sokaty Admin
عدد الرسائل : 5121 تاريخ التسجيل : 06/04/2007
| موضوع: لماذا نبحث ونفكر لمعرفة خالق الكون؟ الأربعاء يونيو 09, 2010 6:41 pm | |
|
لماذا نبحث ونفكر لمعرفة خالق الكون؟ معرفة الله 1- إنَّ حبّ الاستطلاع والتعرف على عالم الوجود كامن في أعماقنا جميعاً. إنَّنا نريد أنْ حقاً: هل هذه السّماء الرفيعة بنجومها الجميلة، وهذه الأرض المنبسطة بمناظرها الأخّاذة، وهذه الكائنات المتنوعة، والطيور الجميلة، والأسماك الملونة في البحار، والزهور، والبراعم والنّباتات، وأنواع الأشجار السّامقة، هل هي كلّها قد وجدت في هذا الكون لوحدها، أم أنَّ هذه الصور العجيبة قد رُسمت بيد ماهرة قادرة مدبّرة؟ ثم إنَّنا إذا تجاوزنا ذلك كلّه، فإنَّ الأسئلة الأولى التي تراود خواطرنا في الحياة هي: من أين جئنا؟ أين نحن الآن؟ وإلى أين سائرون؟ ما أعظم سعادتنا لو إننا عرفنا الإجابة على هذه الأسئلة! أي أنْ نعرف كيف بدأت حياتنا؟ وإلى أين سيكون مصيرنا في النهاية؟ وما الذي ينبغي نفعله الآن؟ إنَّ روح حبّ الاستطلاع فينا تفرض علينا أنْ لا نجلس دون حراك حتى نعثر على أجوبة هذه الأسئلة. قد يتفق أن يصاب أحدهم في سيّارة ويغمي عليه، فيؤخذ إلى المستشفى لمعالجته. وعندما يفيق من اغماءته ويتحسن حاله، يكون أوّل سؤال يطرحه على من حوله هو: أين أنا؟ لماذا جيء بي إلى هنا؟ متى اخرج؟ وهذا يعني أنَّ الإنسان لا يستطيع أنْ يلزم السّكوت نحو أمثال هذه الأسئلة. وعليه، فإنَّ أوّل ما يحملنا على البحث عن الله ومعرفة خالق عالم الوجود هو روح حبّ الاستطلاع المتعطشة فينا. 2- عرفان الجميل: لنفرض أنّك قد دُعيت إلى وليمة فخمة، هيأوا لك فيها كلّ أسباب الضيافة الكريمة والترحيب بك وراحتك، ولكن بما أنّك قد حضرت الوليمة بصحبة أخيك الأكبر الذي دعاك إليها، فإنَّك لا تعرف مضيفك حقّ المعرفة. لذلك فأنت عندما تجد كل هذه الحفاوة والتكريم من صاحب البيت، يكون جلّ همك أن تتعرف عليه لكي تقدم ما يستحقه من آيات الشكر اعترافاً بجميله. كذلك هي حالنا عندما ننظر إلى مائدة الخلق الواسعة حيث نجد عليها مختلف أصناف النّعم وقد وضعت تحت تصرفنا: عيون ناظرة، وآذان سامعة، وعقول ذكية، وقوى جسمانية ونفسانية متنوعة، ومختلف سبل العيش، ورزق طيب وطاهر، كلّها قد عرضت على هذه المائدة الفسيحة الشّاسعة، فيتجه فكرنا دون اختيار إلى ضرورة معرفة واهب كلّ هذه النّعم لكي نقدم له فروض الشكر وإنْ لم يكن بحاجة إلى شيء من شكرنا، وما لم نفعل ذلك نصاب بالقلق وبإنَّنا نفتقر إلى شيء ما. وهذا محفز آخر يدفعنا للبحث عن الله ومعرفته. 3- حساب الرّبح والخسارة في هذا البحث: افرض إنَّك في سفرك قد بلغت مفرق طرق أربعة حيث تسمع الناس يتنادون أنْ لا تمكثوا في هذا المكان، ففيه أخطار كبيرة. إلاّ أنَّ كل فريق يدعوك إلى سلوك أحد تلك الطّرق، فهذا يقول: أفضل الطريق هذا الذي يتجه إلى الشرق. ويقول فريق آخر: بل الطريق المؤدي إلى الغرب أكثر اطمئناناً. فريق ثالث يدعوك إلى طريق وسط بين الطّريقين، قائلاً: أنَّه الطريق الوحيد الذي ينجيك من المخاطر ويوصلك إلى حيث الأمن والأمان وكلّ أنواع السعادة. فهل يجوز لنا أن نسلك أحد تلك السبل دون تمعّن أو دراسة؟ أم هل يرتضى لنا العقل أنْ نمكث هناك دون أن نختار واحداً من تلك الطّرق؟ طبعاً لا. إنَّ العقل ينصحنا بأن نبادر فوراً إلى دراسة الوضع وتمحيص أقوال كل فريق بدقة، فإذا وجدنا في أقوال أحد الفرق دلائلاً مقنعة من الصدق والصحة أخذنا بها، وسلكنا ذلك الطرق بكل اطمئنان وثقة. هكذا نحن في هذه الدّنيا، حيث نجد مختلف المذاهب والاتجاهات تدعونا إليها. ولكن لما كانت سعادتنا وتعاستنا، تقدّمنا وتأخرنا. منوطة بدراسة هذه الاتجاهات واختيار أفضلها، فإنَّنا لا نجد بداً من أنْ نفكر في الأمر، لاختيار الطريق الذي يؤدي بنا إلى التقدم والتكامل، وتجنّب الطريق الذي يوصلنا إلى منزلق التعاسة والفساد والشقاء. وهذا دافع آخر يدفعنا لإمعان الفكر في خالق عالم الوجود. يقول القرآن الكريم: (فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) (سورة الزمر/17-18).
|
| |
|