراً/ ثانية، و57 كيلومتراً/ ثانية.
ونتيجة لقرب هذا الكوكب من الشمس فهو لا يرى بالعين المجردة إلاّ خلال فترة قصيرة محدودة جداً لا تتجاوز الأسبوعين. ويبلغ قطر عطارد 4880 كيلومتراً. ويُمثل كل من حجمه وكتلته حوالي 0.056 من حجم وكتلة الأرض.
ويبدو لون عطارد ـ عند النظر إليه من الأرض بالتلسكوب ـ مائلاً إلى الاصفرار مع وجود بقع بيضاء ورمادية. كما يظهر سطحه مضرساً تظهر عليه تلال وهضاب وحفر بركانية، ويشبه إلى حد بعيد سطح القمر. وتبلغ درجة حرارة هذا الكوكب حوالي 480 درجة مئوية، وله غلاف جوي رقيق مكون من الهيليوم والنيون والهيدروجين.
ب- الزهرة Venus
هو ثاني الكواكب قرباً من الشمس. ويدور حول الشمس في مدار شبه دائري، لذلك فإن الفارق بين بعده عن الشمس في حالة الأوج وحالة الحضيض صغير جداً بالمقارنة ببقية الكواكب الأخرى. ويبلغ متوسط بعده عن الشمس حوالي 108 مليون كيلومتر، أمّا بعده عن الأرض فيتفاوت ما بين 40 مليون، 265 مليون كيلومتر، وتعادل كتلته 0.815 من كتلة الأرض. ويصل قطره إلى نحو 12110 كيلومتر بما يُمثل 0.91 من قطر الأرض ويُعادل حجمه 0.857 من حجم الأرض.
ولكوكب الزهرة ـ كالأرض ـ حركتان: محورية ومدارية، فالحركة المحورية يتمها في فترة مقدارها 243.1 يوم (من الشرق إلى الغرب). والحركة المدارية يتمها في 224.7 يوماً.
وللزهرة غلاف جوى كثيف سمكه حوالي 80 كيلومتر ومعظمه مكون من ثاني أكسيد الكربون ونسبة ضئيلة جدا من الأكسجين وبخار الماء على شكل غيوم كثيفة.
ج- المريخ Mars
وهـو ثالث كواكب المجموعة الشمسية، ويبلغ قطـره حـوالي 6790 كيلومتر (0.53 من قطر الأرض) وحجمه حوالي 0.15 من حجم الأرض، بينما تبلغ كتلته 0.11 من كتلة الأرض، وقوة الجاذبية على المريخ تساوى 38 % من الجاذبية الأرضية. ولكوكب المريخ حركتان: محورية ومدارية، ويميل محور المريخ عن المحور الرأسي بزاوية مقدارها 24.5 درجة (أي بزيادة درجة واحدة عن ميل محور الأرض). لذا تحدث فيه الفصول الأربعة كالأرض، ومداره حول الشمس ينطبق تماماً على مدار الأرض. ويتم حركته المحورية حول نفسه مرة واحدة كل 24 ساعة، 37 دقيقة، ويُكمل الحركة المدارية حول الشمس في حوالي 686.5 يوماً. ومدار المريخ على شكل بيضاوي ضيق جداً، لذا يحدث اختلاف كبير في موقع المريخ من الشمس. فيبلغ بُعده في حالة الأوج 250 مليون كيلومتر، ويبلغ بُعده في الحضيض حوالي 205 مليون كيلومتر. لذلك فإن متوسط بعده عن الشمس يبلغ حوالي 227.94 مليون كيلومتر، وتبعاً لذلك فإن سرعة الكوكب تتغير وتراوح بين 22.5 كيلومتراً/ ثانية: و27 كيلومتراً/ ثانية. كذلك فإن بعد المريخ عن الأرض يتفاوت تفاوتاً كبيراً، إذ تمثل أبعد مسافة حوالي 102 مليون كيلومتر وأقل مسافة تساوى 56 مليون كيلومتر.
