sokaty Admin
عدد الرسائل : 5121 تاريخ التسجيل : 06/04/2007
| موضوع: دعاء عجيب في سورة البقرة الأربعاء يونيو 23, 2010 7:37 pm | |
| قد مرت بنا سورة البقرة وقرأنا قول الله تعالى في الآية 201
" وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ "
يقول السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره : " الحسنات المطلوبة في الدنيا ، يدخل فيها كل ما يحسن وقوعه عند العبد : من رزق هنيء واسع حلال ، وزوجة صالحة ، وولد تقر به العين ، وراحة ، وعلم نافع ، وعمل صالح ، ونحو ذلك من المطالب المحبوبة والمباحة . وحسنة الآخرة هي : السلامة من العقوبات في القبر ، والموقف ، والنار ، وحصول رضا الله ، والفوز بالنعيم المقيم ، والقرب من الرب الرحيم . فصار هذا الدعاء أجمع دعاء ، وأولاه بالإيثار ، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء به ، ويحث عليه "أ.هـ
في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه قال : كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . وزاد مسلم : وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها ، فإذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها فيه . وفي صحيح مسلم من حديث عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عَادَ رجلا من المسلمين قد خَفَتْ فَصَارَ مثل الفَرْخ ، فقال له رسول الله : هل كنت تدعو بشيء ، أو تسأله إياه ؟ قال : نعم ، كنت أقول : اللهم ما كنت مُعَاقِبي به في الآخرة فَعَجِّله لي في الدنيا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سبحان الله ! لا تطيقه - أوْ لا تستطيعه - أفلا قُلْتَ : اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . قال : فَدَعَا الله له فَشَفَـاه . قال القرطبي في تفسيره :هذه الآية من جوامع الدعاء التي عمت الدنيا والآخرة . قيل لأنس رضي الله عنه : ادعُ الله لنا ، فقال : اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. قالوا : زِدْنا . قال: ما تريدون ؟! قد سألت الدنيا والآخرة . قال : وفي حديث عمر أنه كان يطوف بالبيت وهو يقول : ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . ما له هِجِّيرى غيرها ، ذكره أبو عبيد . ونَقَل القرطبي عن ابن جريج قوله : بلغني أنه كان يأمر أن يكون أكثر دعاء المسلم في الموقف هذه الآية : (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) . وقال ابن كثير : مَدَح [ الله ] مَن يسأله للدنيا والأخرى ، فقال : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) ، فَجَمَعَتْ هذه الدعوةُ كلَّ خير في الدنيا، وصَرَفَتْ كلّ شر فإن الحسنة في الدنيا تشملُ كلّ مطلوب دنيوي ، مِن عافية ، ودار رَحبة ، وزَوجة حسنة ، ورِزق واسع ، وعِلم نافع ، وعَمل صالح ، ومَركب هنيء ، وثناء جميل ، إلى غير ذلك مما اشتملت عليه عباراتُ المفسرين ، ولا منافاة بينها ، فإنها كلها مُندرجة في الحسنة في الدنيا . وأما الحسنة في الآخرة فأعلى ذلك دخول الجنة وتوابعه من الأمن من الفزع الأكبر في العَرَصات ، وتيسير الحساب ، وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة ، وأما النجاة من النار فهو يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا ، من اجتناب المحارِم والآثام ، وترك الشبهات والحرام . اهـ . والله تعالى أعلم عبد الرحمن السحيم عـضـو مـركـز الـدعـوة والإرشـاد بـالـريــاض
| |
|