sokaty Admin
عدد الرسائل : 5121 تاريخ التسجيل : 06/04/2007
| موضوع: مـــــــن فــقـــه الــصـــلاة الإثنين يونيو 07, 2010 9:28 pm | |
|
مـــــــن فــقـــه الــصـــلاة
إعداد
صلاح جاد سلام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين ، والصلاة والسلام علي سيد الأولين والآخرين ، وخاتم الأنبياء والمرسلين ، المبعوث رحمة للعالمين ، سيدنا ونبينا محمد ، وعلي آله وصحبه وتابعيه إلي يوم الدين ، وبــعـــد
ابتداء فرض الصلاة : قال ابن اسحق فيما رواه ابن هشام في سيرته : وحدثني صالح بن كيسان عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها قالت : افترضت الصلاة علي رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما افترضت عليه ركعتين ركعتين كل صلاة ، ثم إن الله تعالي أتمها في الحضر أربعا ، وأقرها في السفر علي فرضها الأول ركعتين . قال : وحدثني بعض أهل العلم أن الصلاة حين افترضت علي رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو بأعلي مكة ، فهمز له بعقبه في ناحية الوادي ، فانفجرت منه عين ، فتوضأ جبريل عليه السلام ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إليه ليريه كيف الطهور للصلاة ، ثم توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رأي جبريل توضأ ، ثم قام به جبريل فصلي به ، وصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلاته ، ثم انصرف جبريل عليه السلام ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة رضي الله عنها وأرضاها ، فتوضأ لها ليريها كيف الطهور للصلاة كما أراه جبريل ، فتوضأت كما توضأ لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم صلي بها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما صلي به جبريل ، فصلت بصلاته . وورد في الهامش من طبقات ابن سعد : أخبرنا يحيي بن الفرات بسنده عن عفيف الكندي قال : جئت في الجاهلية إلي مكة ، وأنا أريد أن أبتاع لأهلي من ثيابها وعطرها ، فنزلت علي العباس بن عبد المطلب ، فأنا عنده وأنا أنظر إلي الكعبة ، وقد حلقت الشمس فارتفعت ، إذ أقبل شاب حتي دنا من الكعبة ، فرفع رأسه إلي السماء ، فنظر ، ثم استقبل الكعبة قائما مستقبلها ، ، إذ جاء غلام حتي قام عن يمينه ، ثم لم يلبث يسيرا حتي جاءت امراة ، فقامت خلفهما ، ثم ركع الشاب ، فركع الغلام ، وركعت المرأة ، ثم رفع الشاب برأسه ، ورفع الغلام ، ورفعت المرأة رأسها ، ثم خر الشاب ساجدا ، وخر الغلام ، وخرت المرأة ساجدة . فقلت : يا عباس ، إني أري أمرا عظيما ، قال : أمر عظيم ، أتدري من هذا الشاب ؟ قلت : لا أدري ، قال : هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، ابن أخي ،، أتدري من هذا الغلام ؟ قلت : لا أدري ، قال : هذا علي بن أبي طالب ، ابن أخي ،، أتدري من هذه المرأة ؟ قلت : لا أدري ، قال : هذه خديجة بنت خويلد ، زوجة محمد ابن أخي ، هذا الذي تري حدثنا أن ربه رب السموات والأرض ، أمره بهذا الدين ، ولا والله ما علمت علي ظهر الأرض كلها علي هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة . قال عفيف : فتمنيت أن أكون الرابع . ( ورد هذا في السمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين للإمام محب الدين الطبري ، تحقيق النشرتي وفرغلي ) . تعريف الصلاة : الصلاة لغة : الدعاء ، لقوله تعالي : " وصل عليهم " التوبة 103 أي ادع لهم .
