وأذكر ما ذكره النصارى من أساطير حول هذا العيد :
(أ) يقول منذ 1700 سنة عندما كانت الوثنية هي السائدة عند الرومان قام أحد قدسيهم وهو المدعو " فالنتاين " بالتحول من الوثنية إلى النصرانية فما كانت من دولة الرومان إلا أن أعدمته ولما دار الزمان واعتنق الرومان النصرانية جعلوا يوم أعدم " فالنتاين " مناسبة للإحتفال وبذلك تخليداً لذكره وندماً على قتله .
(ب) قالوا إن يوم 14 فبراير يوم مقدس لأحدى الآلهات المزعومة عندهم والتي يعتقد فيها الرومان وهي الآله المدعوه : يونو ، ويقولون أنها ملكة الآله الرومانية وختصوها عندهم بالنساء والزواج قالوا فناسب إن يكون يوم إحتفال يتعلق بالزواج والحب .
(ت) كان عند الرومان إحدى الآلهات المقدسات تدعى : ليسيوس : وهي يالى العجب : ذئبه وقد قدسوها ، لماذا يقدسون هذه الحيوانه " الذئبه " يقولون إن ليسيوس ارضعت مؤسسي مدينة روما في طفولتهما ، ولهذا جعلوا هذا التاريخ عيد يحتفلون به ، وحددوا مكان للإحتفال وهو معبد " الحب " وسموه بهذا الإسم لأن الذئبه ليسيوس رحمة هذين الطفلين واحبتهما .
(ث) يقولون إن الإمبراطور الروماني " كلوديوس " وجد صعوبة في تجنيد جميع رجال روما للحرب ، فلما بحث في سبب عدم مطاوعة الناس له لفي التجنيد تبين له عدم رغبتهم في ذلك هو إن الرجال المتزوجين كانوا يكرهون إن يتركوا أهليهم ويخرجوا معه فما كان منه حينئذ إلا إن منع الزواج وضيقه فجاء القس " فالنتاين " ليخالف أمر الإمبراطور فكان يزوج الناس في الكنيسة سراً فاعتقله الإمبراطور فقتله في الرابع عشر من فبراير م 269 هكذا قالوا في أساطيرهم ، وبعد إن مضت هذه السنين الكثيرة نأتي إلى زماننا اليوم حيث تراجعت الكنيسة عن ربط عيد الحب باسطورة الذئبة " ليسيوس " وجعلت العيد مرتبطأً بذكرى القديس " فالنتاين " ولتأثر النصارى بهذا العيد فإنهم قد نحتوا يمثلون هذا القديس" فالنتاين" ونصبوا هذه التماثيل في أنحاء متفرقة من دول أوربا ، لكن الكنيسة أيضاً تراجعت مرة أخرى عن عيد " فالنتاين " وتركت الإحتفال به رسمياً عام 1969م .
سؤال : لماذا تراجعوا ؟
قالوا : لأن تلك الإحتفالات تعتبر خرفات لا تليق بالدين ولا بالأخلاق لكن الناس استمروا بالإحتفال به إلى يومنا هذا في أمريكا وأروبا وآسيا وأفريقيا وأستراليا بل وحتى في الدول الإسلامية.
وأنا أظن أن الذين يحتفلون بهذا العيد من المسلمين والمسلمات ما سمعوا بقصة الذئبه " ليسيوس "
وأصبح هذا العيد له احتمال واسع بالتغطية الإعلامية وما يصاحبه من اهتمامات اجتماعية وتجارية لينساق أهل الأرض اليوم بالإحتفال بهذا العيد إلا من رحم الله ، ولم يلتفتوا هل هو منسوب لذئبه أو لفلنتاين أو لغيرهما بل المقصود أن يحتفلون أين كان الأمر .
وقد جاء المسلمون ليصطفوا في طابور " فالنتاين " وخصوصاً بعد ما تسير في العالم اليوم من وسائل الإتصال والتواصل السريع فقد امتدت هذه الحملة الفلانتينية إلى أقطار الأرض شتى ومنها بلا المسلمين فتتابع عدد من الذكور والإناث على الاصطفاف في طابور " فالنتاين " وتتابعوا على الإحتفال في أربعة عشر فبراير والمحتفلةن يرددون " ماي فلنتاين" وصار التفاعل مع هذا اليوم على مستويات شتى ( الشباب والفتيات بل حتى الكهول والكهلات ) ووسائل الإعلام والتجار والمنتجات الاستهلاكية إلى آخره .
