sokaty Admin
عدد الرسائل : 5121 تاريخ التسجيل : 06/04/2007
| موضوع: قولوا لا إله إلا الله تفلحوا الأحد مايو 02, 2010 2:20 am | |
| [size=16]قولوا لا إله إلا الله تفلحوا
--------------------------------------------------------------------------------
الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون العالم بما كان وما هو كائن وما سيكون وما سيكون الذي إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون الذي يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحانه وتعالى عما يشركون وهو لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون.
الذي دل على وحدانيته في إلهيته أجناس الآيات وأبان علمه لخليقته ما فيها من أحكام المخلوقات وأظهر قدرته على بريته ما أبدعه من أصناف المحدثات وأرشد إلى فعله بسنته تنوع الأحوال المختلفات وأهدى برحمته لعباده نعمة التي لا يحصيها إلا رب السماوات وأعلم بحكمته البالغة دلائل حمده وثنائه الذي يستحقه من جميع الحالات وهو المنعوت بنعوت الكمال وصفات الجلال التي لا يماثله شئ من الموجودات وهو القدوس السلام المتنزه أن يماثله شيء في نعوت الكمال أو يلحقه شيء من الآفات فسبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
الذي خلق السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديرا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب العالمين وإله المرسلين وملك يوم الدين، وأشهد أن محمد عبده ورسوله أرسله إلى الناس أجمعين أرسله والناس من الكفر والجهل والضلال في أقبح خيبة وأسوأ حال،فلم يزل يجتهد في تبليغ الدين وهدى العالمين وجهاد الكفار والمنافقين حتى طلعت شمس الإيمان وأدبر ليل البهتان وعز جند الرحمن وذل حزب الشيطان وظهر نور الفرقان واشتهرت تلاوة القرءان وأعلن بدعوة الآذان واستنار بنور الله أهل البوادي والبلدان وقامت حجة الله على الأنس والجان لما قان المستجيب من معد بن عدنان صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم والتابعين لهم بإحسان صلاة يرضى بها الملك الديان وسلم تسليما مقرونا بالرضوان.
أما بعد ....
فلا يخفى على ذي لب ما وصلت إليه الأمة من تقدم وحضارة ورقي أخلاقي وكذلك ما وصلت إليه من تفوق عسكري وقيادي للدنيا وذلك كان منذ هجرة النبي r إلى زمن ليس ببعيد والذي يسترجع التاريخ مرورا بالغزوة المباركة غزوة بدر ثم أحد حتى انتهت غزوات النبي r قبل وفاته وهي غزوة العسرة نصر تلو الآخر يخرج من نصر إلى نصر وعزة إلى رفعه حتى في المحن مرت تلك المحن على رسول الله r وكانت قوية ولكنه جعلها أيضا سلما إلى العزة والكرامة وأذكر هذا يوم قام أبو سفيان بعد هزيمة المسلمين في غزوة أحد فقال أبو سفيان أعلو هبل، فقال النبي r: الله أعلى وأجل. قال أبو سفيان: لنا العزى ولا عزى لكم. قال النبي r : الله مولانا ولا مولى لكم.
هكذا انتصر الأولون في عهد النبي r حتى أن جنده وصلوا إلى تبوك ومن قبلها مؤتة وبعد موته r في زمن الخلفاء جاب الجند المبارك أرجاء الدنيا وصلوا إلى الأندلس وإلى أسبانيا وإلى بلاد القوقاز بل وإلى أفريقيا وإلى الهند والسند وبلاد العجم في عزة المؤمن زلزلوا العروش وأعلنوا كلمة الله أكبر في كل بقعة من بقاع الأرض بلا خوف ولا ضعف يرددها الصحابي الجليل ربيعي بن عامر والناس من بعده : " نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج العباد من عباده العباد إلى عباده رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ولقد جئتكم بأناس يحبون الموت كما تحبون الحياة"
الله أكبر ما أحلاها من كلمة .. ما أحلاها من نصر.
