sokaty Admin
عدد الرسائل : 5121 تاريخ التسجيل : 06/04/2007
| موضوع: الأمير الشهيد ـ بطل النهاوند الأحد يونيو 27, 2010 7:27 pm | |
| الأمير الشهيد : النعمان بن مقرن رضي الله عنه : هاجر النعمان بن مقرن ومعه سبعة أخوة له إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال رضي الله عنه : قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أربعمائة راكب من مزينة . وعن مجاهد قال : البكاءون بنو مقرن سبعة . قال الواقدي : سمعت أنهم شهدوا الخندق . وقيل كنية النعمان : أبو حكيم ، وكان إليه لواء مزينة يوم الفتح . قال ابن إسحاق : قتل وهو أمير الناس سنة إحدى وعشرين . أول مشاهده الأحزاب ، وشهد بيعة الرضوان ، ونزل بالكوفة ، وولي كسكر لعمر ، ثم صرفه ، وبعثه على المسلمين يوم وقعة النهاوند ، فكان يومئذ أول شهيد .
عن أبي عثمان قال: أتيت عمر بنعي النعمان بن مقرن، فوضع يده على وجهه يبكي. لما ورد على عمر اجتماع الفرس بنهاوند ، كتب إلى أهل الكوفة والبصرة ليسير ثلثاهم ، وقال لأستعملن عليهم رجلاً يكون لها ، فخرج إلى المسجد ، فرأى النعمان بن مقرن يصلي ، فأمره بالمسير والتقدم على الجيش في قتال الفرس ، وقال : إن قتل النعمان فحذيفة ، وإن قتل حذيفة فجرير ، فخرج النعمان ومعه حذيفة والمغيرة بن شعبة والأشعث بن قيس وجرير وعبدالله بن عمر ، فلما أتى نهاوند قال النعمان : يا معشر المسلمين شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يقاتل أول النهار ، أخر القتال حتى تزول الشمس ؛ اللهم ارزق النعمان الشهادة بنصر المسلمين وافتح عليهم ، فأمنَّ القوم ، وقال إذا هززت اللواء ثلاثًا ، فاحملوا في الصالصة ، وإن قتلت فلا يلوي أحد على أحد ، فلما هز اللواء الثالثة ، حمل الناس معه ، فقتل ، وأخذ الراية حذيفة ففتح الله عليهم ، وكان قتل النعمان يوم جمعة ، ولما جاء نعيه إلى عمر خرج إلى الناس فنعاه إليهم على المنبر ، ووضع يده على رأسه وبكى . وروي عنه أنه رضي الله عنه قال : اللهم إني أسألك أن تقر عيني اليوم بفتح يكون فيه عز الإسلام ، وذل يذل به الكفار ، ثم اقبضني إليك بعد ذلك على الشهادة ، أمنوا رحمكم الله ، قال جبير : فأمنا وبكينا . وعن معقل بن يسار : قال النعمان : إني أدعو الله عز وجل بدعوة ، فعزمتُ على كل امرئ منكم لما أمن عليها : اللهم أعط اليوم النعمان الشهادة في نصر المسلمين ، وافتح عليهم ، ثم حمل فكان أول صريع . وعن معقل بن يسار قال : أتيت النعمان وبه رمق ، فأتيته بماء ، فصببت على وجهه أغسل التراب فقال : من ذا ؟ قلت : معقل ، قال : ما فعل الناس قلت : فتح الله ، فقال : الحمد لله ، اكتبوا إلى عمر بذلك ، وفاضت نفسه رضي الله عنه .[1]