يبدو سطح المريخ أحمر اللون أو برتقاليا، وأهم معالمه القطبان المغطيان بالثلوج أو ثاني أكسيد الكربون المتجمد، وفيه مناطق تبدو رمادية تميل إلى الزرقة أو إلى اللون الأخضر وتكتنفه أودية وجبال. وتتسم درجة حرارة الكوكب بانخفاضها، فهي تبلغ عند خط الاستواء حوالي 15 درجة مئوية، ودرجة الحرارة عند القطبين باردة تصل إلى حوالي 70 درجة مئوية تحت الصفر.
وللمريخ تابعان (قمران) صغيران تم اكتشافهما في سنة 1877م، عندما كان المريخ في أقرب مسافة إلى الأرض، وهما فوبوس Phobos وديموس Deimos آلهة الخوف والفزع عند الإغريق. ويبلغ قطر فوبوس حوالي 13 كيلومتراً ويبعد عن الكوكب 9350 كيلومتراً، ويتم دورة كاملة حول الكوكب في حوالي سبع ساعات، و35 دقيقة. ويبلغ قطر ديموس ثمانية كيلومترات فقط، وبعده عن الكوكب 23487 كيلومتراً، ويتم دورته حول المريخ في 30 ساعة، و18 دقيقة.
ويُعد المريخ أنسب كواكب المجموعة الشمسية ـ بعد الأرض ـ لوجود حياة نباتية وحيوانية فوق سطحه، ويعزى السبب في ذلك إلى وجود غلاف غازي يحيط المريخ من جهة، وإلى انتشار بعض المسطحات المائية فوق سطحه من جهة أخرى. ويؤكد العلماء كذلك بأن القمم الجبلية في المريخ مغطاة بالجليد يذوب بعضها خلال فصل الصيف، وتؤدي إلى انسياب المياه على شكل غطاءات مائية تساعد على خلق حياة نباتية خاصة في المناطق الاستوائية منه. وتبين من الدراسات الفلكية المختلفة أن الغلاف الجوي، الذي يُحيط المريخ لا يُعد ساماً بل مناسباً للحياة النباتية والحيوانية، إذ يتكون من نسبة مرتفعة من ثاني أكسيد الكربون (14 مثلاً لنسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي المحيط بالأرض) والنيتروجين ونسبة ضئيلة من الأكسجين وبخار الماء.
د- المشترى Jupiter
هو أكبر الكواكب على الإطلاق، شكله كروي مفلطح، إذ يبلغ قطره الاستوائي حوالي 142800 كيلومتر وقطره القطبي حوالي 135000 كيلومتر، ويبلغ حجمه ضعف حجم الأرض بـ 1319 مرة، إلاّ أن كتلته تبلغ 318 ضعف كتلة الأرض، وللمشترى مدار بيضاوي، لذا فإن بعده عن الشمس عند نقطة الأوج تبلغ نحو 815 مليون كيلومتر، وتبلغ عند الحضيض نحو 740 مليون كيلومتر، ويتم دورته حول الشمس في 11 سنة، 315 يوماً بسرعة تبلغ حوالي 13 كيلومتر/ثانية ويدور المشترى حول نفسه بسرعة، حيث يتم دورة كاملة حول محوره كل 9 ساعات و55 دقيقة.
يظهر كوكب المشترى كأنه مغطى بغيوم كثيفة، وأبرز معالمه الحزمة أو الخيوط الموازية لخط الاستواء وعددها سبعة أحزمة، كما تظهر فيه بقعة حمراء بيضاوية الشكل طولها حوالي 48 ألف كيلومتر وعرضها حوالي 12 ألف كيلومتر، شُوهدت لأول مرة سنة 1878 وتتسم بموقعها غير الثابت فهي تتحرك بصفة دائمة وببطء.
ويتكون الغلاف الجوي للمشترى من نسبة كبيرة من غازي الأمونيا والميثان على شكل بلورات متجمدة إضافة إلى وجود الهيدروجين والهيليوم. وتبلغ درجة حرارته حوالي 130 درجة مئوية تحت الصفر، وسمك غلافه الجوي ثمانية آلاف كيلومتر.