سؤال يدور في خاطري بل يدور في خاطر كل مسلم ما هو السبب يا ترى؟
ما هو سبب نصرهم وعزتهم وما وصلوا إليه من خير؟
ما هو سبب انحطاط أمتنا وضياع حقها بل أقولها والمرارة تملي حلقي بل ويدنس مصحفها وتنتهك حرمتها؟
دماء تسكب – أرواح تزهق – عورات تكشف – مساجد تهدم – حقوق تضيع – أشلاء متناثرة في كل بقعة
يا الله رحماك بنا
صرخات تدوي ليل نهار
ما هو السبب أخي الكريم
تعالى إلى أسباب النصر أولا:
هي الكلمة التي جاء بها الحبيب المصطفى r حين بعث وجاءه الحق وأمره أن يدعوا الناس إليها هي كلمة التوحيد
حين وقف على رؤوس العباد وقال: " أيها الناس لو قلت لكم أن عيرا ستغار عليكم من خلف هذا الوادي أكنتم مصدقي؟ قالوا نعم، ما علمنا عليك من كذب أنت الصادق الآمين. قال أنا رسول الله إليكم أنا النذير العريان أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا"
نعم.. هي كلمة التوحيد قد يعجب بعض الأخوة من هذا ... أهذه الكلمة هي سبب النصر فإن أمة محمد تقول هذه الكلمة ليل نهار.
أقول نعم. حين صار هؤلاء عبادا لله بحق وفى الله لهم بوعده ( ومن أوفى بعهده من الله)
قال لهم النبي r: قولوا لا إله إلا الله تفلحوا، فقالوها بألسنتهم وأشربت منها قلوبهم وتحركت بها جوارحهم، عاشوا مع هذه الكلمة ومن أجلها وفهموها، نظروا في كتاب الله ليتعلموها من آياته كما قال:
قال تعالى: قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{26} آل عمران.
قال تعالى: وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ{53} النحل.
قال تعالى: وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ{107} يونس.
قال تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ{5} الفاتحة.
قال تعالى: يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{1} التغابن.
قال تعالى: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ{19} محمد.
قال تعالى: قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً{56} أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً{57} الاسراء.
قال تعالى: وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ{88} القصص.
قال تعالى: وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً{58} الفرقان
قال تعالى: َمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ{5} البينة
وذلك أن العبد بل كل حي بل وكل مخلوق فقير محتاج إلى جلب ما ينفعه ودفع ما يضره والمنفعة للحي هي من جنس النعيم واللذة، والمضرة هي من جنس الألم والعذاب.
هذا ما جاء به النبي حيث قال: "قولوا لا إله إلا الله تفلحوا" إن الله خلق الخلق لعبادته الجامعة لمعرفته والإنابة إليه ومحبته والإخلاص إليه فبذكره تطمئن قلوبهم وبرؤيته في الآخرة تقر عيونهم ولا شيء يعطيهم في الآخرة أحب إليهم من النظر إليه ولا شيء يعطيهم في الآخرة أحب إليهم من النظر إليه ولا شيء يعطيهم في الدنيا أعظم من الإيمان به، وحاجات العباد في عبادتهم إياه وتألمهم كحاجتهم وأعظم في خلقه لهم وتدبير شئونهم فإن ذلك هو الغاية المقصودة لهم وبذلك يصيرون عاملين متحركين ولا صلاح لهم ولا فلاح ولا نعيم ولا لذة بدون ذلك بحال، بل من أعرض عن ذكر ربه فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى.
ولهذا كان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ولهذا كانت لا إله إلا الله أحسن الحسنات وكان التوحيد بقول لا إله إلا الله رأس الأمر .
روى البخاري في التوحيد (7373) عن معاذ عن النبي قال: " أتدري ما حق الله على عباده؟ قال: قلتالله ورسوله أعلم. قال حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟ قال: قلت الله ورسوله أعلم، قال: حقهم ألا يعذبهم." الله أكبر.
ألا يعذبهم.. وهو يحب ذلك ويرضى به ويرضى عن أهله ويفرح بتوبة من عاد إليه كما أن في ذلك لذة العبد وسعادته ونعيمة.