والصلاة اصطلاحا : كما قال الجمهور : هي أقوال وأفعال مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم مع النية بشرائط مخصوصة . والصلاة أفضل أركان الإسلام بعد الإيمان ، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة وهي مفروضة شرعا بالكتاب والسنة والإجماع . أما فرضيتها بالكتاب ، فالآيات في ذلك كثيرة ، منها قوله تعالي : " وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة " البقرة 110 وأما فرضيتها بالسنة فالأحاديث في ذلك كثيرة ، منها : ما رواه ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " بني الإسلام علي خمس ، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصيام رمضان ، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا " متفق عليه . وأما فرضيتها بالإجماع ، فإن الأمة قد أجمعت بسلفها وخلفها علي وجوب خمس صلوات في اليوم والليلة ، وهذه الصلوات المكتوبات معلومة من الدين بالضرورة ، فمنكرها كافر ، وهي : الظهر أربع ركعات ، والعصر أربع ركعات ، والمغرب ثلاث ركعات ، والعشاء أربع ركعات ، والصبح ركعتان . أسماء الصلوات : ذكر الإمام الأقفهسي في كتابه ( القول التام في أحكام المأموم والإمام ) أسماء الصلوات الخمس ،، فقال : للصبح خمسة أسماء : 1 ـ الصبح : سميت صلاة الصبح لأن وقتها أصبح ، والأصبح هو الندي الذي فيه بياض مختلط بحمرة . 2 ـ الفجر : سميت بذلك لأنه وقتها . 3 ـالصلاة الوسطي : وقد اختلفوا في الوسطي ، فقيل هي الصبح ، وقيل هي العصر ، وعلي اعتبار أنها واحدة من خمس صلوات فهي وسطى، قبلها صلاتان ، وبعدها صلاتان ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق : " شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر حتي غابت الشمس . 4 ـ البرد : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صلي البردين دخل الجنة " يعني الصبح والعصر سميت بردا لأنها تفعل وقت البرد . 5 ـ الغداة : ويكره تسميتها ( غداة ) . وللظهر ثلاثة أسماء : 1 ـ الظهر : لأنها تفعل وقت الظهيرة . 2 ـ الصلاة الأولي : لأنها أول صلاة ظهرت في الإسلام . 3 ـ صلاة الهجيرة : لأنها تفعل وقت الهاجرة .
وللعصر ثلاثة أسماء : 1 ـ الوسطي . 2 ـ البرد . 3 ـ العصر : قال الحموي : لأنها تعاصر وقت المغرب ، وقال بعضهم : لأنها تعصر ، بمعني تؤخر إلي آخر النهار ، ولهذا قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه : لايدخل وقتها إلا بمصير الظل مثلين ، وكأنه أخذ من عصارة الشيء وهو نقبه . المغرب لها إسمان : 1 ـ المغرب : لأنها تدخل بالغروب . 2 ـ صلاة الشاهد : لأنها لا قصر فيها للمسافر ، بل يصليها كصلاة المشاهد ، وقيل : الشاهد النجم الذي يطلق عقيب الغروب ، وبه سميت لأنه كالشاهد علي دخول الوقت ، وعلي غياب الشمس . وفي صحيح مسلم : " ثم لا صلاة بعدها ـ أي بعد صلاة العصر ـ حتي تغيب الشمس ويطلع الشاهد " . العشاء لها إسمان : 1 ـ العشاء : لأنها تفعل وقت العشاء غالبا ، أو سميت باسم الزمان الذي تصلي فيه . 2 ـ العتمة : وهي شدة الظلمة ، ولهذا يكره تسميتها بالعتمة ، لأن الصلاة نور ، فيكره إطلاق اسم الظلمة عليها . آ هـ وكانت الصلاة قبل الإسراء والمعراج مفروضة ، ثنتان قبل طلوع الشمس ، في وقت الفجر ، وثنتان قبل الغروب في وقت العصر ، قال تعالي : " وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب " ذكر ذلك ابن كثير رحمه الله في تفسيره . وللصلاة أنواع وشروط وأركان وسنن ومكروهات ومبطلات ، ينبغي علي كل مسلم أن يلم بها لأهميتها القصوي ، باعتبارها عماد الدين ، وباعتبارها عبادة مكررة يوميا ، فإذا صحت صح سائر عمله ، وباعتبارها ـ لأهميتها البالغة ـ أول ما يحاسب عليه المسلم بعد موته ، إلي غير ذلك من الإعتبارات الكثيرة الهامة . أنواع الصلاة : 1 ـ صلاة لا ركوع فيها ولا سجود ، وهي صلاة الجنازة . ( سجود التلاوة يعتبرها السادة المالكية والسادة الحنابلة صلاة لا ركوع فيها ، وكذا سجدة الشكر ) . 2 ـ الصلاة التي فيها الركوع والسجود والتشهد ، وهي كل الأنواع الأخرى من الصلوات كالصلوات الخمس ، وصلوات النوافل سواء كانت مندوبة أو مسنونة .
