موضوع: السيدة فاطمة الزهراء --- عن لسان عائشة الخميس يونيو 10, 2010 11:05 pm
السيدةُ فاطمةُ الزهراء عن لسان عائشة زوجة رسول الله ( صلى الله عليه و آله )
بين يديك باقةٌ عطرةٌ تتكون من أربعين نصاً مبوَّ باً مرويّاً عن زوجة رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) السيدة عائشة حول ابنة رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) ، وأُم ذريته ، وزوجة ابن عمّه ، البتولِ المطهرةِ بنصِ القرآنِ الكريمِ ، سيدةِ نساءِ العالمين : فاطمة الزهراء ، ( عليها السلام ) ، وهي نصوصٌ تعكس ماكانت تحظى به من مكانة عند الله ، وعند النبي ( صلى الله عليه و آله ) ، وتحمل ما تحمل من دلالات ، وتستتبع ما تستتبع من وظائف وواجبات على المسلمين تجاهها 0
وقد أدرجنا هذه الروايات ضمن مقامات اربع عشر:
المقام الأول : مَنْبتُها و منشأُوها :
1. عن عائشة ، قالت : قلتُ : يا رسول الله مالكَ إذا جاءت فاطمةُ قبّلتَها حتّى تجعل لسانَك في فيها كلِّه ،كأنّك تريد أن تُلعقها عَسَلاً ؟! قال : " نعم يا عائشة ، إنّي لمّا اُسري بي إلى السماء أدخلَني جبرئيلُ الجنةَ ، فناولني منها تفّاحةً ، فأكلتُها ، فصارت نطفةً في صُلبي ، فلمّا نزلتُ واقعتُ خديجة ، ففاطمة من تلك النطفة ، وهي حوراء إنسيّة ، كلّما اشتقتُ إلى الجنة قبّلتُها" [1]. 2. كان رسولُ الله ( صلى الله عليه و آله ) يُكثر تقبيلَ فاطمة ( عليها السلام ) فأنكرت ذلك عائشةُ ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) : " يا عائشة 000فما قبّلتُها قطّ إلاّ وجدتُ رائحةَ شجرة طوبى منها " [2].
المقام الثاني : طهرُها ونزاهتُها :
3. عائشة قالت : و كانت ـ أي فاطمة ( عليها السلام ) ـ لا تحيض قطّ لأنّها خُلِقت من تفاحةِ الجنّة [1]. 4. عن عائشة ـ في حديث ـ قال لي رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) : " يا حميراء إنّ فاطمة ليست كنساء الآدمييّن ، و لا تعتلّ كما يعتلِلنَ " [2].
المقام الثالث : شمائلُها وأخلاقها :
5. عن عائشة قالت : أقبلتْ فاطمة ( عليها السلام ) تمشي ، لا والله الّذي لا إله إلاّ هو ، ما مشيتُها تخرم[3] مشيةَ رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) فلمّا رآها قال : " مرحباً بابنتي " مرّتين أو ثلاث [4]. 6. عن عائشة قالت : ما رأيت أحداً أشبه َسمتاً ودلاً و هدياً برسول الله ( صلى الله عليه و آله ) في قيامها و قعودها من فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) [5]. 7. قالت عائشة : ما رأيت قطّ أحداً أفضل من فاطمة ( عليها السلام ) غير أبيها [6].
8. عائشة قالت : ما رأيت أحداً كان أشبهَ كلاماً و حديثاً برسول الله ( صلى الله عليه و آله ) من فاطمة ( عليها السلام ) [1]. 9. عن عائشة : ما رايت أحدا من الناس كان أشبه بالنبي ( صلى الله عليه و آله ) كلاما ولا حديثا ولا جلسة من فاطمة [2].
