sokaty Admin
عدد الرسائل : 5121 تاريخ التسجيل : 06/04/2007
| موضوع: ماذا يعني الزُّهد ؟ الجمعة يونيو 11, 2010 2:03 am | |
| بالتأمّل في النصوص السابقة واستيحاء مفاهيمها بالتأمّل في النصوص السابقة واستيحاء نستطيع تشخيص معنى الزُّهد .. فهو : 1 ـ العزوف عن المحرّمات . 2 ـ الاكتفاء بما يحقق للانسان البقاء المناسب في الحياة . 3 ـ اعتبار الحياة وسيلة لا غاية . وانطلاقاً من مفهوم الاسلام عن الزُّهد ، وتربيته للضمير الزاهد ، يحاول الاسلام خلق الشخصية المتعالية على الحياة .. الشخصية الّتي تستطيع أن تتعامل مع موضوعات الحياة بوعي وتقويم موضوعي؛ يحفظ للفرد شخصيّته وتحكّمه بما يدور حوله ، وبما يتعامل معه .. من مظاهر وأعراض حياته؛ ليكون هو القائد والموجِّه للحياة .. لا التابع أو المتهافت الذائب الوجود فيها .. لأنّ الزاهد يعي ويدرك معنى علاقة الانسان بالعالم القائم من حوله .. ويستطيع تفسير الدوافع والنزعات الغريزية والحسّية المتأصلة في ذاته ـ كإنسان يحس ويرغب ـ ويدرك أغراضها ومهمّاتها في الحياة ، على أساس من وعيه وتقويمه لشتّى صنوف العـوامل الّتي تتدخّل في تكوين الموقف الانساني ، وعلاقته بالحياة مقوّمات سلوك الزّاهد
الزاهد يتعامل مع الاشياء والموجودات من خلال عوامل أربعة؛ هي : أ ـ الزمن وعلاقة الانسان بالموجودات . ب ـ النزوع والرغبة في الشيء واستجابة الانسان . ج ـ اللّذّة والانفعال . د ـ الغاية من الفعل المجاهدة (التربية الذاتية)
ويرتبط بمفهوم الزُّهد مفهوم المجاهدة: وهو ترويض النفس وتدريبها على الزُّهد بمفهومه الآنف الذكر ، وتربيتها على الالتزام بخط الاسلام ، والتطابق الارادي والنفسي مع منهاجه القويم ، قال تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ). (الشّمس / 9 ـ 10) فالمجاهدة هي تقوية الارادة ، وتدريب النفس على ترك المحرّمات ، وأداء الواجبات ، واكتساب الفضائل ، وتحاشي الوقوع في الرذائل . لذلك كانت المجاهـدة عملية شـاقّة ، ومرتبة عالية من مراتب الجهاد ، لأ نّها محاولة عقلية وإرادية للانتصار على الذات والغريزة ، وترويضها على قبول قيادة العقل ، والالتزام بكل معقول سلوكي . وقد عبّر الامام عليّ (عليه السلام) عن هذه المجاهدة ، ومحاولة الانتصـار على التطرّف ، والاندفاعات النفعية الهلعة بقوله : «ميدانكم الاوّل أنفسكم، إن انتصرتم عليها كنتم على غيرها أقْدَر ، وإن خُذِلتم فيها كنتم عن غيرها أعْجَز» . فبنفسه يبدأ المؤمن، ومعها يجرِّب، ومنها ينطلق للاصلاح والتغيير ، والتأثير في محيطه ومجتمعه . « والحمد لله ربّ العالمين » | |
|