sokaty Admin
عدد الرسائل : 5121 تاريخ التسجيل : 06/04/2007
| موضوع: نماذج من البذل والعطاء لنساء الصحابة رضي الله عنهم : الإثنين يونيو 28, 2010 3:39 pm | |
| نماذج من البذل والعطاء لنساء الصحابة رضي الله عنهم : 0 عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ : (( كَانَتْ فِينَا امْرَأَةٌ تَجْعَلُ عَلَى أَرْبِعَاءَ فِي مَزْرَعَةٍ لَهَا سِلْقًا ، فَكَانَتْ إِذَا كَانَ يَوْمُ جُمُعَةٍ تَنْزِعُ أُصُولَ السِّلْقِ فَتَجْعَلُهُ فِي قِدْرٍ ثُمَّ تَجْعَلُ عَلَيْهِ قَبْضَةً مِنْ شَعِيرٍ تَطْحَنُهَا ، فَتَكُونُ أُصُولُ السِّلْقِ عَرْقَهُ ، وَكُنَّا نَنْصَرِفُ مِنْ صَلاةِ الْجُمُعَةِ فَنُسَلِّمُ عَلَيْهَا ، فَتُقَرِّبُ ذَلِكَ الطَّعَامَ إِلَيْنَا فَنَلْعَقُهُ ، وَكُنَّا نَتَمَنَّى يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِطَعَامِهَا ذَلِكَ )) .[1] الأَرْبِعَاءَ : جَمْع رَبِيع كَأَنْصِبَاء وَنَصِيب , وَالرَّبِيع اَلْجَدْوَل وَقِيلَ اَلصَّغِيرُ وَقِيلَ اَلسَّاقِيَة اَلصَّغِيرَة وَقِيلَ حَافَات اَلأَحْوَاض . وَالسِّلْق : مَعْرُوف ( فَتَكُونُ أُصُول اَلسِّلْقِ عَرَقَه ) أَيْ عَرَق اَلطَّعَام وَالْعَرَق اَللَّحْم اَلَّذِي عَلَى اَلْعَظْمِ , وَالْمُرَاد أَنَّ اَلسِّلْقَ يَقُومُ مَقَامه عِنْدَهُمْ . وَسَيَأْتِي فِي اَلأَطْعِمَةِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ فِي آخِرِ اَلْحَدِيثِ " وَاَللَّهِ مَا فِيهِ شَحْم وَلا وَدَك " , وَالْمُرَاد أَنَّ اَلسِّلْقَ يَغْرَقُ فِي اَلْمَرْقَةِ لِشِدَّة نُضْجه . وَفِي هَذَا اَلْحَدِيثِ 0وَاسْتِحْبَاب اَلتَّقَرُّب بِالْخَيْرِ وَلَوْ بِالشَّيْءِ اَلْحَقِيرِ . 0وَبَيَان مَا كَانَ اَلصَّحَابَة عَلَيْهِ مِنْ اَلْقَنَاعَةِ وَشِدَّة اَلْعَيْشِ وَالْمُبَادَرَةِ إِلَى اَلطَّاعَةِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمْ .[2]
0 عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : (( شَهِدْتُ الْفِطْرَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ يُصَلُّونَهَا قَبْلَ الْخُطْبَةِ ثُمَّ يُخْطَبُ بَعْدُ خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ حِينَ يُجَلِّسُ بِيَدِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ يَشُقُّهُمْ حَتَّى جَاءَ النِّسَاءَ مَعَهُ بِلالٌ فَقَالَ (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ .. الآيَةَ) ثُمَّ قَالَ حِينَ فَرَغَ مِنْهَا : آنْتُنَّ عَلَى ذَلِكِ قَالَتْ امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ لَمْ يُجِبْهُ غَيْرُهَا : نَعَمْ ، قَالَ : فَتَصَدَّقْنَ فَبَسَطَ بِلالٌ ثَوْبَهُ ثُمَّ قَالَ هَلُمَّ لَكُنَّ فِدَاءٌ أَبِي وَأُمِّي فَيُلْقِينَ الْفَتَخَ وَالْخَوَاتِيمَ فِي ثَوْبِ بِلالٍ )) قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ الْفَتَخُ الْخَوَاتِيمُ الْعِظَامُ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ.[3] قال الحافظ : وَفِي مُبَادَرَةِ تِلْكَ النِّسْوَةِ إِلَى الصَّدَقَةِ بِمَا يَعِزُّ عَلَيْهِنَّ مِنْ حُلِيِّهِنَّ مَعَ ضِيقِ الْحَالِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ دَلالَةٌ عَلَى رَفِيعِ مَقَامِهِنَّ فِي الدِّينِ وَحِرْصِهِنَّ عَلَى اِمْتِثَالِ أَمْرِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم وَرَضِيَ عَنْهُنَّ .[4]
