sokaty Admin
عدد الرسائل : 5121 تاريخ التسجيل : 06/04/2007
| موضوع: استتابة عمرو خالد الإثنين يوليو 19, 2010 8:46 pm | |
| استتابة عمرو خالد
بداية أعبر عن مقصودي بالاستتابة هنا بأنها استتابة من الجهل؛ لأن الرجل مسلم وإن قال كفرًا، يبدو أنه لا يعتقده، وإلا فما سأذكره عن عمرو خالد فيما سمعته منه بالصوت والصورة أمورًا لا يجوز السكوت عنها، ولابد لهذا الرجل أن يعلن توبته مما قاله وإلا لو أصر على مقولاته التي سترد في هذا المقال لابد من استتابته أمام القضاء، وعلى أشياعه وأتباعه أن يَنفَضُّوا من حوله وإلا أثموا أن شايعوا مبتدعًا جاهلًا سب نبيهم وطعن في نبوته قصد ذلك أم لم يقصد، فماذا قال عمرو خالد؟ يقول عمرو خالد بصوته وصورته:
1- مر النبي صلى الله عليه وسلم بستة وعشرين محاولة فشلوا كلهم
2- أبليس ماكفرش.
3- النبي بيهزر مع النساء، بيداعب النساء
4- الدين مش مثالي بل هو تجربة بشرية.
ثم يصف موسى عليه السلام في قصته مع بنت الرجل الصالح التي وردت في سورة القصص قائلًا:
5- الأب فاهم، لقى البنت عجبها الولد.
وعن هذا السفه والجهل يكون ردي على النحو التالي:
أولًا: مَن وراء عمرو خالد وكيف صعد نجم هذا الدعيّ حتى صار يشار إليه بالبنان وأصبح يملأ الفضائيات حضورًا؟ ما هي مؤهلاته العلمية وأبحاثه الشرعية التي أجيزت من العلماء؟ مَن هم شيوخه الذين تربى على أيديهم وما علمهم؟ إن الرجل كما سبق وذكرتُ صاحبُ حضور إلقائي تمثيلي، ولو اقتصر على القصص والحكايات التي تروى لتنشيط النفس والترويح عنها من الجد في العبادات ما لامه أحد، لكن الرجل صار يقحم نفسه في قضايا تمس أصول الدين ذاته وليس فروعه؛ من هنا كانت الخطورة خاصة وأن الرجل له أشياع من الجنسين المتيمين به، مما يوجب تدخل أولي الأمر لإيقاف هذا السفه أو يعتذر عمرو خالد عن هذه الجهالات وتصويب كلامه إن أمثال عمرو خالد دعاة أرادوا بناء أكواخ فهدموا في سبيلها قصورًا، أي أن عمرو خالد يريد أن يرغب الناس في مندوب من المستحبات فألغى أو هدم واجبًا من الواجبات أو أصلًا من الأصول، فهل يترك أمثال هؤلاء يعبثون في عقول الناشئة؟
ثانيًا: يزعم عمرو خالد هذا الجاهل الذي لم يقدر حق النبوة والأنبياء أن نبينا صلى الله عليه وسلم
فشل في ستة وعشرين محاولة لنشر الدعوة وتبليغ رسالة ربه تعالى هذا كفر أن يوصف نبي بالفشل في دعوة إلى الله تعالى وتبليغ الرسالة، نبي ورسول يوحى إليه من السماء عصمه الله كسائر الأنبياء والرسل، فيأتي سفيه ناقص العقل والدين أو فاقد لعقله بالكلية فيقول ما قال؟! فأين حماة العقيدة؟ وأين شيخ الأزهر؟ وأين مفتي الديار؟ وأين الجماعة المحظورة وأين وأين وأين....
إن رجلًا غير مسلم ألف كتابًا سماه العظماء مائة فجعل على رأسهم محمدًا صلى الله عليه وسلم ولم يصف محمدًا صلى الله عليه وسلم بما وصفه مسلم دعيّ أبله لا يزن كلامه قبل خروجه، والأعجب هو هذه المكانة التي رفعه الناس إليها، فكم فيك يا مصر من مضحكات!.