فليس في الكائنات ما يكن العبد إليه ويطمئن به ويتنعم بالتوجه إليه إلا الله سبحانه وتعالى ومن عبد غير الله وإن أحبه وحصل له به مودة في الحياة الدنيا ونوع من اللذة فهو مفسدة لصاحبه أعظم من مفسدة التذاذ أكل الطعام الشراب. فـ " لو كان فيهما آلهةٌ إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون"
إنه ما يسمى عند الأصوليين بتوحيد الألوهية(توحيد العبادة) المستحق لجميع أنواع العبادة هو الله.
فلا يدعي مع الله { وإذا سألت فسأل الله} حديث بن عباس (الترمذي) كدعاء الأموات
ولا يذبح إلا لله { َصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ{2} } الكوثر.
ولا نذر إلا لله فلا ينذر إلى السيدة أو الحسين أو سيدي فلان فهذا كله ضد التوحيد .
ولا يتوكل إلا على الله { َاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ } هود 123.
ولا خوف إلا من الله.
ولا يستعان إلا بالله: "فلا يدعي السيد فلان ولا الولي فلان ولا يقال يا سيدي فلان .
فهو المستحق لكل ألوان العبادة.
ولهذا دعا النبي إلى كثرة الصلاة حتى تورمت قدماه كما قالت عائشة هذا ففي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله r قام من الليل حتى تورمت قدماه فقلت يا رسول الله لما تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقالr: يا عائشة أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا.
اعلم أن فقر العبد إلى الله أن يعبد الله لا يشرك به شيئا ليس له نظير فيقاس به لكن يشبه من بعض الوجوه حاجة الجسد إلى الطعام والشراب فإن حقيقة العبد قلبه وروحه وهي لا صلاح لها إلا بالتعبد إلى الله الذي لا إله إلا هو فلا تطمئن إلا بذكره وهي كادحة إليه كدحا فملاقيه ولا بد لها من لقائه ولا صلاح إلا بلقائه.
ولو حصل للعبد لذات أو سرور بغير الله فلا يدوم ذلك بل ينتقل من نوع إلى نوع ومن شخص إلى شخص ويتنعم بهذا في وقت بعض الأحوال.
وأما فلا بد له منه في كل حال وكل وقت وأينما كان فهو معه ولهذا قال إمامنا إبراهيم خليل: { قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ{76} } الانعام. وكان أعظم آية في القرءان الكريم { اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} البقرة 255. والقيوم هو الدائم الباقي الذي لا يزول ولا يعدم.
ولذلك كان النبي r عبدا يتعبد لله ليل نهار في كل حركاته وسكناته r وأيضا في توحيد الربوبية وهذا المعنى الثاني لكلمة التوحيد، إقرار الله بالخلق ، الملك ، التدبير.
قد آمن الكفار بهذا الشق وفهموه واعترفوا به{ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّه} لقمان 25.
يقول بن تيمية : إن الرب سبحانه وتعالى هو الملك المدبر المعفي المانع الضار النافع الخافض الرافع المعز المذل فمن شهد أنه المعطي أو المانع أو الضار أو النافع أو المعز أو المذل غيره فقد أشرك بروبيته.
ولكن إذا اراد الخلاص من الشرك فلينظر إلى المعطي الأول مثلا فيشكره على ما أولاه من النعم وينظر إلى من أسدى إليه معروفا فيكافحه عليه لأن النعم كلها لله تعالى لقوله: { وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ} النحل 53.
فالله سبحانه هو المعطي فإنه هو الذي خلق الأرزاق وقدرها وساقها إلى من شاء من عباده فالمعطي هو الذي أعطاه وحرك قلبه لعطاء غيره فهو الأول والآخر، ومما يقوي هذا المعنى قوله r لابن عباس : واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشئ لن يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف". فهذا يدل على أنه لا ينفع في الحقيقة إلا الله ولا يضر غيره، فمن سلك هذا المسلك العظيم استراح من عبودية الخلق ونظره إليهم وأراح الناس من لومة وذمة إياهم وتجرد التوحيد في قلبه فقوى إيمانه وانشرح صدره وتنور قلبه ومن توكل على الله فهو حسبه ولهذا التفصيل قال الفضيل بن عياض: ( من عرف الناس استراح يريد أنهم لا ينفعون ولا يضرون)، وفي الحديث المتفق عليه الدعاء الذي علمه النبي أن يقال عند النوم: " اللهم إني أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك" البخاري 6311.