شروط الصلاة : وأما شروط الصلاة فمنها : 1 ـ بلوغ دعوة النبي صلى الله عليه وسلم . 2 ـ العقل . 3 ـ البلوغ . 4 ـ الطهارة من الحدثين ( الأصغر والأكبر ) . 5 ـ الطهارة من الخبث غير المعفو عنه في البدن وفي الثوب وفي المكان . 6 ـ النقاء من دم الحيض والنفاس ( فيما يخص المرأة ) . 7 ـ استقبال القبلة ( أي الإتجاه إلي حيث الكعبة المشرفة ) مع الأمن والقدرة . 8 ـ ستر العورة لقادر عليه . (علي تفصيل في ذلك بين المذاهب الفقهية ) . ومدار الأمر في الصلاة علي الإتباع ، و ذلك في إطار قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام البخاري : " صلوا كما رأيتموني أصلي " . وقد ورد حديث صحيح سمي ( حديث المسيء في صلاته ) رواه أبو هريرة رضي الله عنه يوضح كيفية الصلاة ، قال : { دخل رجل المسجد ، فصلي ، ثم جاء إلي النبي صلى الله عليه وسلم ، فرد عليه السلام ، وقال : " ارجع فصل ، فإنك لم تصل " فرجع ، ففعل ذلك ثلاث مرات ، قال أبو هريرة : فقال ( أي الرجل ) : والذي بعثك بالحق ، ما أحسن غير هذا ، فعلمني ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا قمت إلي الصلاة فكبر ، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ، ثم اركع حتي تطمئن راكعا ، ثم ارفع حتي تعتدل قائما ، ثم اسجد حتي تطمئن ساجدا ، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها " } . رواه الشيخان وأحمد . والطمأنينة التي يشير إليها الحديث الشريف ، هي المكث زمنا ما بعد استقرار الأعضاء ( قدر العلماء أدنى الطمأنينة بمقدار تسبيحة ) . وإلا فكأن المصلي يسرق من صلاته ، وشاهد ذلك ماروي عن أبي قتادة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أسوأ الناس سرقة الذى يسرق من صلاته " قالوا : يارسول الله ، وكيف يسرق من صلاته ؟ قال : " لا يقيم صلبه في الركوع والسجود " رواه أحمد والطبراني وابن خزيمة والحاكم وقال صحيح الإسناد . ولعل الطمانينة بهذا المعني واستحضار الخشوع ، والتدبر والتذلل والإستكانة في الصلاة بنية التعبد ، تحقق الأمر الإلهي المتمثل في كلمة ( إقامة الصلاة ) وليس ( أداء الصلاة ) ، لأن القرآن الكريم كله علي مدي سوره وآياته أجمع ، ليس فيه كلمة ( أداء الصلاة ) البتة . بل الإقامة ومشتقات فعلها ، ومما هو طيب ، جدير بالذكر والتسجيل أن الرجل الذي شرح له النبي صلى الله عليه وسلم كيفية الصلاة فيما سمي بحديث المسىء في صلاته في كتب الفقه ، هو الصحابي خلاد بن رافع رضى الله عنه وأرضاه ، وهو من البدريين ، إذ شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .كما جاء في كتب السيرة وكتاب الفقه علي المذاهب الأربعة .