وللمشترى أربعة عشر تابعاً، تراوح أقطار الأربعة القريبة منه بين 2900 ـ 5000 كيلومتر، والأقمار الباقية صغيرة وتراوح أقطارها بين 50 ـ 200 كيلومتر، يبعد أقربها عن المشترى 181 ألف كيلومتر وأبعدها عنه 236 ألف كيلومتر. وتتكون هذه التوابع في الغالب من الصخور، وهي تشبه القمر في تركيبها وبعضها يحتوى على الهيليوم، وقد اكتشف آخر قمر من أقمار المشترى سنة 1974 وهو صغير الحجم ويبلغ قطره حوالي خمسة كيلومترات.
هـ- زحل Saturn
وهو كوكب عملاق أيضاً ويتميز عن بقية الكواكب أو ربما الأجرام السماوية بوجود هالة حلقية لامعة تحيط به. ويبلغ قطره الاستوائي حوالي 119200 كيلومتر، ويعـادل حجمه 743.6 ضعف حجم الأرض، أمّا كتلته فهي تعادل 95.14 ضعف كتلة الأرض.
يدور هذا الكوكب في مدار شبه دائري وتستغرق دورته 29 سنة و166 يوماً، بسرعة يبلغ معدلها 9.65 كيلومترات/ ثانية. ويبعد عن الشمس عند الأوج حوالي 1506 مليون كيلومتر وعند الحضيض حوالي 1348 كيلومتر. ويميل محوره على محور مداره بزاوية مقدارها 26.7 درجة، وهو يشبه الأرض وتتمثل به أربعة فصول، يستغرق كل فصل سبع سنوات ونصف ويدور كذلك حول محوره مرة كل عشر ساعات وثمان وثلاثين دقيقة. ويبدو الكوكب عند رصده بشكل جميل ولون أصفر زاهٍ تحيط به ثلاث حلقات في مستوى دائرته الاستوائية، تبدو الدائرة الخارجية ذات لون رمادي تميل إلى البياض، والوسطى بيضاء، والداخلية لونها أزرق مائل إلى الرمادي. ويبدو وسط الكوكب ناصع البياض في حين تظهر الألوان البرتقالية في جنوبه ويتميز قطباه باللونين الأخضر والأصفر، وتتكون حلقات زحل الثلاث من الغبار الكوني وبللورات الأمونيا، ويبلغ القطر الخارجي للحلقة الخارجية حوالي 172 ألف كيلومتر والقطر الداخلي 240 ألف كيلومتر؛ وربما يكون أساس هذه الحلقات وجود توابع اقتربت من الشمس مسافة معينة فتهشمت وتفتتت وبقيت تدور في مدارات حول الكوكب على شكل حلقات.
وغلافه الجوي مكون من الأمونيا والميثان المتجمد، وتراوح درجة حرارته بين 110ـ150 درجة مئوية تحت الصفر، وللكوكب زحل عشرة توابع، يبعد أقربها عن زحل 159 ألف كيلومتر وأبعدها على مسافة 1.295 مليون كيلومتر.
و- أورانوس Uranus
يُعد العملاق الثالث في مجموعة النظام الشمسي، وقد اكتشافه، سنة 1871م، الفلكي البريطاني السير وليام هرشل. ويبلغ قطره حوالي 47300 كيلومتر، وحجمه يعادل 47.1 ضعف حجم الأرض، وكتلته تعادل كتلة الأرض 145.2 مرة، وله حركة محورية من الشرق إلى الغرب (كـالزهرة) تستغرق 10 ساعات، 49 دقيقة. ويـدور حـول الشمس فـي مدار بيضـاوي ضيق بسرعة معدلها 6.8 كيلومترات/ثانية، ويتمها في مدة 84 سنة وأربعة أيام. ويبلغ بعـده عن الشمس في الأوج حوالي 3005.6 مليــون كيلومتر، وعند الحضيض حوالـي 2734.8 مليون كيلومتر.
ونتيجة لبعده عن الأرض فإنه يصعب ملاحظة المعالم على سطحه باستثناء بعض الأحزمة كأحزمة المشترى. ويتكون غلافه الجوي من الهيدروجين والهيليوم إضافة إلى الأمونيا والميثان. ودرجة حرارته منخفضة جداً إذ تبلغ 200 درجة مئوية تحت الصفر.
