موضوع: عويمر حكيم أمتى السبت يونيو 12, 2010 3:48 pm
أبو الدرداء
[size=21]هـو عويمر بن عامر، بن زيد بن قيس بن أميّة بن مالك وكنيته أبو الدرداء الأنصاري الخزرجي، وأمه هي محبَّة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة. كان ـ رضي الله عنه ـ أقْنَى (أي: دقيق الأنف طويل أرنبته، مع حدب في وسطه)، أشْهَلَ (وهي حُمرة غالبةٌ في سواد العين، وهي صفةٌ غالبة في الأنصار)، يخضب بالصُّفرة، عليه قلنسوة وعمامة قد طرحها بين كتفيه.تأخر إسلام أبي الدرداء، فكان آخرَ أهلِ دارِه إسلامًا، وحَسُنَ إسلامُه. وقد صار بعد إسلامه فقيهًا عاقلاً حكيمًا، قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عنه: "عُوَيْمر حكيمُ أمتي".قال ابن حبان: ولاه معاوية قضاء دمشقَ في خلافة عمر، وقيل : ولي أبو الدرداء قضاء دمشق في خلافة عثمان.
أحوال عصره: أبو الدرداء من كرام الصحابة من الأنصار، شهد التمزق الذي أصابت به الجاهلية قومه من الخزرج والأوس، وكان يسمع بحديث اليهود عن النبي الذي قد أظل زمنه، ورأى قومَه من أهل يثرب يسارعون إلى نصرة هذا النبي والإيمان به حين دعاهم إلى دينه، وأعلنوا له استعدادهم لحمايته إن انتقل إلى بلدهم.ومع أن أبا الدرداء لم يسارع بالإيمان كما فعل قومه، إلا أنه أدرك حظه وأسلم ليشارك في الصراع بين الإسلام والجاهلية في جزيرة العرب، كما شارك المسلمين في الشام جهادهم ضد الروم، حتى انتصر المسلمون، واستقر لهم الأمر في الشام، كما استقر في العراق وفارس ومصر.
أعماله: شهد أبو الدرداء أُحُدًا وما بعدها من المشاهد مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقيل: إنه لم يشهد أُحُدًا، وأول مشاهده الخندق، وقد أبلى بلاء حسنا جعل الرسولَ ـ صلى الله عليه وسلم يثني عليه بقوله: "نعم الفارس عويمر".كما شهد ـ رضي الله عنه ـ الفتوح العظيمة في الشام، والتي تُوِّجت بفتح بيت المقدس.
مواقفه: أخرج البخاري عن أبي جحيفة قال: آخى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين سلمان الفارسي وأبي الدرداء ـ رضي الله عنهما ـ فزار سلمانُ أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء ـ رضي الله عنها ـ مُبْتَذلة (مُهْملة في هيئتها)، فقال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، فجاء أبو الدرداء وصنع له طعامًا فقال: كل يا سلمانُ فإني صائم، قال: ما أنا بآكل حتى تأكل، فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، قال: نَمْ، فنام، ثم ذهب يقوم، فقال: نَمْ، فلما كان من آخر الليل قال سلمانُ: قم الآنَ، فصَلَّيَا، ثم قال له سلمان: إن لربك عليك حقًّا، ولنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، فأعْطِ كلَّ ذِي حق حقَّه، فأتى النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فذكر ذلك له، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم: صَدَقَ سلمانُ.
وفاته: توفي أبو الدرداء ـ رضي الله عنه ـ بدمشق في خلافة عثمان ـ رضي الله عنه ـ قبل وقوع الفتنة بسنتين في الأصح والأشهرِ عند أهل العلم.