المقام الرابع : منزلتها عند الله تعالى :
10. دخلت عائشة على رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) و هو يقبّل فاطمة ، فقلت له :أتحبّها يا رسول الله ؟ قال : " أما والله لو علمتِ حبّي لها لازددت لها حبّاً ، إنّه لما عُرِج بي إلى السماء الرابعة أذّن جبرئيل وأقام ميكائيل ، ثم قيل لي : اُدنُ يا محمّد . فقلت: أتقدّم وأنت بحضرتي ياجبرئيل ؟ قال : نعم ، إنّ الله عزّوجلّ فضّل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقرّبين ، و فضّلك أنت خاصّة . فدنوت فصلّيت بأهل السّماء الرّابعة ، ثمّ التفتّ عن يميني فإذا أنا بابراهيم ( عليه السلام ) في روضة من رياض الجنّة و قد اكتنفها جماعةٌ من الملائكة ، ثمّ إنّي صرت إلى السّماء الخامسة ، ومنها إلى السّادسة فنوديتُ : يا محمّد نعم الأبُ أبوك إبراهيم ، ونعم الأخ أخوك عليّ . فلمّا صرتُ إلى الحجب ، أخذ جبرئيل ( عليه السلام ) بيدي فأدخلني الجنّة فإذا أنا بشجرة من نور في أصلها مَلَكان يطويان الحليَّ و الحللَ .
فقلت : حبيبي جبرئيل لمن هذه الشجرة ؟
فقال : هذه لأخيك عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) و هذان المَلَكان يطويان له الحليّ َوالحللَ إلى يوم القيامة . ثمّ تقدّمتُ أمامي فإذا أنا برُطَب ألين من الزَبد وأطيب رائحةً من المسك وأحلى من العَسَل ، فأخذت رُطَبَةً فأكلتُها ، فتحوّلتْ الرطبة نطفةً في صُلبي ، فلمّا أن هبطت إلى الأرض واقعتُ خديجة فحمَلتْ بفاطمة ، ففاطمةُ حوراءٌ إنسيّةٌ ، فإذا اشتقتُ إلى الجنّة شممتُ رائحةَ فاطمة ( عليها السلام ) [1]. 11- عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، وعبد الله بن عباس : لما جاء رسولَ الله الأجلُ ، فهبط ملك الموت ، فوقف شبه أعرابي ثمّ قال : السلامُ عليكم يا أهلَ بيت النّبوة ، و معدنَ الرسالة ، و مختلفَ الملائكة ، أدخلُ ؟ فقالت عائشة[2] لفاطمة ( عليها السلام ) : أجيبي الرجلَ [3].
المقام الخامس : منزلتها عند رسول الله
12. عن عائشة : أنّه قال علي ( عليه السلام ) للنّبي ( صلى الله عليه و آله ) لما جلس بينه و بين فاطمة ( عليها السلام ) و هما مضطجعان : أيّنا أحبُّ إليك أنا ، أو هي ؟ فقال ( صلى الله عليه و آله ) : هي أحبُّ إليَّ ، و أنت أعزُّ عليَّ منها [4].
13. قالت عائشة ( في جواب من سألها عن علي ( عليه السلام ) ) : تسألني عن رجل و الله ما أعلم رجلاً كان أحبّ إلى رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) من عليّ ، و لا في الأرض امرأة أحبّ إلى رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) من فاطمة [1]. 14. عن عائشة : أنّ فاطمة ( عليها السلام ) كانت إذا دخلتْ على رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) قام لها من مجلسه ، و قبَّلَ رأسَها ، و أجلسَها مجلسَه ، وإذا جاء إليها لقِيَته ، وقبَّلَ كلّ واحدٍ منهما صاحبَه ، و جلسا معاً [2]. 15. عن عائشة أنّها قالت : و كانت إذا دخلت على النبي صلى الله عليه [ وآله ] أخذ بيدها فقبَّلها ، و رحّبَ بها ، و أجلسَها في مجلسه ، و كان إذا دخلَ عليها قامتْ إليه ، ورحّبَتْ به ، و أخذتْ بيده فقبّلَتْها [3]. 16. عائشة قالت : كان النّبي ( صلى الله عليه و آله ) إذا قَدِم من سَفَر قبَّلَ نحرَ فاطمة ( عليها السلام ) ، فقال : " منها أشمُّ رائحةَ الجنّة " [4]. 17. عن عائشة : قال رسولُ الله ( صلى الله عليه و آله ) : " إذا اشتقتُ إلى الجنّة قَبَّلتُ نحرَ فاطمة " [5].