أركان الصلاة : وأما أركان الصلاة و الفرائض فيها ، فأولها النية ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " إنما الأعمال بالنيات ..... " علي أن التلفظ بالنية غير مشروع ، إذ لا تعلق لها باللسان ، وفي هذا قال ابن القيم رحمه الله في ( إغاثة اللهفان ) : لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن الصحابة في النية لفظ بحال . ثم التكبير ، بقولك ( الله أكبر ) ، فالقيام ، فقراءة الفاتحة ( ماتيسر من القرآن ) ، ثم الركوع ، والرفع منه ، ثم السجود ، والرفع من السجود ، والإعتدال ، والطمأنينة والجلوس بين السجدتين ، والقعود الأخير ، والتشهد الأخير، والسلام المعرف بالألف واللام بلفظه، والترتيب . محل النظر في أثناء الصلاة : عند السادة الأحناف : أن ينظر في قيامه إلي موضع سجوده ، وفي ركوعه إلي ظاهر قدميه ، وفي سجوده إلي ما لان من أنفه ، وفي قعوده إلي حجره ، وفي تشهده إلي سبابته ، وفي سلامه إلي كتفيه . التكبير : وأما محل التكبير لغير الإحرام ، فعند السادة الحنابلة مابين ابتداء الإنتقال وانتهائه ، فلا يجوز تقديم شيْ من ذلك علي هذا المحل ، مع رفع اليدين عند الركوع ، ورفعهما عند الرفع منه ، مبسوطتين مضمومتي الأصابع ، ثم حط اليدين عقب ذلك ، وكذلك الحال عند السادة الشافعية .
الركوع : وأما الركوع فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ركع يسوى ظهره حتى لو صب عليه الماء استقر وكان يسوى رأسه بعجزه ، وكان إذا ركع لم يرفع رأسه ولم يخفضها . قال صلى الله عليه وسلم لأنس رضي الله عنه : " إذا ركعت فضع كفيك علي ركبتيك ، وفرج أصابعك ، وارفع يديك عن جنبيك " وأما المرأة فلا تجافي بينهما ، بل تضمهما إلي جنبيها لأنه أستر لها . وفي الركوع يكون التسبيح بسبحان ربي العظيم ، وأقله تسبيحة واحدة . وتحصل السنة (عند السادة الحنفية ) بثلاث ، والأكمل ( عند السادة الشافعية ) إحدي عشرة . ونقل الترمذي في ( السنن ) عن بعضهم أنه يستحب للإمام أن يسبح في الركوع والسجود ستا ليدرك من خلفه ثلاثا ، إلا أن السادة الشافعية عندهم أن الإمام لا يزيد علي ثلاث تسبيحات ، إلا إذا صرح المأمومون بأنهم راضون بذلك .
التسميع : وأما التسميع فيجهر به الإمام ، بأن يقول حال الرفع من الركوع ( سمع الله لمن حمده ) ويسن للإمام والمنفرد ، وعند السادة الشافعية للمأموم أيضا ، ( ويكره التبليغ من غير الإمام إذا لم يحتج إليه ) .
التحميد : وأما التحميد فيطلب من المنفرد والمأموم ، وعند السادة الشافعية لكل مصل ولو إماما . ومحل التحميد بعد الرفع من الركوع ، أي بعد التسميع ، ولفظه ( ربنا لك الحمد ) ، والأولي عند السادة المالكية ( اللهم ربنا ولك الحمد ) . السجود : والسجدتان ، والرفع بينهما ( جلوسا ) مع الطمأنينة فرض في كل ركعة من ركعات الفرض والنفل ، وأما عن كيفية الهوي إلي السجود ، فيجب أن يسجد المصلي علي أعضاء السجود ، وهى سبعة أعضاء ( الوجه ـ الكفان ـ الركبتان ـ القدمان ) للحديث المتفق عليه : " أمرت أن أسجد علي سبعة أعظم ، علي الجبهة ( وأشار بيده علي أنفه , وذلك يبين أن الوجه يقصد به الجبهة والأنف معا ) واليدين والركبتين وأطراف القدمين " . وعلي المصلي حين يهوي للسجود أن يضع الركبتين علي الأرض ثم اليدين ثم الوجه ، فيكتمل بذلك سجوده ، ويعكس عند القيام من السجود ، فيرفع وجهه أولا ثم يديه ثم ركبتيه ، ( ذهب الجمهور إلي استحباب ذلك ) . إلا أن السادة الشافعية و السادة المالكية أخروا اليدين عن الركبتين حال القيام من السجود ومن السنة حال السجود : 1 ـ أن يجعل المصلي كفيه حذو منكبيه ، مضمومة الأصابع ، موجهة رؤوسها للقبلة . 