إن العلماء حينما نظروا فيما اجتهد فيه النبي صلى الله عليه وسلم وصوبه فيه الوحي قالوا عن اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم حينئذ بأنه خلاف الأولى أي أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل خلاف الأولى كاجتهاده في أسرى بدر، واجتهاده بشأن عبد الله بن أم مكتوم، ولم يتجرأ أي منسوب للعلم بل لم يتجرأ أي مسلم عامي حتى ولو كان حشاشًا أن يصف النبي صلى الله عليه وسلم بالفشل ولكن عمرو خالد تجرأ وفعل ونطق .
ولنذكر المسلمين ببعض الآيات التي تبين قدر وشأن نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى } أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ * فَإِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً * فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ { [ من سورة الشرح]
قال تعالى }u هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ {[الجمعة]
قال تعالى }ô لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ { [التوبة]
ثالثًا: أما قول عمرو خالد "إبليس ماكفرش" فهذه مقولة كفر أخرى مستقلة عن الكفر الأول؛ فكفر إبليس من المعلوم بالضرورة عند الأطفال الذين لم يبلغوا الحلم، فهل وصل مستوى إدراك عمرو خالد إلى أدنى من الذين لم يبلغوا الحلم؟ فمن كان هذا حاله فهو غير مُكَلَّف؛ فكيف يُترك غير المكلف ليعلم المُكَلَّفين؟ بل كيف يقبل المكلفون أن يتلقوا من غير المكلفين؟.
قال تعالى في شأن إبليس: } وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ { [البقرة]
وقال تعالى } كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ العَالَمِينَ * فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ { [الحشر]
رابعًا: ثم يتردى عمرو خالد ببذاءة أسلوبه السوقي العامي الذي لا يرتقي إلى مستوى طلاب العلم المبتدئين فيقول النبي صلى الله عليه وسلم كان بيهزر مع النساء، كان يداعب النساء، فهل هذا الخطاب يصلح لتوجيه الناس حينما يتوهموا أن نبيَّهم كان بيهزر أو كان يداعب النساء؟ ومن المعلوم أن المداعبة لا تكون إلا بين الزوج وزوجته، لكن هذا التدني في الأسلوب لعطن فكر عمرو خالد في توصيل فقه الحديث [ناقصات عقل ودين]
إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمزح ولا يقول إلا صدقًا فهل عقل ذلك عمرو خالد؟
خامسًا: أما وصفه لنبي من أولي العزم بلفظ «الولد».. فهي ذلة لسان غير منضبط يحتاج إلى ضبط وضبطه إيقافه أو منعه، حتى يتعلم ويتأدب بأدب الأنبياء والعلماء، وهو نظير صنيع سيد قطب حينما وصف موسى عليه السلام النبي الرسول من أولي العزم كليم الرحمن بأنه عصبي ومتوتر!!!
سادسًا: أما قوله «الدين مش مثالي بل هو تجربة بشرية» فهذه مقولة كفر كذلك لأن ظاهر الكلام أن الدين ليس وحيًا منزلًا على الأنبياء من قبل الله جل وعلا وإنما تجربة بشرية، ولازمه كذلك أن الدين غير معصوم لأن التجارب البشرية تخضع للتصحيح والتخطئة، ولولا العذر بالجهل لصار الكلام غير الكلام مع عمرو خالد، وهذه ليست دعوى لتكفيره وإنما دعوى لإيقاف باطله؛ حتى يستدرك عل نفسه، حتى لا يختم له بعمل غير صالح، فما ذكرته وإن كان الرد فيه شديدًا مختصرًا إلا أنه من النصيحة حتى ينتبه عمرو خالد وأشياعه وغيرهم إلى خطورة وضلال ما قاله عمرو خالد أو غيره.
فهل يتواضع عمرو خالد ويعلن توبته وندمه واعتذاره عن هذه الأخطاء أم سيكون الكبر قائده؟!
| |
|