لكن يا هل ترى أهلنا وإخواننا هؤلاء يعانون من أزمة حب فوجدوه فرصة لإطلاق محبوساتهم مشاعرهم ومكنونات أحاسيسهم .
أما القضية كما هو الواقع لا تعدوا إن تكون واحدة من الدلالة الواضحة على ما تعاني منه الأمه اليوم من تضييع هويتها وسيرة الخانع في ركب حظائر العالم المادي .
إني أوجه دعوه قلبية ملؤها المحبة لإخواني وأخواتي الذين يشاركون في مظاهر هذا العيد " الفلنتايني " . أدعوهم أن يراجعوا أنفسهم فالحقيقة إن عيد " فلنتاين " بالنسبة لمن يحتفلون به من أهل الإسلام ما هو إلا علامة ودلالة على عدة الأمور :
(1) ضعف الإنتماء للإسلام .
(2) يدل على ضحالة الثقافة وقلة البصيرة .
(3) يدل على ضيق الأفق وضعف التصور والبعد عن فهم الحياة وواقع الأمور ومساراتها .
(4) يدل على الهزيمة النفسية التي يحسون بها من خلال انسياقهم في هذا التيار .
(5) يدل على الأحاسيس المكدودة والمشاعر المستشارة جرى كثرة الطرق عليها عبر وسائل الإعلام المتنوعة .
(6) يدل على بعدهم عن المقاصد السامية والأهداف الفاضلة بما فيه انتفاع الشخص في نفسه ونفعه لدينه ومجتمعه ووطنه .
(7) فهل يرضى كل عاقل وعاقلة إن يكون " فلنتانيا"
وأتمنى أن يقول كل من يحتفل به ... لا ... ثم ... لا ... قولاً وفعلاً .
ثم لنتأمل في تلك المظاهر والأمور التي يتعاطاه الكفار وبعض المسلمين في الإحتفال بعيد الحب .
يلاحظ ويذكر عن هؤلاء : تأثرهم بلابسهم وما يتهادونه في ذلك اليوم من بطاقات وطاقات زهور و ورود تتأثرون باللون " الأحمر " وهذا اللون يرمز عندهم إلى مسلك منحرف محدد له صلة بالفحش ، وهذا ربما لا يعرفه كثير من المسلمين والمسلمات .
ومن المظاهر ما يتعلق بالحلوى والكعك وما يوضع عليها من مواد غذائية كل ذلك باللون الأحمر .
ومن المظاهر : الكتابة على البطاقات بعبارات الغرام والهيام بين الشباب والفتيات .
ومن المظاهر شراء تماثيل أو دما حمراء تمثل حيوان " الدب " وقد رسم عليه ما يمثل القلب وكلامات الحب " أنا أحبك " ثم يباع بأسعار باهضة ليقدم كهدية ترمز للحب ، سبحان الله ... حب ودب ... أي علاقة بين حيوان كريه وبين كلمة تفيض بالنبل وتتوهج بمشاعر القرب ، ربما يكون المحتفلين ربطوا بين ما في الكلمتين من حرف الباء وإلا ما هي علاقة الدب بالحب أين العقول ؟
من المظاهر ، ما يزعمون أنه إله الحب الذين يسمونه " كيوبد " ويضعونه وهو عبارة عن دمية على شكل طفل له جناح ومعه قوس يسدد منه سهماً ، ولو أنا أعطينا هذه الدمية إلى طفلة لكي تجعلها لعبة مثل " العروسة " لرفضتها ولم تقبلها لأنها صغيرة ولا تملئ عينها فكيف يرمز هؤلاء بهذا الشكل وبهذه الدمية يرمز بها الكبار من الحتفلين والمحتفلات إلى " إله " سبحان الله وتعالى علوا كبيرا عما يقولون .
من المظاهر إن بعض الطالبات في المدارس والكليات يتفقن مع بعضهن باللباس الأحمر ( الجاكيتات والبلايز ونحو ذلك ) .
من المظاهر ما يفعله بعض المتزوجين في ذلك اليوم كخروجهم للعشاء أو تقديم هدية بتلك المناسبة .
من المظاهر بعض الشباب يخدع الفتاة بأنه محب لها وسوف يتزوجها خصوصاً في هذه المناسبة ثم تكون الكارثة ، لهذا 14 فبراير يمثل ذكرى مره و أليمه لكثير من الفتيات .
هذه المظاهر فمن كان عنده عقل وبصيرة فمن كان يحترم عقله فإنه يدرك ما تنطوي عليه من خلل في العقيدة يخالف الفطرة ويصادم التوحيد .
