sokaty Admin
عدد الرسائل : 5121 تاريخ التسجيل : 06/04/2007
| موضوع: إيقاظ الهمم بالجهاد الأربعاء أبريل 21, 2010 10:18 pm | |
| | |
|
sokaty Admin
عدد الرسائل : 5121 تاريخ التسجيل : 06/04/2007
| موضوع: رد: إيقاظ الهمم بالجهاد الأربعاء أبريل 21, 2010 10:19 pm | |
| إنها ثقلة الأرض ومطامع الأرض وتصورات الأرض، ثقله الخوفعلى الحياة والخوف على المال والخوف على اللذائذ والمصالح والمتاع، ثقلة الدعةوالراحة والاستقرار، ثقلة الذات الفانية والأجل المحدود والهدف القريب. والتعبير القرآني يلقي كل هذه الظلال بجرس ألفاظه﴿اثَّاقَلْتُمْ﴾ويعلن أن النفرة للجهاد في سبيل الله انطلاقمن قيد الأرض وارتفاع على ثقلة اللحم والدم، وتحقيق للمعنى العلوي في الإنسانوتغليب لعنصر الشوق المجنَّح في كيانه على عنصر القيد والضرورة، وتطلع إلى الخلودالممتد، وخلاص من الفناء المحدود. وآية صدق الإيمان بذل النفس والمال في سبيل الله كما قالالله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَآمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْوَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ (15)﴾ (الحجرات)، ولقد كان من أسباب تثاقلهم أمور، منها أن الزمن كان وقت حر شديد، وكانواقريبي عهد بالرجوع من غزوتَي الطائف وحنين، وكان الوقت في عسرة شديدة وجهد جهيد منقلة الطعام، وعلى رأس وقمة هذا كله كان موسم الرطب بالمدينة قد تم صلاحه، وآن وقتتلطف الحر وحان جني الثمار.
روى ابن جرير عن مجاهد قال: أُمروا بغزوة تبوك بعد الفتحوبعد حنين وبعد الطائف، أمروا بالنفير في الصيف حين اخترقت النخل "اجتنى ثمارها" وطابت الثمار، واشتهوا الظلال، وشق عليهم المخرج، فقالوا: منا الثقيل وذو الحاجةوالضيق والشغل، وكان من دأب النبي- صلى الله عليه وسلم- إذا خرج إلى غزوة أن يورِّيبغيرها؛ لما تقتضيه المصلحة من الكتمان والسرية، إلا في هذه الغزوة؛ فقد صرح بهاليكون الناس على بصيرة لبُعد الشقة وقلة الزاد والظهر. وكانت حكمة الله عز وجل في إخراجهم وهو يعلم أنهم لايلقون فيها قتالاً، لتمحيص المؤمنين وخزْي المنافقين ومن على شاكلتهم وفضحهم فيماكانوا يسرون من الكفر وتربص الدوائر بالمؤمنين.
ثم يخاطبهم الله عز وجل قائلاً: ﴿أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الآخِرَةِ﴾(التوبة: من الآية 38) أي رضيتم بلذات الدنيا الناقصة الفانية بدلاً منسعادة الآخرة الكاملة الباقية، ومن يفعل ذلك فقد استبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير،وما يحجم ذو عقيدة في الله عن النفرة للجهاد في سبيله إلا وقد أصاب هذه العقيدةدخن، وفي إيمان صاحبها بها وهن؛ لذلك يقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "من مات لم يغزُ ولم يحدث نفسه بغزو مات على شعبة من النفاق". فالنفاق وهو دخنٌ في العقيدة يعوقها عن الصحة والكمال هو الذي يقعد بمن يزعمأنه على عقيدة من الجهاد في سبيل الله خشية الموت أو الفقر، والآجال بيد الله،والرزق من عند الله، وما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل. فالنفاق يقعد بصاحبه عن الجهاد وخشية الموت، والمجاهدونالشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، فالنفاق يقعد بصاحبه عن الجهاد خشية الفقر، ورسولالله- صلى الله عليه وسلم- يقول: "وجعل رزقي تحت سنّ رمي"، وقال صلى الله عليهوسلم: "الخيل معقود في نواصيها الخير"، فالنفاق يقعد بصاحبه عن الجهاد خشية الأسْرورسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "ما تركت أمة جهاد إلا ذلَّت".
هذا هو النفاق بصوره المتعددة التي تُقعد الرجال عن الجهادفي سبيل الله ورفع راية لا إله إلا الله واسترداد المقدسات، كل ذلك بسبب الركون إلىمتاع الحياة الدنيا الذي هو بجانب متاع الآخرة قليل، فمتاع الدنيا مشوبٌ بالمنغصاتوالآلام إذا قيس بما في الآخرة من النعيم المقيم والرضوان من المولى عز وجل، وروىأحمد ومسلم والترمذي عن المسور أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "والله، ما فيالدنيا في الآخرة إلا كما يجعل أحدكم أصبعه في اليم ثم يرفعها فلينظر بميرجع". ثم يحذرهم الله عز وجل من عاقبة عدم خروجهم إلى ما دعاهمالرسول- صلى الله عليه وسلم- للخروج إليه، بأنه سوف يعذبهم عذابًا أليمًا في الدنياويستبدل قومًا غيرهم، يطيعونه ويطيعون رسوله؛ لأنه قد وعد بنصره وإظهار دينه علىالدين كله﴿وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ﴾(الحج: منالآية 47)، وقد جرت سنة الله عز وجل بأن الأمم التي لا تدافع عن نفسها ولا تحميذمارها لا بقاء لها وتكون طعامًا للآكلين وغذاءً شهيًّا للمستعمرين. ثم يذكرهم ويذكر الأمة كلها بأنهم إذا لم ينصروا رسولهوينصروا دينه وشريعته فإن الله ناصره ومؤيده، كما نصره يوم هجرته، يوم أن أخرجهالذين كفروا ثاني اثنين؛ فالله ناصرُ أوليائه، خاذلُ أعدائه، ومذلُّ المتكبِّرين،وموهنُ كيد الكافرين﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِوَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: من الآية 21)،وصلىالله وسلم وبارك على سيدنا محمد.
|
| |
|