18. عن عائشة و عكرمة قالا : كان النّبي ( صلى الله عليه و آله ) إذا قَدِم من مَغازيه قَبَّل فاطمةَ ( عليها السلام ) [1]. 19. عن عائشة قالت : كان النّبي ( صلى الله عليه و آله ) كثيراً ما يقبّل عَرف فاطمة ( عليها السلام ) [2]. 20. قال معاذ : يا عائشة كيف رأيتِ رسولَ الله ( صلى الله عليه و آله ) ، عند شدّة وَجَعِه ؟ قالت : أمّا رسولُ الله فلم أقدرِ الثباتَ عندَه ، و لكن دونكَ هذه ابنتُه فاطمة ، فاسألهْا فإنّهالم تزلْ إلى جانبِهِ [3].
المقام السادس : صدق منطقها وكلامها
21. قالت عائشة : ما رأيت أحداً قطّ أصدقَ من فاطمة غير أبيها ، قال : ـ أي الراوي ـ وكان بينهما شيء[4] فقالت : يارسولَ الله سَلها فإنّها لا تكذبْ .
المقام السابع :كراماتها الخارقة للعادة :
22. قالت عائشة : كنّا نخيط ، و نغزل ، و ننظم الأبرة باللّيل في ضوء وجه فاطمة ( عليها السلام ) [5].
23. دخلت عائشة على أبيها فقالت : يا أبتاه إني رأيت من فاطمة أمرا عجيباً ( عجباً ) ، رأيتُها وهي تعمل في القِدر ، والقِدر على النار ، يغلي وهي تحرِّك ما في القِدر بِيدِها 0 فقال لها : يا بنتاه أُكتمي هذا الأمر ، وإنه لأمرٌ عظيم [1].
المقام الثامن : هي ونساء العالمين :
24. عن عائشة : … أَسَرَّ ـ أي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ إليها فقلتُ : ما رأيتُ كاليوم ، فَرَحاً أقربَ من حُزنٍ ، فسألتُها عمّا قال ، فقالتْ : " ما كنتُ لأفشيَ سرَّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) " حتّى قُبِض النّبيُ ( صلى الله عليه و آله ) فسألتُها ، فقالت : " أسرَّ إليّ أنّ جبرئيل كان يُعارضني القرآنَ كلَّ سنة مرّةً ، و أنّه عارَضَني العام مرّتين ولا أراه إلاّ حَضَرَ أجلي و إنّكِ أوّلُ أهلِ بيتي لحوقاً بي ، فبكيتُ ، فقال : أما ترضينَ أن تكوني سيّدةَ نساء أهل الجنّة ، أونساءِ المؤمنـين ؟ فضحكتُ لذلك " [2]. 25. عن عائشة ، قالت لفاطمة ( عليها السلام ) : ألا اُبشّركِ ؟ إنّي سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) يقول : "سيّداتُ نساء أهل الجنّة أربع : مريم بنت عمران ، و فاطمة بنت محمد ، و خديجة بنت خويلد ، و آسية بنت مزاحم إمراة فرعون " [3].
26. عائشة و غيرها عن النّبي ( صلى الله عليه و آله ) ، أنّه قال : "يا فاطمة أبْشري فإنّ الله اصطفاكِ على نساء العالمين و على نساءِ الإسلام و هو خيرُ دينٍ " [1]. 27. عن عائشة أن النّبي ( صلى الله عليه و آله ) قال و هو في مرضه الّذي توفّي فيه : " يا فاطمة ألا ترضينَ أن تكوني سيّدةَ نساء العالمين ، وسيّدةَ نساء هذه الاُمّة ، و سيّدة نساء المؤمنين " [2].