ثالثا: توحيد الأسماء والصفات:
اعلم أخي الحبيب أن القول الشامل في جميع هذا الباب أن يوصف الله بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله وبما وصفه السابقون الأولون لا يتجاوز القرآن والحديث ومذهب السلف: أنهم يصفون الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل ونعلم أن ما وصف الله به نفسه من ذلك فهو حق ليس فيه لغز.
وهو سبحانه مع ذلك ليس كمثله شيء لا في نفسه المقدسة المذكورة بأسمائه وصفاته ولا في أفعاله فكما نتيقن أن الله سبحانه له ذات حقيقة وله أفعال حقيقية فكذلك له صفات حقيقية وهو ليس كمثله شيء ولا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله وكل ما أوجب نقصا أو حدوثا فإن الله منزه عنه حقيقة فإنه سبحانه مستحق الكمال الذي لا غاية فوقه.
وكما قال أمية بن الصلت الثقفي: الذي أنشد النبي هو وغيره من شعره فاستحسنه وقال: آمن شعره وكفر قلبه. كما هو من حديث بن عباس عند السيوطي في الجامع الصغير.
قال أمية:
مجدوا اللـــــــــه فهو للمجد أهل ربنا في السمـــاء أمسى كبيراً
بالبناء الأعلى الذي سبق النـــاس وسور فوق السمــاء ســـريراً
ما يناله بصر العيــــــن ترى من دونه الملائك صوراً
والحديث الذي رواه مسلم ، قال رسول الله e لجارية: أين الله؟ قالت في السماء. قال e من أنا؟ قالت: أنت رسول الله. قال الرسول e اعتقها فإنها مؤمنة.
هكذا كان وصف النبي e لصفات الله تعالى بلا تمثيل ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تكيف، وأقر النبي e بقول بن رواحه:
شهدت بأن وعد اللـــــه حق وأن النـــار مثوى الكافرين
وأن العرش فوق الماء طاف وفوق العرش رب العالمينا
وكما قال مالك رحمه الله حيث سؤل عن صفة الاستواء فقال: الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة.
يقول الشيخ محمد صالح بن العثيمين رحمه الله في كتابه القول المبين ص11:
توحيد الأسماء والصفات هو إفراد الله U بما له من الأسماء والصفات وهذا يتضمن شيئين:
الأول: الإثبات وذلك بأن نثبت لله U بما له من الأسماء والصفات التي أثبتها لنفسه في كتابه أو سنة نبيه e.
الثاني: نفي المماثلة وذلك بأن لا نجعل لله مثيلا في أسمائه وصفاته كما قال تعالى: َيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ{11} الشورى.
فدلت هذه الآية على أن جميع صفاته لا يماثله فيها احد من المخلوقين فهي وإن اشتركت في أصل المعنى لكن تختلف في حقيقة الحال فمن لم يثبت ما أثبته لنفسه فهو معطل وتعطيله هذا يثبته تعطيل فرعون ومن أثبتها مع التشبيه صار مشابها للمشركين الذين عبدوا مع الله غيره ومن أثبتها بدون مماثلة صار من الموحدين.