2 ـ أن يبعد الرجل بطنه عن فخذيه ....................... إبعادا وسطا . 3 ـ أن يبعد مرفقيه عن جنبيه .............................. إبعادا وسطا . 4 ـ أن يبعد ذراعيه عن الأرض ...........................إبعادا وسطا . {{{ وذلك إذا لم يترتب عليه إيذاء جاره في الصلاة ،، وإلا ،، حرم }}} . ( هذا للرجل ، أما المرأة فتلصق بطنها بفخذيها محافظة علي سترها ) . 5 ـ أن يستقبل القبلة بأطراف أصابع رجليه . مع التفريج بينهما . ويستحب أن يقول المصلي في سجوده : ( سبحان ربي الأعلي ) لقول عقبة بن عامر رضى الله عنه : لما نزلت " سبح اسم ربك الأعلي " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اجعلوها في سجودكم " ، رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة والحاكم . وفي السجود قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أقرب ما يكون أحدكم من ربه وهو ساجد ، فأكثروا فيه من الدعاء " . وينبغي أن لا يقل التسبيح ( كما في الركوع ) عن ثلاث تسبيحات ، مع الإجتهاد في الدعاء ، لأنه من مواطن الإستجابة . والمفرد له أن يزيد في التسبيح ما أراد ، بل كلما زاد كان أولي ، وكمال التسبيح عشر تسبيحات . أما الإمام ، فقد قال ابن المبارك : استحب للإمام أن يسبح خمس تسبيحات لكي يدرك من خلفه ثلاثا .
هيئة الجلوس في الصلاة : يسن الإفتراش في جميع جلسات الصلاة ، إلا الجلوس الأخير ، إذ يسن فيه التورك . والإفتراش : هو الجلوس علي بطن قدمه اليسرى ، وهى خارجة من تحته ، ونصب قدمه اليمنى ، ويوجه أصابعها نحو القبلة . وأما التورك ، فهو أن يحعل الإليتين علي الأرض ، ويلصق وركه الأيسر علي الأرض أي يفرش رجله اليسرى ، ويخرجها من تحت الورك الأيمن ، وينصب قدمه اليمنى . ( ويستحب التورك في كل جلوس يعقبه سلام ) . تخفيف الصلاة : قال ابن عبد البر رحمه الله : ينبغي لكل إمام أن يخفف ، لأمره صلى الله عليه وسلم وإن علم قوة من خلفه ، فإنه لا يدري ما يحدث لهم من حادث ، وشغل عارض ، وحاجة وحدث وغير ذلك . حال المأموم مع الإمام : يدور بين ثلاث : المساوقة ، والمسابقة ، والموافقة ، المساوقة : أن يقارن المأموم الإمام في الأفعال والأقوال ، ( وهو مكروه يفوت أجر الجماعة ) . المسابقة : أن يتقدم المأموم علي الإمام ، ( إن تقدم بركنين بطلت صلاته ) . الموافقة : أن يتقدم ابتداء فعل الإمام علي ابتداء فعل المأموم . ويسعى المأموم خلف الإمام بحيث يدركه في ذلك الركن . كان أصحاب النبي r ورضى الله عنهم أجمعين لا يحنى أحد منهم ظهره حتى يقع رسول الله صلى الله عليه وسلم ساجدا ، ،، ، وكذلك في بقية الأركان . مكروهات الصلاة : ومنها ( علي تفصيل في المذاهب ) : ** ترك واجب أو سنة مؤكدة عمدا ، ( الإسلام والبلوغ والعقل والطهارة ) . ** تشبيك الأصابع ، وفرقعتها . ** الإلتفات بلا حاجة مهمة ، ( وله