ويتبع كوكب أورانوس خمسة توابع (أقمار)، جميعها تدور حول الكوكب من الشرق إلى الغرب باتجاه حركته المحورية، وأقطارها تتفاوت بين 300 ـ 1100 كيلومتر، وأقربها يبعد عن الكوكب حوالي 130 ألف كيلومتر، وأبعدها يقع على مسافة تُقدر بنحو 586 ألف كيلومتر. وقد تم اكتشاف خمس حلقات رفيعة جداً حول أورانوس في سنة 1977، تشبه حلقات زحل، لا يزيد عرض أكبرها عن مائة كيلومتر، في حين لا يتجاوز عرض أصغرها عشرة كيلومترات.
ز- نبتـون Neptune
ويعني إله البحر عند الإغريق، وتنبأ الفلكيون بوجود هذا الكوكب، الذي يقع مداره خارج مدار أورانوس، ذلك لتأثر مسار أورانوس واضطراب حركته، فاعتقد العلماء أن ذلك لابد أن يكون ناتجاً عن تأثير كوكب آخر. وفي سنة 1846م تمكن كل من الإنجليزي آدمز Adams والفرنسي ليفيرييه Leverrier من اكتشاف الكوكب الثامن نبتون. وتبلغ كتلة هذا الكوكب حوالي 17.25 ضعف كتلة الأرض، وحجمه 53.7 ضعف حجم الأرض، ويبلغ طول قطره 50 ألف كيلومتر. ويدور حول الشمس في مدار شبه دائري، لذلك فـإن أقصى بعـد له عن الشمس (في الأوج) يبلغ نحو 4535.9 مليون كيلومتر، ويصل أقل بُعد له (في الحضيض ) إلى نحو 4458.1 مليون كيلومتر. ويتم دورته حول الشمس في مدة طويلة تبلغ 164 سنة و289 يوماً، بسرعة 5.43 كيلومترات/ثانية.
ويُعتقد أن تركيب الغلاف الجوي لنبتون يشبه أغلفة المشترى وزحل وأورانوس، فله غلاف جوي كثيف يبلغ سمكه حوالي 3240 كيلومتراً، وهو مكون من الميثان ونسبة ضئيلة من غاز الأمونيا. ولكوكب نبتون تابعان: الأول تريتون Triton، ويعني حورية البحر، وهو أكبر من القمر التابع للأرض، إذ يبلغ قطره حوالي 4830 كيلومتراً، والثاني نريد Nereid، ويعني غول البحر، وهو صغير نسبياً ويبلغ قطره حوالي 320 كيلومتراً.
ح- بلوتو Pluto
في فبراير سنة 1930 تمكن كلايد تومباغ Clyde Tombeugh من اكتشاف كوكب بلوتو بعد أن مكث علماء الفلك يبحثون عنه عشرات السنين، وكانوا قد تنبأوا بوجوده قبل اكتشافه بفترة طويلة، وذلك لتأثير جاذبيته على حركات كل من نبتون وأورانوس، فسمي الكوكب التاسع بلوتو (إله الجحيم عند الإغريق). وهو يدور حول الشمس في مدار بيضاوي ضيق نسبياً، وعلى بعد يُقدر بنحو 5910 كيلومترات، ويبلغ أقصى بعد له عن الشمس (عند الأوج) حوالي 7380 مليون كيلومتر، وأقل بعد له (عند الحضيض) حوالي 4440 مليون كيلومتر. ويتم دورته حول الشمس في مدة 247.4 سنة بسرعة تبلغ 4.73 كيلومترات/ثانية، ويتم دورته المحورية في 63.9 يوماً.
ولا تزال المعلومات عن كتلته وحجمه وكثافته غير دقيقة، وأفضل القياسات تدل على أن قطره يبلغ حوالي 6400 كيلومتر، وكتلته تبلغ 0.11 من كتلة الأرض، وسطح الكوكب مغطى بالميثان الثلجي.