ـ (( قَالَ عُمَرُ لِصُهَيْبٍ : مَا وَجَدْت عَلَيْك فِي الإِسْلامِ إِلا ثَلاثَةَ أَشْيَاءَ : اكْتَنَيْتَ أَبَا يَحْيَى , وَأَنَّك لا تُمْسِكُ شَيْئًا , وَتُدْعَى إِلَى النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ . فَقَالَ : أَمَّا الْكُنْيَةُ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ r كَنَّانِي , وَأَمَّا النَّفَقَةُ فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ ( وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ) وَأَمَّا النَّسَبُ فَلَوْ كُنْت مِنْ رَوْثَةٍ لانْتَسَبْت إِلَيْهَا , وَلَكِنْ كَانَ الْعَرَبُ يَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا فَسَبَانِي نَاسٌ بَعْدَ أَنْ عَرَفْت مَوْلِدِي وَأَهْلِي فَبَاعُونِي فَأَخَذْت بِلِسَانِهِمْ " يَعْنِي لِسَانَ الرُّومِ )) . رواه الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ عَنْ أَبِيهِ, وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَيْضًا وَأَحْمَدُ وَأَبُو يَعْلَى وَابْنُ سَعْدٍ وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ " "أَنَّهُ كَانَ يُكَنَّى أَبَا يَحْيَى , وَيَقُولُ إِنَّهُ مِنْ الْعَرَبِ , وَيُطْعِمُ الْكَثِيرَ , فَقَالَ لَهُ عُمَرُ , فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَنَّانِي , وَإِنِّي رَجُلٌ مِنْ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ مِنْ أَهْلِ الْمُوصِلِ وَلَكِنْ سَبَتْنِي الرُّومُ غُلامًا صَغِيرًا بَعْدَ أَنْ عَقَلْت قَوْمِي وَعَرَفْت نَسَبِي , وَأَمَّا الطَّعَامُ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ " خِيَارُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ " ، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ طَرِيقِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : "خَرَجْت مَعَ عُمَرَ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى صُهَيْبٍ فَلَمَّا رَآهُ صُهَيْبٌ قَالَ : يَا نَاسُ يَا نَاسُ , فَقَالَ عُمَرُ : مَا لَهُ يَدْعُو النَّاسَ ؟ فَقِيلَ إِنَّمَا يَدْعُو غُلامَهُ يُحَنَّسَ فَقَالَ : يَا صُهَيْبُ مَا فِيك شَيْءٌ أَعِيبُهُ إِلا ثَلاثَ خِصَالٍ , فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَقَالَ فِيهِ : وَمَا اِنْتِسَابِي إِلَى الْعَرَبِ فَإِنَّ الرُّومَ سَبَتْنِي وَأَنَا صَغِيرٌ وَإِنِّي لأَذْكُرُ أَهْلَ بَيْتِي , وَلَوْ أَنِّي انْفَلَقْتُ عَنْ رَوْثَةٍ لانْتَسَبْت إِلَيْهَا" . فَهَذِهِ طُرُقٌ تَقَوَّى بَعْضُهَا بِبَعْضٍ .[5]
[1] رواه البخاري في الجمعة (938) . [2] الفتح (2/495) . [3] رواه البخاري (979) . [4] الفتح (2/543) . [5] الفتح (4/482) . | |
|