قال الحافظ في الفتح : وَكَانَ مِنْ أَفَاضِل الصَّحَابَة هَاجَرَ هُوَ وَإِخْوَة لَهُ سَبْعَة وَقِيلَ عَشَرَة . وَقَالَ اِبْن مَسْعُود : " إِنَّ لِلإِيمَانِ بُيُوتًا , وَإِنَّ بَيْت آل مُقَرِّن مِنْ بُيُوت الإِيمَان " وَكَانَ النُّعْمَان قَدِمَ عَلَى عُمَر بِفَتْحِ الْقَادِسِيَّة فَفِي رِوَايَة اِبْن أَبِي شَيْبَة الْمَذْكُورَة " فَدَخَلَ عُمَر الْمَسْجِد فَإِذَا هُوَ بِالنُّعْمَانِ يُصَلِّي فَقَعَدَ , فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ : إِنِّي مُسْتَعْمِلك , قَالَ أَمَّا جَابِيًا فَلا وَلَكِنْ غَازِيًا , قَالَ : فَإِنَّك غَازٍ , فَخَرَجَ مَعَهُ الزُّبَيْر وَحُذَيْفَة وَابْن عَمْرو وَالْأَشْعَث وَعَمْرو بْن مَعْدِي كَرِبَ " وَفِي رِوَايَة الطَّبَرِيِّ الْمَذْكُورَة " فَأَرَادَ عُمَر الْمَسِير بِنَفْسِهِ , ثُمَّ بَعَثَ النُّعْمَان وَمَعَهُ اِبْن عُمَر وَجَمَاعَة , وَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى أَنْ يَسِير بِأَهْلِ الْبَصْرَة , وَإِلَى حُذَيْفَة أَنْ يَسِير بِأَهْلِ الْكُوفَة حَتَّى يَجْتَمِعُوا بِنَهَاوَنْد ، قَالَ : وَإِذَا اِلْتَقَيْتُمْ فَأَمِيركُمْ النُّعْمَان بْن مُقَرِّن " .[2]
عَنْ زِيَاد بْن جُبَيْر " فَقَالَ النُّعْمَان : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلك أَنْ تَقَرّ عَيْنِي الْيَوْم بِفَتْحٍ يَكُون فِيهِ عِزّ الإِسْلام وَذُلّ الْكُفْر وَالشَّهَادَة لِي " ثُمَّ قَالَ " إِنِّي هَازّ اللِّوَاء فَتَيَسَّرُوا لِلْقِتَالِ " , وَفِي رِوَايَة اِبْن أَبِي شَيْبَة " فَلْيَقْضِ الرَّجُل حَاجَته وَلْيَتَوَضَّأْ , ثُمَّ هَازّه الثَّانِيَة فَتَأَهَّبُوا " وَفِي رِوَايَة اِبْن أَبِي شَيْبَة " فَلْيَنْظُرْ الرَّجُل إِلَى نَفْسه وَيَرْمِي مِنْ سِلاحه , ثُمَّ هَازّه الثَّالِثَة فَاحْمِلُوا , وَلا يَلْوِيَن أَحَد عَلَى أَحَد , وَلَوْ قُتِلْت , فَإِنْ قُتِلْت فَعَلَى النَّاس حُذَيْفَة . قَالَ فَحَمَلَ وَحَمَلَ النَّاس , فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْت أَنَّ أَحَدًا يَوْمَئِذٍ يُرِيد أَنْ يَرْجِع إِلَى أَهْله حَتَّى يُقْتَل أَوْ يَظْفَر . فَثَبَتُوا لَنَا , ثُمَّ اِنْهَزَمُوا , فَجَعَلَ الْوَاحِد يَقَع عَلَى الآخَر فَيَقْتُل سَبْعَة , وَجَعَلَ الْحَسَك الَّذِي جَعَلُوهُ خَلْفهمْ يَعْقِرهُمْ " وَفِي رِوَايَة اِبْن أَبِي شَيْبَة " وَوَقَعَ ذُو الْجَنَاحَيْنِ عَنْ بَغْلَة شَهْبَاء فَانْشَقَّ بَطْنه , فَفَتَحَ اللَّه عَلَى الْمُسْلِمِينَ " وَفِي رِوَايَة الطَّبَرِيِّ " وَجَعَلَ النُّعْمَان يَتَقَدَّم بِاللِّوَاءِ , فَلَمَّا تَحَقَّقَ الْفَتْح جَاءَتْهُ نَشَّابَة فِي خَاصِرَته فَصَرَعَتْهُ , فَسَجَّاهُ أَخُوهُ مَعْقِل ثَوْبًا وَأَخَذَ اللِّوَاء , وَرَجَعَ النَّاس فَنَزَلُوا وَبَايَعُوا حُذَيْفَة , فَكَتَبَ بِالْفَتْحِ إِلَى عُمَر مَعَ رَجُل مِنْ الْمُسْلِمِينَ "[3]
[1] انظر سير أعلام النبلاء (1/405)
[2] فتح الباري شرح حديث 2925
[3] السابق |
| |
|