المقام التاسع :عبادتها وشدة اجتهادها :
28. عن عائشة : ولقد وضعتِ[3] الحسنَ بعد العصر وطهرت من نفاسها وصلتِ المغربَ ، ولذلك سميت الزهراء 0[4]
المقام العاشر : حياتها الزوجية :
29. قالت عائشة منشدةً في عرس فاطمة : سرنَ بها فالله أعلى ذكرَها و خصَّها منه بطهرٍ طاهرٍ وسرن مع خير نساء الورى تُفدى بعمات وخالات يا بنت من فضله ذو العلى بالوحي منه والرسالات [5]. عن عائشة و اُمّ سلمة ، قالتا : أمرَنا رسولُ الله ( صلى الله عليه و آله ) أن نجهّزَ فاطمة حتّى نُدخِلها على عليّ ، فعمدنا إلى البيت ، ففرشناهُ تراباً ليّناً من أعراض البطحاء ، ثمّ حشونا مرفقتين ليفاً
30. فنفشناه بأيدينا ، ثمّ أطعمنا تمراً و زبيباً ، و سقينا ماءً عذباً ، وعمدنا إلى عود ، فعرضناه في جانب البيت ليُلقى عليه الثّوبُ ، و يُعلَّق عليه السّقاءُ ، فما رأينا عرساً أحسنَ من عُرسِ فاطمة [1].
المقام الحادي عشر: بعلُها وأولادها :
31. عن عائشة قالت: كنت عند رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) فذكرت عليّاً ، فقال : "يا عائشة لم يكن قطّ في الدّنيا أحدٌ أحبَّ إلى الله منه و أحبَّ إليّ منه و من زوجته فاطمة ابنتي ، ومن ولديه الحسن و الحسين عليهما السلام . يا عائشة تعلمين أيّ شيء رأيتُ لأبنتي فاطمة و لبعلها ؟ قالت : لا ، فاخبرْني يا رسول الله ؟ قال : "يا عائشة إنّ ابنتي سيّدةُ نساء العالمين ، و إنّ بعلَها لا يُقاسُ بأحد من النّاس ، و إنّ ولديه الحسنَ والحسينَ هما ريحانتاي في الدّنيا و الآخرة. يا عائشة أنا و فاطمة و الحسنُ و الحسينُ و أْبنُ عميّ عليٌّ في غرفةٍ من درّةٍ بيضاء ، أساسُها من رحمةِ الله تعالى ، و أطرافُها من عفوِ الله تعالى و رضوانِه ، و هي تحت عرشِ الله تعالى ، و بين عليّ و بين نور الله بابٌ ينظر إلى الله [2]، وينظر الله إليه ، وذلك وقتَ يُلجِم الله النّاسَ بالعَرَق ، على رأسه تاجٌ قد أضاء نورُه ما بين المشرق و المغرب ، وهو يرفُل في حلّتين حمراوين .
يا عائشة خُلقتْ ذريّةُ محبّينا من طينةٍ تحت العرش ، وخُلٍقت ذريّةُ مبغضينا من طينة الخَبال وهي في جهنّم )0[1] 32. إستأذن أبوبكر على رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) فسمع صوت عائشة عالياً و هي تقول : واللهِ لقد عرفتُ أنّ عليّاً و فاطمة أحبُّ إليك منّي و من أبي ( مرّتين أو ثلاثاً ) [2]. 33. سُئِلَت عائشة : أيُّ الناس كان أحبَّ إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قالت : فاطمة . فقيل مِن الرجال ؟ قالت : زوجُها ، إن كانَ ماعلمتُ صوّاماً قوّاماً [3].
المقام الثاني عشر : نشاطها السياسي والإجتماعي :
34. عن عائشة ، قالت : لما بلغ فاطمة إجماعُ أبي بكر على منعها فدك لاثت خمارها على رأسها ، واشتملت بجلبابها ، و أقبلت في لمة من حفدتها و نساء قومها تطأ ذيولها ، ما تخرم مشيتُها مشيةَ رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) حتّى دخلت على أبي بكر ، وهو في حشد من المهاجرين و الأنصار و غيرهم ، فنيطت دونها ملاءة ، ثمّ أَنَّت أنّةً أجهش لها القومُ بالبكاء و ارتجّ المجلس .
ثمّ أمهلت هُنيئَةً حتّى إذا سَكنَ نشيج القوم و هدأت فورتهم ، افتتحت كلامَها بالحمد لله عزّوجلّ و الثّناء عليه والصلاة على رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) ، ثمّ قالت : لقد جاءكم رسول من أنفسكم إلى آخر الخطبة المعروفة [1].