وهذا القسم من التوحيد هو الذي ضلت فيه بعض الأمم الإسلامية وانقسموا فيه إلى فرق كثيرة فمنهم من سلك مسلك التعطيل فعطل ونفس الصفات زعما أنه منزه لله وقد ضل لأن المنزه حقيقة هو الذي ينفي عنه صفات النقص والعيب وينزه كلامه من أن يكون تدعيمه وتضليلا، فإذا قال بأن الله ليس له سمع ولا بصر ولا علم ولا قدرة لم ينزه الله بل وصحة بأعيب العيوب ووصم كلامه بالتعمية والتضليل لأن الله يكرر ذلك في كلامه ويثبته " سميع بصير" ، عزيز حكيم" "غفور رحيم" فتجد هؤلاء حيارى مضطربين ليسوا على يقين من أمرهم وتجد من هداه الله الصراط المستقيم منشرح الصدر هادئ البال يقرأ في كتاب الله وفي سنة رسول الله ما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات فيثبت إذ لا أحد أعلم من الله بالله ولا أصدق خبرا من خبر الله ولا أصح بيانا من بيان الله كما قال تعالى " يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ" النساء 26وقال تعالى:" يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{176} النساء 176.
فهذه الآيتان وغيرها تدل على أن الله يبين للخلق غاية البيان، الطريق الذي ذي يوصلهم إليه وأعظم ما يحتاج الخلق إلى بيانه ما يتعلق بالله تعالى وبأسمائه وصفاته حتى يعبدوا الله على بصيرة لان عبادة من لا تعلم صفاته أو من ليس له صفة أمر لا يتحقق أبدا فلابد أن تعلم من الصفات المعبود ما تجعلك تلتجئ إليه وتعبده حقا، وعلينا أن نستسلم وان تقول سمعنا وأطعنا وأتبعنا وآمنا فهذه وظيفتنا لا نتجاوز القرآن والحديث. انتهى كلامه رحمه الله.
أخي الحبيب أختي الحبيبة.. إن مما سبق هو أن الصحابة رضي الله عنهم فهموا أن تحقيق العبودية هو أصل الدين وهو ما أراده الله إرادة شرعية من إيجاد الإنسان من عدم كما قال: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ{56}الذاريات.
فحققوا هذه العبودية لله تعالى تذللوا لله على الطريقة التي يريدها الله وهي طريقة النبي e فما وجدنا مثلا صحابيا يدعوا الله U باسم مخترع لم يسمي الله به نفسه أبدا أو نجده يدعوا قبرا أو ميتا أو يذبح لغير الله أو يجعل حياته بأمر إنسان ويتوكل عليه لا أنهم آمنوا وعملوا وأخلصوا فيما عملوا رضي الله عنهم جميعا. فاستحقوا أن يكونوا كما وصفهم الله تعالى: ( محمد رسول الله والذين آمنوا معه).
نعم تلك أسباب النصر وبمرارة أجمع لك أخي القارئ بعض أسباب الهزيمة والنكسة كما ذكرها لنا الذي لا ينطق عن الهوى فهو الصادق المصدوق e ففي الحديث الذي رواه أحمد في المسند من حديث أنس t قال: قال رسول الله e يوشك الأمم أن تداعي عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، قال قائل: أو من قلة نحن يا رسول الله؟ قال e أنتم يومئذ كثير، ولكن غثاء كغثاء السيل وليوشكن الله أن ينزع المهابة من صدور أعدائكم ويقذف في قلوبكم الوهن، قالوا وما الوهن يا رسول الله؟ قال e حب الدنيا وكراهية الموت. آه.. وصف دقيق وشامل لحالنا وما وصلت إليه فقد صارت الأمة الإسلامية فعلا كالقصعة المستباحة الكلاب تنهش فيها ومنها من كل أطرافها وكادوا لا يبقون منها شيء ، نعم كما تداعي الأكلة إلى قصعتها ومع الأسف العدد كثير فلا عذر لنا، كثرة بلا منفعة منتسبين إلى الإسلام ويحاربون الإسلام يدعون الإسلام وهو من ألد أعداء الإسلام يذكرونني بعبد الله بن سبأ ذلك الرجل اليهودي الذي أدعى الإسلام لكي يهدم الإسلام ويا ليتهم يدعون الإسلام بل أنهم يدعون أنهم يحبون الإسلام ويريدون علو الإسلام ينكرون سنة النبي e ويسبون أصحاب النبي ويبدلون شرع النبي ويزعمون أنهم يحبونه وحين تطالبهم بإقامة شرع الله وإحياء سنة الرسول e تصير أنت رجعيا متخلفا وهو يزعمون وهو يزعمون أنهم أعرف بمصالح الناس وأحوالهم من اله وإنا لله وإنا إليه راجعون . آخرون من هذه الأمة يذبح السنة من أجل هواه وآخر يزعم محبة النبي e وهو يحارب العقيدة التي جاء بها النبي e ألم يقل النبي أنتم يومئذ كثير ولكن غشاء كغشاء السيل تنزع المهابة من قلوب الأعداء بعد أن كانت تزلزل العروش من ذكر محمد بن عبد الله وأصحابه أصبحوا الآن يقتلون أتباعه ويستعمرون بلادهم ويستبيحون أعراضهم .
