عمروبن جموح

موضوع: عمروبن جموح السبت مايو 01, 2010 3:23 am

[size=16]الموقف الذى اختارتة يدل على أن لهذا الكون خالقآ مدبرآ تدرك أثار قدرتةوربوبيتة ولا تدرك ذاتة
(لاتدركة الأبصاروهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ) الأنعام103
ونستمد الدلالة على هذا الموقف من غزوة أحدالتى جرت أحداثها
فى العام الثالث الهجرى.
ومن المعلوم أن هذة الغزوةانتهت على غير ما يحب المسلمون ويرضونه اذ هزموا على اثرمخالفة الرماة لأوامر الرسولصلعم فاستطاع الأعداءأن ينالوا من المسلمين حتى أن رسول اللهصلعمأذى فى بدنه بما لم يتعرض قبل ذلك أو بعدة .
خرجت السيدة عائشة _رضى الله عنها_فى نسوة الى الطرق المؤدية الى المعركة؛تستطلع الأخبار؛فما ان فارقت دور المدينة حتى قربت من الساحة التى تقابل فيها الجيشان بجوار جبل أحد؛فاذ بها ترى امرأةتضع جثثآعلى جمل معها؛فقربت منها فاذ بها(هند بنت عمرو بن حرام)أخت (عبدالله بن حرام كليم الله كفاحآ فى الجنة)وزوجة(عمرو بن الجموح ظليل الملائكة)
رضى الله عنهم أجمعين
فقالت لها أم المؤمنين عائشة_رضى الله عنها_:هل عندك خبر ما وراءك؟
قالت هند:أما رسول الله فصالح؛وكل مصيبة بعده جلل{صغير} واتخذ الله من المؤمنين شهداء(ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرآ وكفى الله المؤمنين القتال)
قالت عائشة _رضى الله عنها_ومن هؤلاء؟
قالت هند_رضى الله عنها_أخى عبدالله ؛وابنى خلاد؛وزوجى عمرو بن الجموح.
قالت عائشة _رضى الله عنها_وأين تذهبين بهم؟
قالت هند:الى المدينة أقبرهم فيها؛ثم قالت تزجر بعيرها
(حـلْ حـلْ) فبر الجل ولم يتحرك.
فقالت عائشة_رضى الله عنها_لما عليه{أى أن ما يحمله ثقيل}
قالت هند_رضى الله عنها_:ما ذاك به لربما حمل ما يحمل بعيرين؛ولكن أراه لغير ذلك؛وزجرته فقام وبرك؛فوجهته راجعة الى أحد؛فأسرع؛فرجعت الى النبىصلعم فأخبرته بذلك؛فقال :
(ان الجمل مأمور؛هل قال عمروشيئآ) قالت : ان عمرآ لما توجه الى أحد قال: اللهم لا تردنى الى اهلى خزيآ؛ وارزقنى الشهادة.
فقال رسول اللهصلعم (فذلك الجمل لا يمضى).
ان منكم معشر الأنصار لو أقسم على الله لأبره؛منهم
(عمروبن الجموح)؛ولقد رأيته يطأ عرجته فى الجنة؛يا هند مازالت الملائكةمظلة على عمرو من لدن قتل الى الساعة ينتظرون أن يدفن؛ثم مكث النبىصلعم حتى قبرهم؛ثم قال (يا هند لقد ترافقوا فى الجنة)قالت:يارسول الله ادع الله لى عسى ان يجعلنى معهم
فأى يمكن أن يتفرد بالفروسية فى هذا الموقف؟وأى يمكن أن يستأثر بالعظمة من فرسان هذا الموقفوهم جميعآ فيها سواء؟
هند تلك المرأة النموذج للصبر والاحتسابتفجع فى ابنها واخبها وزوجهافتصبر وتحتسب وتعمد الى تكريمهمفى المثوى الأخير
الجمل الذى عبر بلسان حاله عن الأستجابة لأمر الله اجابه لدعوة مؤمنقصد الله مخلصآ بها؛فكان أصدق تعبير عن أن لهذا الكون الهآ يشترك الخلق جميعآفى المربوبية له.
أولئك الشهــــداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم فى سبيل احقاق الحق واعلاء شأنه.
انها بحق لمواقف لأناس شاءت ارادة الله لهم حسن الذكر بين العالمين؛والحظوة برضوانه الذى هوأكبر من كل شىء.
فأرض اللهم عنهم وعمن سار على نهجهم؛وأسألك ربى أن تهبنى لأيهم أحظى برضوانك فى معيتهميوم لقائك الأكرم...

وصل اللهم على محمد وعلى أله وصحبه وسلم

[/size]