sokaty Admin
عدد الرسائل : 5121 تاريخ التسجيل : 06/04/2007
| موضوع: إصابة الرسول ص بالسحر الخميس يونيو 24, 2010 2:05 am | |
| سؤال : بعض النصارى يستشهدون بما رواه البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أن رجلاً من بني زريق يقال له : لبيد بن الأعصم سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى كان رسول الله يخيل إليه أنه كان يفعل الشيىء وما فعله. إلى أن شفاه الله. فكيف نرد عليهم ؟ الجواب :
بداية وقبل كل شيء أقول : عجباً لقوم يؤمنون بأن إبليس قد تسلط على إلههم طوال 40 يوماً كما جاء في إنجيل متى ابتداءً من الإصحاح الرابع ، حيث كان يقود المسيح إلي حيث شاء فينقاد له. فتارة يقوده إلي المدينة المقدسة و يوقفه على جناح الهيكل وتارة يأخذه إلي جبل عال جداً . . . الخ ، ثم يأتون ويقولون لنا مستنكرين كيف سُحر رسولكم؟ يقول كاتب إنجيل متى 4 : 5 : "ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ ، وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ ، وَقَالَ لَهُ: إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ. قَالَ لَهُ يَسُوعُ: مَكْتُوبٌ أَيْضاً: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضاً إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ جِدّاً ، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا ". لاحظ أخي القارئ عبارة : " ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ ". ثم لاحظ كلمة " أَوْقَفَهُ " ، ثم لاحظ عبارة : " ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضاً إِبْلِيسُ ". ثم لاحظ كلمة : " وَأَرَاهُ ". أما بالنسبة للحديث موضع السؤال فالجواب عليه هو بالآتي :
ذهب بعض العلماء إلى رفض الحديث المذكور وردوه رداً منكراً بدليل أنه مناقض لكتاب الله الذي برأ الرسول صلى الله عليه وسلم من السحر ، وذلك في قوله سبحانه وتعالى : " وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا رَجُلا مَسْحُورًا ". ( الفرقان : 8 ) وأيضا قوله سبحانه وتعالى : " إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ". ( الإسراء : 65 ). قال الجصاص رحمه الله : " زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر ، وأن السحر عمل فيه ... وقد قال الله تعالى مكذباً للكفار فيما ادعوه ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال جل من قائل : " وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا رَجُلا مَسْحُورًا ". ( أحكام القرآن : 1 / 49 ) وقال أبو بكر الأصم : " إن حديث سحره صلى الله عليه وسلم هنا متروك لما يلزمه من صدق قول الكفرة أنه مسحور ، وهو مخالف لنص القرآن حيث أكذبهم الله فيه .... ( نقله عن شارح المجموع - 19 / 243 ) وقال الشيخ محمد عبده : " وقد قال كثير من المقلدين الذين لا يعقلون ما هي النبوة وما يجب لها أن الخبر بتأثير السحر في النفس الشريفة قد صح فيلزم الاعتقاد به .. ثم قال : وأما الحديث على فرض صحته فهو آحاد، والآحاد لا يؤخذ بها فى باب العقائد، وعصمة النبى من تأثير السحر فى عقله عقيدة من العقائد، لا يؤخذ فى نفيها عنه إلا باليقين، ولا يجوز أن يؤخذ فيها بالظن المظنون. وقال الشيخ جمال الدين القاسمي : " ولا غرابه في أن لا يقبل هذا الخبر لما برهن عليه ، وإن كان مخرجاً في الصحاح، وذلك لأنه ليس كل مخرج فيها سالماً من القدح ، والنقد ، سنداً أو معنى ، كما يعرفه الراسخون، على أن المناقشة في خبر الآحاد من عهد الصحابة ". ( محاسن التأويل ) هذا وقد تكاثرت الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم- وأقوال السلف - بل وإجماعهم - على الاحتجاج بحديث الآحاد ، ولزوم العمل به ، وذلك إذا خلا معناه مما يعارضالقرآن والنصوص المتواترة. قال أبو الحسنات اللكنوي "ت 1304هـ": - عن حكم العمل بحديث الآحاد-: "وحكمه أنه يجب العمل به مالم يكن مخالفاً للكتاب والسنة... وهو الصحيح المختار عند الجمهور". (ظفر الأماني ص 61). وقال الإمام النووي في شرح المهذب : "ومتى خالف خبر الآحاد نص القرآن أو إجماعاً وجب ترك ظاهره ". ومن المعلوم في علم الحديث أن رواية الراوي الثقة تعتبر شاذة إذا خالف هذا الثقة من هو أوثق منه. فكيف إذا خالفالقرآن وهو كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟! ومن المقرر أيضاً في علم الحديث انه إذا عارض حديث آحاد صحيح أحاديث متواترة قدمنا المتواتر على الآحاد. فكيف إذا عارض الآحاد كتاب الله نفسه؟! لقد تبنى الكفار في العهد المكي مقولة سحر النبي بهدف تنـفير الناس من دعوته ، فرد الله مقولتهم بقوله سبحانه وتعالى : " وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا رَجُلا مَسْحُورًا ". ( الفرقان : 8 ) فهل يعقل بعد هذا أن يأتي المسلمون بعد مئتي سنة من وفاة النبي ويتبنوا حديثاً يوحي بنفس تلك المقولة الظالمة؟! قال القرطبي في تفسيره لقوله تعالى : " وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا رَجُلا مَسْحُورًا ".أي مطبوبا قد خبله السحر فاختلط عليه أمره , يقولون ذلك لينفروا عنه الناس. قلت : ما أشبه اليوم بالأمس وما أشبه الليلة بالبارحة.. فإن النصارى اليوم ومن لف لفهم يتخذون من هذا الحديث حجة لتنفير الناس من دعوة الإسلام ... هذا وقد اتفق المفسرون المعتبرون من أهل السنة والجماعة على أن القول الصحيح في معنى السحر المنفي في الآية الكريمة هو السحر المعروف .. قال الطبري : " وقوله: { وَقال الظَّالِـمُونَ } يقول: وقال الـمشركون للـمؤمنـين بـالله ورسوله: { إنْ تَتَّبِعُونَ } أيُّها القوم، بإتباعكم مـحمداً { إِلاَّ رَجُلاً } به سحر ". وقال الشوكاني : " أي: ما تتبعون إلاّ رجلاً مغلوباً على عقله بالسحر ". وقال ابن كثير : " قال الله تعالى: { ٱنْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلأَمْثَالَ فَضَلُّواْ } أي: جاؤوا بما يقذفونك به، ويكذبون به عليك؛ من قولهم: ساحر مسحور مجنون كذاب شاعر، وكلها أقوال باطلة، كل أحد ممن له أدنى فهم وعقل يعرف كذبهم وافتراءهم في ذلك، ولهذا قال: { فُضِّلُواْ } عن طريق الهدى، { فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً } ". | |
|