sokaty Admin
عدد الرسائل : 5121 تاريخ التسجيل : 06/04/2007
| موضوع: سعد بن أبي وقاص أحد العشرة المبشرين بالحنة الثلاثاء مايو 11, 2010 1:04 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين القائل (( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ( 23 ) سورة الأحزاب
والصلاة والسلام على المصطفى الأمين القائل (( يا سعد : ارم فداك أبي و امي ))
سعد بن أبي وقاص هو سعد بن مالك بن أهيب الزهري القرشي أبو اسحاق فهو من بني زهرة أهل آمنة بنت وهب أم الرسول - صلى الله عليه وسلم فقد كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يعتز بهذه الخؤولة فقد ورد أنه -صلى الله عليه وسلم - كان جالسا مع نفر من أصحابه فرأى سعد بن أبي وقاص مقبلا فقال لمن معه هذا خالي فليرني أمرؤ خاله 0
اسلامه كان سعد -رضي الله عنه- من النفر الذين دخلوا في الاسلام أول ما علموا به0 فلم يسبقه الا أبوبكر و علي وزيد و خديجة0 قال سعد : ( بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعوا الى الاسلام مستخفيا فعلمت أن الله أراد بي خيرا وشاء أن يخرجني بسببه من الظلمات الى النور 0 فمضيت اليه مسرعا حتى لقيته في شعب جياد وقد صلى العصر فأسلمت 0 فما سبقني أحد الا أبي بكر وعلي وزيد - رضي الله عنهم - وكان ابن سبع عشرة سنة0 كما يقول سعد - رضي الله عنه - : ( لقد أسلمت يوم أسلمت وما فرض الله الصلوات )0 وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة كان صلى الله عليه وسلك يجلس بين نفر من أصحابه رضي الله عنهم فقال صلى الله عليه وسلم (( يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة )) فأخذ الصحابة يترقبون الذي سوف يخرج عليهم وهو من أهل الجنة بناء على هذه البشرى النبوية ومن هو سعيد الحظ فإذا بهم يخرج عليهم سعد بن أبي وقاص آت ،، آت000وقد سأله عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن يدله على ما يتقرب به الى الله من عبادة وعمل فقال له : ( لا شيء أكثر مما نعمل جميعا ونعبد ، غير أني لا أحمل لأحد من المسلمين ضغنا ولا سوءا )0
غضب أمه بعد علمها بإسلامه وثورانها يقول سعد - رضي الله عنه - : (وما سمعت أمي بخبر اسلامي حتى ثارت ثائرتها وكنت فتى بارا بها محبا لها فأقبلت علي تقول : ( يا سعد0ما هذا الدين الذي اعتنقته فصرفك عن دين أمك و أبيك ؟ والله لتدعن دينك الجديد أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فيتفطر فؤادك حزنا علي ويأكلك الندم على فعلتك التي فعلت وتعيرك الناس أبد الدهر ) فقلت : لاتفعلي يا أماه فأنا لا أدع ديني لأي شيء )0الا أن أمه اجتنبت الطعام ومكثت أياما على ذلك فهزل جسمها وخارت قواها0فلما رأها سعد قال لها : ( يا أماه اني على شديد حبي لك لأشد حبا لله ولرسوله ووالله لو كان لك ألف نفس فخرجت منك نفسا بعد نفس ما تركت ديني هذا بشيء )0 فلما رأت الجد أذعنت للأمر وأكلت وشربت على كره منها0 ونزل قوله تعالى : { ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير ( 14) وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون (15) } سورة لقمان ,
سعد صاحب الدعوة المستجابه كان سعد بن أبي وقاص إذا رمى عدوا أصابه وإذا دعا الله دعاء أجابه ، وكان الصحابة يردون ذلك لدعوة الرسول -صلى الله عليه وسلم - له : ( اللهم سدد رميته ، وأجب دعوته ) 0 ويروى أنه رأى رجلا يسب طلحة وعليا والزبير فنهاه فلم ينته فقال له : ( إذن أدعو عليك )0 فقال الرجل : ( أراك تتهددني كأنك نبي ! ) 0فانصرف سعد وتوضأ وصلى ركعتين ثم رفع يديه قائلا : ( اللهم إن كنت تعلم أن هذا الرجل قد سب أقواما سبقت لهم منك الحسنى ، وأنه قد أسخطك سبه إياهم ، فاجعله آية وعبرة )0 فلم يمض غير وقت قصير حتى خرجت من إحدى الدور ناقة نادّة لا يردها شيء ، حتى دخلت في زحام الناس ثم اقتحمت الرجل فأخذته بين قوائمها ، ومازالت تتخبطه حتى مات .