كذلك ما تتضمنه هذه المظاهر من ضعف التفكير من قلة العقل وسفهته والتي قاد إليها ضعف العلم والتخلف الثقافي علاوة على التهيج العاطفي فبعض الشباب والفتيات يريد أن يظهر أنه متحضر وأنه يفهم وأنه يدرك .
المحور الرابع :
وقفات محاسبة ومراجعة لمن يحتفل بهذا العيد :
الوقفة الأولى : مع الشباب والفتيات .
أقول لهم ماذا دهاكم ؟ إنكم تحتفلون بهذا اليوم وغيره من أعياد الكفار لحاجة في نفوسكم تعلمونها وإنا أعلمها ولكن ما أظنه بكم بما عندكم من فطرة التوحيد لله جل وعلا والتظاهر أن معه إله آخر تعالى الله عن ذلك علو ا كبيرا ، لو ادركتم ذلك وعرفتموه لأدركتم في الحين نفسه فداحة خطأكم وشناعة توجهكم وتأثركم فظني بكم وبما عندكم من الفطرة أن الخلل بالعقيدة أمر لا مساومه به عندكم وإن وقع منكم ما يقع منا جميعاً من معاصي وزلل .
فكيف يا من تحتفلون ترضون وتقبلون بتلك المزاعم بأن مع الله إله آخر .
أين عقيدة التوحيد التي نشئتم عليها ؟ أين فطرتكم التي تأبى دعوة غير الله ؟ أين غيرتكم على دين الله ؟ أين حبكم لمن خلقكم وأوجدكم ومن كل خير منحكم . قال تعالى { وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ} (165) سورة البقرة أين .....؟ أين .....؟ إلى آخره .
الوقفة الثانية : مع هدايا عيد الحب :
فقد قرر أهل العلم : أنه لا يجوز للمسلم أن يقبل أياً من الهدايا أو طعام صنع لمناسبة عيد من أعياد الكفار .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمة الله- :
" ومن أهدى للمسلمين هدية في هذه الأعياد ، مخالفة للعادة في سائر الأوقات غير هذا العيد لم تقبل هديته ، خصوصاً إن كانت الهدية ممن يستعان بها على التشبه بهم .
فإن المتعين على الأبناء والأمهات أن يلاحظ هذا الأمر على أولادهم وخاصاً إذا رأو من بناتهم تخصيص اللباس الأحمر في ذلك اليوم وكذلك إذا طلبوا منهم شراء الزهور والبطاقات في ذلك اليوم فيبينوا لهم حقيقة الأمر بأسلوب شرعي تربوي مقنع .
أيضاً المدرسات : ينبغي أن يفتح باب الحوار مع الطالبات حول هذه القضية أن يتبين لهن حقيقة هذا العيد وما فيه من خرافات وأن يسمعن منهن ما يدور بأنفسهن حتى يمكن تعديل هذه التصورات الآثمة .
الوقفة الثالثة : التهنة بعيد الحب :
فإن من ما يؤسف له إن من المسلمين والمسلمات من ينساق خلف تيار هذه العيد الوثني ويتبادلون التهنئة وهذا أمر له خطورة على دينهم .
يقول الإمام ابن القيم- رحمة الله- :
" وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالإتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول عيد مبارك عليك أو تهنئ بهذا العيد ونحوه فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده لصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه ، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه .
الوقفة الرابعة : الفتيات وعيد الحب :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : كثير من مشابهات أهل الكتاب في أعيادهم وغيرها إنما يدعوا إليها النساء .
وهذا هو الواقع .... لماذا ؟
لأن المرأة وخاصة إذا كانت شابه يكون عندها من رقة المشاعر ولطف الأحاسيس وشفافية النفس ما قد يجعل الأمور تختلط عليها فلا تفرق حينئذ بين التزين المشروع والتزين الممنوع وقد يختل توازنها فتغتر بما قد يلمس سعها من عبارات الإطراء والرغبة في الإقتران بها مما قد يبتليها به بعض مرض القلوب .
فالمرأة مياله بطبع التجمل والتأنق وتحب تبعاً لذلك كل مناسبة تمكنه من صنع هذه الرغبة النفسية الجامحة ، وهنا لا بد من جعل كل شيء في نظافة ومجاله ونصابه الصحيح ، فالنساء لا مانع من تزينهن لما أحل الله لهن ويبدين هذه الزينة لمن أباح الله لهن وهذا لا مواخذه عليهن فيه بل هو من جبلتهن كما قال تعالى {أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ} (18) سورة الزخرف
قال المفسرون : المقصود بذلك النساء فإن الواحدة منهن تتربى على تكبيل نفسها بالحلي والزينة منذ طفولتها ، وقالوا : الآية أصل في إباحة الزينة للمرأة لها .
