مسجد الحسن الثانى / المغرب
مسجد الحسن الثاني مكان عبادة إسلامي بمدينة الدار البيضاء بالمغرب، تم إكمال بنائه ليلة المولد النبوي يوم 11 ربيع الأول 1414/30 الموافق أغسطس 1993، في فترة حكم ملك المغرب الحسن الثاني.
تتسع قاعة الصلاة بمساحتها ال 20.000 متر مربع لـ25.000 مُصلي إضافة إلى 80.000 في الباحة. يتوفر المسجد علي تقنيات حديثة منها السطح التلقائي (يفتح ويغلق أوتوماتيكيا).
مسجد الحسن الثاني هو أول أكبر مسجد في العالم (الثالث بعد الحرمين)، مئذنته أندلسية الطابع ترتفع 210 متر وهي أعلى بناية دينية في العالم.
ميزاته
استعملت التكنلوجيا إلى أقصى الحدود خدمة لصناعة البناء وللصناعة التقليدية المغربية القديمة والمتجددة على الدوام. وهكدا فإن رافعة الأثقال التي تعتبر أعلى رافعة في العالم قد صيغت لتتناسب مع العلو الكبير للصومعة ذات الفانوس والجامور اللامعين، البالغ ارتفاعها مائتي متر.
واستعمل اسمنت ضوعف مفعوله اربعة أضعاف لا لدعم نفق تحت المانش ولكن لإقامة صومعة لا مثيل لها.
لقد أكدت الصناعة المغربية التي ما فتئت تحقق حلمها الإبداعي المتجدد على يد صناع مهرة، حضورها الفاعل من خلال الخشب المنقوش والجبس ذي الرسوم الهندسية القيمة والزخارف العربية وخطها البديع، كل ذلك يكشف ببلاغة تغني عن الكلام عن روعة الإنجاز ورقة خيوطه الزاهية، كما يشير إشارة لطيفة إلى الماضي بأحلى ذكرياته.
كل هذا لا يذكر بشيء وإنما ب شيء ما كما يقول اليري، من حيث كونه ينتج أشكالا أنيقة أناقة روحية لانهائية لكن ملموية. لن نتحدث عن هذه الروائع التي تبهج النظر ولا عن ألوف اللطائف الممزوجة باكتشافات وابتكارات، وإنما عن صفوف الزليج البهية التي تشبه ما صنع لتزيين الصومعة واسمنتها.
وإلى جانب الألوان الكلاسيكية اعتمدت ألوان جديدة مزركشة مخضرمة تتلألأ في خيلاء، إنها تنتصب شاهدة على روح الإبتكار التي تميز بها صناع أبوا في نهاية القرن العشرين إلا أن يعملوا على إحياء وتجديد التقاليد الإبداعية لفننا المغربي الأصيل.
وبلغ امتزاج القديم والحديث ذروته في سقف قاعة الصلاة التي تم إحكام تزويقها بصبر وأناة ملحوظين، ناهيك أن هذا السقف ينفتح آليا خلال خمس دقائق فترخي الشمس أشعتها على هذا المجال وتجعل منه تكملة للبهو الفسيح المتصل به والذي يتسع لما لا يقل عن ثمانين ألف شخص.
لم يكن هذا الإمتزاج وليد المصادفة، بل جاء نتيجة لتجارب تراكمت عبر الأحقاب والعصور، ومندرجا في سياق إحياء الثرات الأندلسي وتجديده. إن مسجد الحسن الثاني هو ثمرة لمجموعة متلاحقة من البنايات والمنشآت الإسلامية، وبخاصة منها المغربية.
وهو يستمد نبله ومظاهره الجميلة من جامع القرويين بفاس، ذلك الجامع الدي يبلغ من العمر أكثر من ألف سنة، كما أنه يرث كثيرا من رونق صومعة حسان بالرباط، وصومعة الكتبية بمراكش، والخيرالدة بإشبيلية وجميعها أقامها السلطان الموحدي يعقوب المنصور. وتشترك المدارس المرينية مع مسجد الحسن الثاني في توفر كل منهما على خزانة.
لكن المتحف الذي يعتبر امتداداً للخزانة يجعل منه مركباً ثقافياً حقيقياً يضفي ثراء على مجموع البناية وهي تؤدي رسالتها الدينية الخالدة. وإذا نحن أزمعنا طرح مقارنة بين مسجد الحسن الثاني ومعابد الغرب الشهيرة نجد أن مسجد الحسن الثاني أوسع منها بكثير لا من حيث المجال أو الحجم وحسب ولكن أيضا بالنظر إلى إدماج روح الوحدانية الإبراهيمية في التكنلوجيات العصرية التي يزخر بها.
وإذا كانت المساجد القديمة تذكر، لأسباب تاريخية، مرتبطة بفاس وأصفهان والقيروان فإن مسجد الحسن الثاني يرتبط وحده بالعنصر البحري الدي يضفي عليه طابعاً خاصا مع التركيز على إشعاع الإسلام في كل من المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، تم تصميمه بالاعتماد على الآية القرآنية {و كان عرشه على الماء}.
في إطاره التاريخي
لم ينقل إلينا مسجد الحسن الثاني حركة العبادة الإلهية وتفسيرها وصوتها المدوي وحسب، بل أعاد في ذات الوقت إلى أذهاننا الرسالة الإلهية اليوم لتكون مسموعة في الإنسانية جمعاء حتى تتغدى بأصالتها وروعتها وتدرك أنها جاءت للناس أجمعين حاملة تباشير التسامح واحترام الكرامة الإنسانية.
إن وجود مسجد الحسن الثاني يسجل في نطاق المعالم الدينية وأطوار تاريخها واستكناه الفن المعماري الدي تتوجه حين تحمله إلى قمة مجده وتجدده وتكيفه مع الوسائل الكفيلة بإبراز تفرده وتخلصه من طابع المدن القديمة. لقد شيدت المساجد الأثرية الأولى في العهد الأموي.
وفيما بين 688 و692 للميلاد أقام