حدود ) . ** التخصر ، وهو وضع اليد في الخاصرة بلا حاجة . ** العبث . ** تغميض العينين إلا لمصلحة . ** رفع البصر إلي السماء ، إلا في حـالة التجـشى ، إذا كان يصـلي في جماعـة حتى لا يؤذيهم . ** الإقتصار علي الجبهة في السجود بلا عذر . ** التثاؤب ، فإن غلبه فليكظم ما استطاع . ** الصلاة مع مدافعة الحدث ، ( شدة الحصر بالبول أو الغائط أو الريح ) . ** وضع الذراعين علي الأرض حال السجود كما يفعل السبع بلا حاجة . ** البصق ، أماما أو يمينا أو يسارا . ** الصلاة وهو قائم علي رجل واحدة ، أو وضع قدم علي الأخرى ، أو إقرانهما دائما ** اشتمال الصماء ، ( لا يدع منفذا يخرج منه يديه ) . ** الصلاة في الطريق ، وفي الحمام ، وفى موضع شأنه النجاسة . ** الصلاة حال الإشتياق إلي طعام أو شراب أو جماع . ** تغطية الأنف والفم أثناء الصلاة . ** حمد العاطس ، والإشارة باليد أو بالرأس للرد علي مشمت . ** تشمير الكمين عن الذراعين . ** عقص الشعر ( وهو شده علي مؤخرة الرأس أثناء الصلاة ) . ** إتمام قراءة سورة حال الركوع . ** الصلاة إلي تنور أو كانون ، ( لأن هذا تشبه بالمجوس عبدة النار ) . ** الصلاة خلف صف فيه فرجة . ** مسح الجبهة من تراب لا يضره أثناء الصلاة . ** إسبال الإزار ، أي إرخائها علي الأرض . ** الإعتجار ( وهو شد الرأس بمنديل أو نحوه ، مع ترك وسطها مكشوفا ) . ** رفع الثوب بين يديه أو من خلفه إذا أراد السجود . ** ترك وضع اليدين علي الركبتين حال الركوع . ** ملازمة مكان واحد للصلاة فيه. ** ضرب الأرض بالجبهة حال السجود . ** إطـالة التشـهـد الأول ( ولو بما ينـدب بعـد التشــهد الأخيــر ) ، إذا كان إمامـا ، وإلا فلا كراهة . ** إتيان الصلاة بالهرولة ، بل السنة أن يأتي إليها بسكينة ووقار . ** قيام الإمام في موضع ، وقيام من خلفه في مكان مرتفع عنه . ** جهر المأموم خلف الإمام إلا بالتأمين . ** الصلاة في ثياب ممتهنة لا تصان عن الدنس .( خذوا زينتكم عند كل مسجد ) . ** الصلاة مكشوف الرأس تكاسلا ، أما إذا كان تذللا وضراعة ، فيجوز بلا كراهة . ** الصلاة في سراويل مع القدرة علي لبس القميص . ** تطويل الركعة الثانية عن الركعة الأولى . ** تكرار السورة في ركعة واحدة ، أو ركعتين في الفرض . ** الترويح بمروحة أو بالثوب أكثر من مرة . ** تحويل أصابع اليدين أو الرجلين عن القبلة في السجود وغيره . ** التمطي . ** العمل القليل المنافى للصلاة . ** السجود علي كور العمامة . ** الإقعاء ، بأن يلصق إليتيه بالأرض ، وينصب ساقيه ، ويضع يديه علي الأرض أولا . ** التربع بلا عذر ، ( قال ابن مسعود : لأن أقعد علي جمرة أو جمرتين أحب إليّ من أن أقعد متربعا في الصلاة ) . ** الإضطباع ، بأن يجعل الرداء تحت إبطه الأيمن ، ثم يلقي طرفه على كتفه الأيسر . ** تفريج القدمين حال الوقوف في الصلاة تفريجا فاحشا ، ( السادة الحنفية قدروا ما بين القدمين حال الوقوف في الصلاة بأربع أصابع ، أما السادة الشافعية فقدروا ما بين القدمين حال الوقوف في الصلاة بشبر ) . ** يكره للإمام تحريما التطويل في الصلاة إلا إذا كان إمام قوم محصورين ، ورضوا بذلك ، لقوله r : " من أم فليخفف " ( والمكروه تحريما إنما هو الزيادة عن الإتيان بالسنن ، ( وهو قول السادة