الوقفة الخامسة : الشباب مع عيد الحب :
في 14 فبراير يكثر أن ترى كثير من الشباب متئنق يكثر فريق الهندام والأحذية الملمعة والسيارة النظيفة جداً حتى تظن إذا شاهدت أحد الشباب كأنه في ليلة زواجه ولكن هذا الظن يتلاشى إذا رأيت أنه لايبرح ولا يجاوز شوارع معينة أو أسواق معينة.
فيا أيها الشاب لست أول من يجد الميل للأنثى فطرة البشر لكن اعلم أن هذا الميل قد جعلته الشريعة سبيل طاهراً عفيفاً يكون معه السعادة يكون معه الزكاة ، وإذا قلت أين أنا وأين الزواج فأقول لك : هذا ليس مبرراً لتتعرض للفتيات .
وقد جاء شاب للنبي – صلى الله عليه وسلم – وقد علم حرمة الزنا فقال يا رسول الله –صلى الله عليه وسلم – إذن لي بالزنا فقال الرسول – صلى الله عليه وسلم – أدنوا فلما دنى قال له : أتحبه لأمك قال : لا قال الرسول - – صلى الله عليه وسلم - ولا الناس يحبونه لأماهتهم ثم قال له الرسول - – صلى الله عليه وسلم - : أفتحبه لأبنتك قال : لا قال الرسول - – صلى الله عليه وسلم - ولا الناس يحبونه لبناتهم ، قال : أتحبه لأختك قال : لا قال : ولا الناس يحبونه لأخواتهم ، قال : أفتحبه لعمتك ، قال : لا قال : ولا الناس يحبونه لعمتهم ، قال : أفتحبه لخالتك قال : لا قال : ولا الناس يحبونه لخالتهم ، قال أبو أمامه راوي الحديث : ووضع الرسول - – صلى الله عليه وسلم - يده على صدر الشاب وقال : اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه ، فقال أبو أمامة : فلم يكن هذا الشاب بعد ذلك يلتفت في شيء أي من أمور النساء رواه أحمد .
قال الشافعي :
عفوا تعف نسائــكم في المحرم *** وتجنبـــــــوا ما لا يليق بمسلم
إن الزنا دين فإن أقرضتـــــه *** كان الوفاء من أهل بيتك فاعلم
من يزني يزنى ولـــــــو بجداره *** إن كنت يا هذا لبيباً فافهم
يا هاتكا حرم الرجال وقاطعاً *** سبل المودة عشـــــــت غير مكـرم
لو كنت حرا من سلالة طــاهر *** ما كـــنت هتــــاكا لحرمة مسلم
الوقفة السادسة:تجار عيد الحب
نعتب عتبا كبيرا على أخواننا ممن يتاجر من المسلمين برموز الاحتفالات في أعياد الكفار بستيرادها أوتصنيعها كالذين يتاجرون بالزهور وتوفيرها في ذلك اليوم على صفة مخصوصة أو أصحاب محالات الألعاب وتغليف الهدايا.
فإن متاجرتهم ببيعهم ما يساعد على الاحتفال بأعياد الكفار ويتخذ ريعها لها فلا ريب أنه من التعاون على الإثم والعدوان وأنه من المشاركة في نشر عقائد الكفر التي قد تجر على هذا التاجر شؤما في الدنيا والآخرة.
قال شيخ الإسلام :ولا يبيع المسلم ما يستعين المسلمين به على مشابهتهم
"أي مشابهة الكفار في العيد"من الطعام واللباس ونحو ذلك لان في ذلك إعانة على المنكر.
الوقفة السابعة :عيد الحب واهل الاعلام
فإن مما زاد إنتشار مظاهر الاحتفال بعيد الحب وانتشارها في عدد من بلاد الاسلام ما تقوم به كثير من وسائل الاعلام(المقروأة والمسموعة والمرئية وخاصة الفضائيات)
فإن من المؤسف حقا ان تتابع وسائل الاعلام في بلاد المسلمين والعاملين فيها بالقبام بدور "الببغاء:بترديد ما تبثه وكالات الانباء العالمية دون تمييز ما يتناسب مع عقيدتنا وأخلاقناوبين ماهو ضدها.
خصوصا في طوفان "العولمة"الذي يراد منه تعميم النموذج الغربي في شتى مناحي الحياة.