أول سهم رمي في الإسلام بعثه الرسول - صلى الله عليه وسلم - في سرية عبيدة بن الحارث - رضي الله عنه - الى ماء بالحجاز أسفل ثنية المرة فلقوا جمعا من قريش ولم يكن بينهم قتال ألا أن سعد قد رمى يومئذ بسهم فكان أول سهم رمي به في الاسلام0
مشاركته في غزوة أحد وشارك في أحد وتفرق الناس أول الأمر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووقف سعد يجاهد ويقاتل فلما رآه الرسول -صلى الله عليه وسلم - يرمي جعل يحرضه ويقول له : ( يا سعد ارم فداك أبي وأمي )0 وظل سعد يفتخر بهذه الكلمة طوال حياته ويقول : ( ما جمع الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأحد أبويه الا لي ) وذلك حين فداه بهما 0
إمرته على الجيش عندما احتدم القتال مع الفرس ، أراد أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه أن يقود الجيش بنفسه ، ولكن رأى الصحابة أن تولى هذه الإمارة لرجل آخر واقترح عبدالرحمن بن عوف : ( الأسد في براثنه ، سعد بن مالك الزهري ) 0 وقد ولاه عمر - رضي الله عنه - امرة جيش المسلمين الذي حارب الفرس في القادسية وكتب الله النصر للمسلمين وقتلوا الكافرين وزعيمهم رستم0 وعبر مع المسلمين نهر دجلة حتى وصلوا المدائن وفتحوها ، وكان إعجازا عبور النهر بموسم فيضانه ولم يخسر جنديا واحدا في مشهد رائع ، ونجاح باهر0 ودخل سعد بن أبي وقاص ايوان كسرى وصلى فيه ثماني ركعات صلاة الفتح شكرا لله على نصرهم 0
توليه إمارة في العراق ولاه عمر - رضي الله عنهما - على العراق في الكوفة فعمرها وأعم فيها العدل ، ولكن أهلها اشتكوه إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بأن سعداً لا يحسن الصلاة , فاستدعاه إلى المدينة مستفسرا , فأجابه سعدٌ ضاحكاً قائلاً : ( والله إني لأصلي بهم صلاة رسول الله، أطيل في الركعتين الأوليين وأقصر في الآخرين ) , وعندما أراد أمير المؤمنين أعادته إلى الكوفة ضحك سعدٌ قائلاً : ( أتأمرني أن أعود إلى قوم يزعمون أني لا أحسن الصلاة ؟ ! ) وآثر البقاء في المدينة .
الستة أصحاب الشورى و عندما حضرت عمر - رضي الله عنه - الوفاة بعد أن طعنه المجوسي0 جعل الأمر من بعده الى الستة الذين مات النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو عنهم راض و أحدهم سعد بن أبي وقاص ، وقال عمر : ( إن وليها سعد فذاك ، وإن وليها غيره فليستعن بسعد )0
سعد والفتنة اعتزل سعد الفتنة وأمر أهله وأولاده ألا ينقلوا له أخبارها ، وذات يوم ذهب إليه ابن أخيه هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ويقول له : ( يا عم ، ها هنا مائة ألف سيف يرونك أحق الناس بهذا الأمر )0 فيجيبه سعد : ( أريد من مائة ألف سيف ، سيفا واحدا ، إذا ضربت به المؤمن لم يصنع شيئا ، وإذا ضربت به الكافر قطع )0 فتركه ابن أخيه بسلام0 وحين انتهى الأمر لمعاوية سأل سعدا : ( مالك لم تقاتل معنا ؟ )0 فأجابه : ( إني مررت بريح مظلمة فقلت : أخ000أخ000وأنخت راحلتي حتى انجلت عني )
وفاته وعمر سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - كثيرا0 وأفاء الله عليه من المال الخير الكثير0 لكنه حين أدركته الوفاة دعا بجبة من صوف بالية وقال : ( كفنوني بها فاني لقيت بها المشركين يوم بدر0 واني أريد أن ألقى بها الله عز وجل أيضا ) 0 وكان رأسه بحجر ابنه الباكي فقال له : ( ما يبكيك يا بني ؟0 إن الله لا يعذبني أبدا ، وإني من أهل الجنة )000فقد كان إيمانه بصدق بشارة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كبيرا000وكانت وفاته سنة خمس وخمسين من الهجرة النبوية0 وكان آخر المهاجرين وفاة ، ودفن في البقيع . | |
|