المقام الثالث عشر : مصيرها ومآل أمرها المأساوي :
35. عن عائشة قالت : إنّ فاطمة ( عليها السلام ) بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسَلَت إلى أبي بكر تسألُه ميراثَها من رسول الله صلّى الله عليه مما أفاء الله عليه بالمدينة وما بقي من خمس خيبر 0000 فأبى أن يدفعَ إلى فاطمة منها شيئاً فوَجَدَتْ [2]فاطمة على أبي بكر في ذلك ، فَهَجَرتْهُ ، ولم تُكلّمْه حتّى تُوُفّيتْ و لم يؤذَن بها أبو بكر [3].!! 36. قالت عائشة : عاشت فاطمة بعد رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) ، ستة أشهر ، فلمّا توفّيت دفنها عليٌّ ليلاً ، وصلّى عليها [4].!! 37. عائشة : إنّ النّبي ( صلى الله عليه و آله ) قال لفاطمة ( عليها السلام ) : " إنّ جبرئيل أخبرني أنّه ليس امرأةٌٌ من نساء العالمين أعظمَ رزيّة منكِ ، فلا تكوني أدنى إمرأةٍ منهنّ صبراً " [5]. 38. عن عائشة أن النّبي ( صلى الله عليه و آله ) قال لفاطمة : " هي خيرُ بناتي لأنّها اُصِيبَت فيّ َ" [6].
المقام الرابع عشر : شأنها في يوم القيامة :
39. عن عائشة قالت : قال النّبي ( صلى الله عليه و آله ) : "ينادي منادٍ يومَ القيامة : غضّوا أبصاركم حتّى تمرّ فاطم بنت محمّد النّبي ( صلى الله عليه و آله ) ) " [1]. 40. عن عائشة قالت : قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) : " إذا كان يـومُ القيامة نادى منادٍ : يا معاشر الخلائق طأطِئوا رؤوسَكم حتّى تجوزَ فاطمةُ بنت محمّد ( صلّى الله عليه و آله ) " [2]. أيها الزائر العزيز بعد أن وقفت على هذه المجموعة الطيبة حول فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) أليس من الجدير بك أن تسأل نفسك : على ماذا يدل تسليط الأضواء الكشافة على منشأ فاطمة ومنبتها ؟ ماذا يعني التنويه بطهارتها من الرجس ونزاهتها من الدنس ؟ على ماذا تدل منزلتها الخاصة عند الله دون غيرها من نساء رسول الله الكريمات ؟ لماذا كل تلك العناية والحفاوة التي كان يوليها رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) لابنته فاطمة دون غيرها من نسائه حتى أقربهن إلى قلبه وامسهن بحياته ؟ لماذا التنويه بفضل زوجها وأبنائها العظام ؟ لماذا التاكيد على حبه المطلق لها ؟
هل كان ذلك مجرد أمر عاطفي وغريزي ، وبدافع أبوي ، وهو معلم البشرية ، وقوله وفعله سنة وحجة ، وهو أمر يتطلب منه أن يكون أبعد ما يكون عن ضغط الدوافع العاطفية المجردة ، أوغلبة الغرائز المفرطة ؟ ومع أننا نقر بأنه كان بالمؤمنين رؤوفاً رحيماً ، فإننا لم نجده فعلَ مثل هذه العناية والحفاوة بغير إبنته فاطمة الزهراء ، خاصة إذا أخذنا بنظر الإعتبار عشرات الروايات والأحاديث الاخرى التى رواها غيرُ السيدة عائشة من الصحابة والصحابيات الكرام 0 ثم أليست صادقة لا تكذب باعتراف عائشة ؟ أليست آخر الناس عهداً بالنبي صاحب الرسالة دون غيرها من نسائه ؟ تأمل لحظة رجاءً ، وتجرد عن كل فكرة مسبقة ، أوحالة تمنعك من التفكير المستقل ، والقضاء العادل ، والرأي المنصف 0 أليس في ذلك كله حكمة عليا ، وإرادة منه ( صلى الله عليه و آله ) للتركيز على أمر مهم جداً يتصل بحياة الرسالة ودوامها ، وهو إلفات نظر المسلمين إلى دورها ودور زوجها علي وأبنائها الميامين في مواصلة نهجه ، وإلى مكانتهم القيادية في النظام الإسلامي العظيم ؟