موضوع: قصص لمجاهدي العراق الثلاثاء أبريل 27, 2010 2:54 am
[size=21]
حورية تبتسم للشهيد اجتمع نفر من الشباب المجاهد في وقت الصباح في بيت من بيوت مدينة الفلوجة ، وبينما هم مجتمعين إذا بوجه أحدهم يتغير لونه وتصبب عرقه ، فانتبه إليه بعض أصحابه وقال له :ما شأنك يا فلان ؟ فأجاب الشاب وعلامات الارتباك بادية على محياه : لاشي ،فقال له صاحبه : أقسمت عليك بالله أن تصدقنا الخبر ، وبعد إلحاح من الجميع : قال : والله لقد فتح باباً من هنا –واشار الى جدار الغرفه المقابله – وأطلت عليّ منه حوراء مبتسمة ، وما أظن إلا إنني سأستشهد هذا اليوم فقال له صاحبه : أبدأت تهذي ؟ قال الشاب : لا والله وإنما الأمور عياناً وإني مستشهد هذا اليوم . وما جاء عصر ذلك اليوم حتى دارت معركة ضارية في الحي العسكري في الفلوجة فكان ذلك الشاب احد الشهداء ، رحمه الله . ابتسامه الشهيد الفلوجة .. مدينة المآذن في العراق والتي أصبحت رمزاً للمقاومة ..أنجبت الكثير من الأبطال رجالاً وتساءا ، شيباً وشباباً ، وكان منهم شاب خرج مجاهداً في سبيل الله وكان كلما خرج للجهاد يعود وهو يبكي ويقول لأمه : أماه .. لم أرزق الشهادة وأظن أنني حرمتها لأن ذنوبي كثيرة ، حتى جاء يوم وخرج فيه هذا الشاب إلى ساحة الجهاد فكان مع الشهادة على قدر ، وحمله إخوانه المجاهدين على أكتافهم ودخلوا به على أمه فخرجت تركض إلى تابوته وهي تسألهم : هل استشهد ولدي ؟ فقالوا : نعم فكبرت مستبشرة وأخرجت من الدار أكياساً للحلوى وقامت بنثرها عليهم وهي تكبر وتضحك ، وإذا بأعين الجميع تقع على وجه الشهيد ، الذي ابتسم ابتسامة عريضة فرحاً بما صنعت أمّه ...
الله أكبر .. لن تخيبي شاب في مقتبل عمره ، زهرة من زهور الفلوجة البطلة ..تعلق قلبه بالعلم وما أن عقد النية على طلب العلم ، حتى فوجئ بدخول الاحتلال الأمريكي البغيض فاهتم لذلك وتفرغ للجهاد وأرجأ طلب العلم بعد أن أخذ الميثاق من شيخه أن يخصص له وقتاً لطلب العلم على يديه إذا لم يستشهد ، فوافق الشيخ الجليل على ذلك ، وسارت قافلة الجهاد حتى حطت رحالها عند معركة الفلوجة الأولى ،وكان لهذا الشاب المؤمن نصيب كبير فيها ، حيث أخذ مدفع هاون من شخص آخر ورمى به لأول مرة وقال : لقد اخترت هذا المدفع سلاحاً لي ، واحتدمت المعركة فكان كلما رمى بقذيفة من مدفعه نادى بأعلى صوته : الله أكبر لن تخيبي ،فتقع بإذن الله تعالى على آلية معادية وتلهب النيران فيها ،واستمر هذا الشاب على هذا النمط واضعاً مدفعه في سيارة يسير بها ذهاباً وإياباً في طرقات الفلوجة مردداً شعاره فكانت رمياته موفقة بإذن الله تعالى ورصدته طائرة معادية وصب عليه الطيار نيران رشاشته فلم يتحرك من مكانه قيد أنملة ولم يصب بأي أذى واستمكن منه مدفع للعدو فنجا من قذائفه وبقي في مكانه ثابتاً حتى انصرف المدفع والطائرة ..هذا الشاب استشهد بعد أيام أثناء المعركة ودفن في مقبرة الشهداء عليه وعلى إخوانه الشهداء من الله الرحمة والرضوان . ربما تكون مع الشهادة على موعد لم يأتي بعد عبد الله شاب من أهل الموصل مدينة الأنبياء عليهم السلام ، كان ينزل القتل بالغزاة الأمريكيين ملقياً بنفسه في خضم المعارك يقاتل ببسالة وفدائية تذكرنا بالفدائي الجليل البراء بن مالك رضي الله عنه في يوم اليمامة ، غير أن عبد الله الموصلي كان يُمني نفسه بالشهادة ويطلبها بإلحاح وإصرار عجيبين ، حتى جاء ذلك اليوم الذي لم يعد يتحمل فجاء إلى أميره متوسلاً مستعطفاً إياه أن يهيأ له عملية استشهادية فيجيء رد الأمير بالرفض ،وظل عبد الله يلح على الأمير لمدة شهر كامل ، وأخيراً استجاب الأمير لتوسلات الشاب فهيأ له سيارة قاطرة ومقطورة ممتلئة بعشرات الأطنان من المتفجرات وقمرة القيادة مفتوحة السقف ، ودخل عبد الله بهذه السيارة إلى معسكر أمريكي وضغط على الزر فتفجرت الحمولة وانقلب المعسكر رأساً على عقب وتطايرت أركان البناء في المعسكر كهشيم المحتضر أما صاحبنا الشاب فقد شاءت إرادة الله عز وجل أن يطير بفعل العصف الناتج عن الانفجار مسيرة عشرات الأمتار ويسقط بين عشرة من الجنود الأمريكان متربعاً بينهم كأنه جالس على كرسي ،فما كان من هؤلاء الجند إلا أن حملوه إلى المستشفى وهم يظنون أنه من المدنيين الذين تضرروا بفعل الانفجار العنيف . فصبراً يا عبد الله فلربما تكون مع الشهادة على موعد لم يأتي بعد قال رسول الله صلى اله عليه وسلم : (( من سأل الله الشهادة صادقاً من قلبه بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه ))
اللهم انصر المجاهدين في كل مكان واحفظهم من كل سوء وسدد رميهم واخذل عدوك وعدوهم