الحنفية ) . مبطلات الصلاة : ×× التكلم بكلام أجنبى عنها ، لقوله r : " إن هذه الصلاة لايصلح فيها شيء من كلام الناس ، إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن " رواه مسلم . ( سواء كان الكلام عن عمد أو نسيان أو جهل أو إختيار أو إكراه ) . ×× التنحنح . ×× تشميت العاطس . ×× رد السلام بالكلام . ×× القهقهة في الصلاة . ×× الأنين ، والتأوه ، ,التأفف ، والبكاء ، إذا اشتملت علي حروف مسموعة ، إلا إذا كان البكاء من خشية الله ، أو من مرض ، بحيث لا يستطيع منعها ، فإنها لا تبطل الصلاة . ×× الدعاء بما يشبه كلام الناس ، ( ويرى السادة الشافعية أن الدعاء الذى يبطل الصلاة هو الذى يكون بشيء محرم أو مستحيل أو معلق ) . ×× إرشاد المأموم لغير إمامه إلي الصواب في القراءة . ×× العمل الكثير الذى ليس من جنس الصلاة ، سواء عمدا أو سهوا . ×× التحول عن القبلة في الصلاة . ×× الأكل والشرب في الصلاة . ×× طرو ناقض للوضوء أو الغسل أو التيمم أو المسح على الخفين أو الجبيرة . ×× سبق المأموم الإمام عمدا بركن لم يشاركه فيه ( كأن يركع ويرفع قبل أن يركع الإمام ) . ×× إذا وجد المتيمم ماء قدر استعماله وهو في الصلاة . ×× أن يجد العريان ثوبا ساترا لعورته أثناء الصلاة ، ولم يكن الإستتار به سريعا بدون أن يعمل عملا كثيرا في الصلاة . ×× أن يتذكر فائتة أثناء الصلاة ، وهو من أصحاب الترتيب . ×× أن يتعلم الأمى آية أثناء الصلاة ، ما لم يكن مقتديا بقارىء . ×× أن يسلم عمدا قبل إتمام الصلاة بدون سهو . ×× ترك ركن من أركان الصلاة عمدا . ×× الإقتداء بمن لا يقتدى به لكفره . ×× طرو الردة أو الجنون في الصلاة . ×× تكرير تكبيرة الإحرام بنية الإفتتاح مرة ثانية . ×× تكرير ركن فعلي عمدا . ×× الصلاة بغير فاتحة الكتاب في كل ركعة ( للحديث الشريف : " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب " ) . والحال في كل ما سبق علي تفصيل فيه بين المذاهب ، وقد اعتمدنا في ما أوردناه علي ما جاء في كتاب الفقه علي المذاهب الأربعة كمرجع رئيسى موثق ومحقق معول عليه في الفقه الإسلامي لأهل السنة والجماعة . يجب ألا يخلو منه بيت من بيوت المسلمين . والله تعالي أعلي وأعلم ، وهو الهادي إلي سواء السبيل . ثم ،،،،، اللهم صل وسلم وبارك علي خاتم الأنبياء والمرسلين ، المبعوث رحمة للعالمين ، سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه والتابعين ، ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين ، واجعلنا اللهم من الذاكرين ولا تجعلنا من الغافلين ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، واجعلنا من الذين يقيمون الصلاة علي الوجه الذى يرضيك عنا ، واجعلنا يا ربنا من المقبولين ، واغفر لنا اللهم ولآبائنا ولمشايخنا ولأصحاب الحقوق علينا أجمعين برحمتك الواسعة يا أرحم الراحمين ، واحشرنا مع نبينا والأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا ، يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، وأنت حسبنا ونعم الوكيل ، اللهم آمين ، اللهم آمين ، اللهم آمين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
صلاح جاد سـلام الجيزة في المحرم سنة 1429 هـ
يـنايــر سنة 2008 مـ
|
| |
|