اللهم إن أردت فتنة بقوم فاقبضنا إليك غير مفتونين... آمين يا رب
بل والأسى يملئ صدري وأنا أكتب المقال يعترف الأجناس بتدنيس المصحف خمس مرات، نعم .. نزع المهابة ونزع الاحترام.
قال الله تعالى: وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ{19}الحشر ويقذف في قلوبكم الوهن . الوهن حب الدنيا وكراهية الموت، كان الرجال يختصمون عند النبي e لا كما يفعل بعض منافقي زمان النبي وزماننا، "أذن لي ولا تفتني" فقال عنهم: "ألا في الفتنة في الفتنة سقطوا"، لا بل وكانوا يختصمون عنده من يخرج للقتال ومن يجلس لله، در جابر بن عبد الله وأبوه عبد الله بن حرام حين اختصما عند النبي e جابر يريد أن يرزق الشهادة وأبوه يريد الشهادة ويتمنى أن يطأ الجنة بقدمه العرجاء فنال الرضى يقتل شهيدا، فيدخل الجنة وتبدل قدمه بأخرى صحيحة ويكلمه الله ويسأله أن يتمنى، وينزل الله فيه قرآنا يتلى إلى قيام الساعة.. نعم إنه شرف، قالها خبيب بن عدي:
ولست أبالى حين أقتل مسلما على أي جنب كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الأدلة وأن يشأ يبارك على أشلاء شلو ممزع
هم الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، أعلمت هم كانوا يحبون الموت كما نحب الحياة فنحن نعمل جاهدين في تحصيل الدنيا من حلال ومن حرام هذا غير مهم ، المهم الأموال – العقارات – السيارات – النساء وتحقق فينا قول الصادق المصدوق وقد حذر من هذا قوله كما أخرجه أصحاب النبي:
" إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء"
مع كل هذا الظلام الدامس والليل الطويل فلابد أخي الحبيب من طلوع الفجر وفجر الإسلام قادم لا محالة فلقد تنبأ بهذا أيضا e فقال كما هو عند البخاري: " جاء الدين غريبا وسيعود غريبا .. فطوبى للغرباء" فطوبى لكم أيها الصابرون المعتصمون بحبل الله المتين المصدقون بموعود الله " ألا نصر الله قريب" ، المنتظرون وعد الرسول e ولقائه حين قال: " إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ"
أخيرا أخي الحبيب.. وجدد العهد وانتظر لقاء النبي e على الحوض وهو وعد النبي e " اصبروا حتى تلقوني على الحوض" اللهم فارج الهم كاشف الغم مجيب دعوة المضطرين رحمن الدنيا والآخرة ورحيمها نسألك مسألة المساكين ونبتهل إليك ابتهال المذنب المضطر الذليل ندعوك دعاء من خضعت لك رقبته وذل أنفه وفاضت عيناه .. يا من يجيب المضطر إذا دعاه.. اللهم اكشف الغمة عن هذه الأمة اللهم انصر الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين وعليك بأعدائك أعداء الدين.. اللهم مكن لعبادك المجاهدين يا رب العالمين.
آمين
كتبه الراجي عفو ربه
عمرو بن صالح
ليلة الخميس 2/6/2005
[/size] | |
|