sokaty Admin
عدد الرسائل : 5121 تاريخ التسجيل : 06/04/2007
| موضوع: خيمة الاسلام السبت أغسطس 14, 2010 10:45 pm | |
| [size=12]بسم الله الرحمن الرحيم السماء سقف محفوظ للارض من ناحية الخلق والتكوين , فيجب ان يكون الاسلام سقفا من ناحية الشرع والدين والان كيف يكون ذلك ؟ يكون بالمنعة والنصرة للاسلام , بالسلطان والملك والحكم لله من خلال امام يُقيم الدين وطاعة الامة له لانها طاعة لله تعالى , يكون من خلال الموالاة فيما بين الاطراف الاسلامية على امر الله وسلطانه ثم الاقرار بالمسائل الخلافية فيما بينهم, فاذا كان الاقرار للكفر في ظل خيمة الاسلام بمفهوم اهل الذمة فمن باب اولى ان يكون الاقرار بالمسائل الخلافية فيما بين المسلمين وهي دون الكفر لكي يضمنوا خيمة الاسلام والا فاي مسألة خلافية هي اهم من اعلاء كلمة الله لتكون ناقضة لسلطان الله اذن الاتفاق على ذلك ثم اعلان كلمة الحق للناس لكي يعرف المسلمون ما هو مطلوب منهم , وحتما سيكون ولاؤهم للاسلام والمسلمين . ولكن كيف نكسب موالاة المسلمين لله ونصرة دينه ونكتم الحق عنهم , فاذا كتمنا عنهم الحق فلمن يكون ولاؤهم وطاعتهم ونصرتهم؟ حتما سيكون لاعداء الله وهم لايشعرون , قال تعالى(وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) المرشح لزعامة يثرب قبل وصول النبي محمد r , ابي بن سلول ولكن لم يحصل هذا بسبب معرفة اهل يثرب الحق فعرفوا مَن يستحق ان يتولى امرهم , وامر مَن يجب ان يكون نافذا فيهم , امر الرب الخالق ام امر المخلوق الان المسلم لا يُبالي بذلك , المهم يصوم ويصلي سواء والى ثبر ام كزنبور ام مسوط , خارج عن التاريخ كما يقولون كأنه في كوكب اخر ويسيرون وراء كل ناعق , لايهمهم أي قانون يسري فيهم , وموالاة وطاعة ايا كان , بسبب الكتمان والتجهيل المبرمج , واشغالهم بالمسائل الخلافية والنزاعات الجانبية وفتح عليهم كل انواع التحديات مقترح : فاذن يجب الاتفاق على سيادة امر الله , من خلال انشاء مجلس يضم كل الاطراف الاسلامية المختلفة والاقرار بالمسائل الخلافية فيما بينهم والتي يتقربون بها الى الله تعالى , كل بما اقتنع به , لا ان تكون المسائل الخلافية هي المعيار في الموالاة والمعاداة فتكون هي الشغل الشاغل عن سيادة امر الله , وهذا ما حصل فعلا فساد الطاغوت على الكل , وطرح ذلك للناس بعد تبيان الحق لهم , وليختاروا ما يختاروا بعد اجتماعهم على سيادة امر الله , فتكون وحدتهم على ذلك , قال تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) فالمسائل الخلافية موجودة في كل العصور الاسلامية والكل مستظل بالخيمة الاسلامية , وكانت السيادة لامر الله ثم الاتفاق على من هو الذي سيُزاول امر الله وشرعه ودينه , و من خلال انتخاب وفق برنامج يتفق عليه لذلك , فهل الطريق الان لوحدة المسلمين يكون من خلال فرض الرأي في ظل هذه الظروف هو الصحيح ؟ ام من خلال ما تقدم , علما ان آلية وحدة المسلمين لا تكون الا من خلال موالاة وطاعة الامة للسلطان الذي يُقيم الدين . راجع موضوع وحدة الامة , ثم ترك المسميات التي ما انزل الله بها من سلطان ان كانت حجر عثرة في هذا الطريق والتي تُؤدي الى تمزيق الامة , وان كان ولا بد فكل يحتفظ بمسماه على ان لايكون على حساب سيادة امر الله ووحدة الامة على ذلك , بل يجب ان تتظافر جهود كل الاطراف لسيادة سلطان الله والخضوع لامره , وبذلك يتححق للكل اسم الاسلام كفعل كواقع وليس كادعاء وان احتفظ باسمه الخاص به والذي يميزه عن غيره من المسلمين , الان هويتهم غير اسلامية كفعل كواقع كامة وان كان اسلاميا كفرد من ناحية قيامه بامر الله في دائرة الفرد كالصلاة وغيرها , وفي دائرة الامة فالخضوع لمبادئ القومية والعلمانية والوطنية والشيوعية فالبلد شيوعي ان كان خضوعه لقانونهم ... , لكنه في دائرة الفرد مسلم فكيف يكون ذلك , كيف نقدم ذلك على دين الله وشرعه حرية الآراء مكفولة ثم حرية الآراء مكفولة في ظل خيمة الإسلام بضوابطها بشرط ان لا تُؤدي الى نقض الولاية الاسلامية ولا الاعتداء الى حقوق البشر , بدليل اقوال العلماء رحمهم الله بشأن الخوارج وغيرهم من الفرق الاسلامية , فكل طرف مقتنع بان ما عليه هو الحق الذي يتقرب به الى الله , فهل تجبر المقابل ام تُقنعه بالحوار, وقد يكون المعني هو المخطئ , بل هل يجوز ان تُكره الكافر على عبادة الله , لكن في دائرة الامة فيجب الزام الكل بطاعة امر الله ؟ وقد استخدم الجهمية المعتزلة اسلوب الاكراه بقضية خلق القرآن زمن الامام احمد بن حنبل ولم يوافقهم على ذلك
ولكنه لم يسعَ لنقض الولاية الاسلامية ولا الخروج عليهم بل سعى للاصلاح وتبيان الحق من الباطل , فلا يجب ان يكون الخلاف فيما بين المسلمين سببا لنقض الولاية الاسلامية بالولاية الطاغوتية , والا فكيف يضمن المسلمون طاعتهم لله تعالى ان لم تكن لهم ولاية تُقيم الدين , فمثلما العبادة لله فقط فكذلك الطاعة , ثم ماهي الالية لطاعة الله ان لم تكن بذلك , اذن فلا يجب ان يكون الخلاف فيما بين المسلمين سببا بان يلقوا بانفسهم باحضان الطواغيت , فمثلما التعصب للخلاف المذهبي وللرأي لهذه الدرجة والتي قد تصل الى قتل المخالف فهلا فعلوا ولو عُشره لطاعة الله من خلال امام يُقيم الدين ضد طاعة الطواغيت , فاين الخلاف المذهبي من طاعة الطاغوت الذي يُعطل الدين بنا ويستبدله بغيره من الباطل الذي يترتب عليه ما يترتب من الردة ان تحاكمنا اليه ومن عبادته ان اطعناه و.... , فاين العقول يا مسلمون , وانتم تحبون هذه الكلمة وانتم مستسلمون لكل من هب ودب , افلا نحقق هذه الهوية في الواقع العملي من خلال التأليف فيما بيننا لذلك والكل يحتفظ بوجهة نظره , لكي يسري فينا قانون الخالق ام تبقون هكذا ساريا فينا قانون المخلوق ونحن نصوم ونصلي فاين العقل والدين , فالخلافات هي هي كانت في ظل خيمة الاسلام في الماضي والان هي هي في ظل خيمة الطاغوت , فايهما افضل يا من عنده ولومسحة عقل او مسحة دين , الطاعة لله ام الطاعة للطاغوت ؟ ام تستطيع انت لوحدك ان تحقق خيمة الاسلام في هذا الظرف ؟ الخلاف فيما بين المسلمين لايصل الى درجة الكفر والردة , ولكن التعصب المقيت الذي يعمي صاحبه ويفقد عقله بل وحتى دينه بدليل ردته بوقوعه في المشاريع الطاغوتية والصهيوصليبية , يفضل هذا على ان لايلتقي مع اخيه المسلم المخالف له للمحافظة على طاعة الله , وما الوقفة الحنبلية الا شاهد لشناعة هذا التصرف وهمجيته وسذاجته وغباوته وان كان صاحب هذا التصرف صادقا في نيته فهذا لايكفي ان لم يصاحبه تصرف صحيح مشروع , فكيف ان كان مقصودا لتفتيت المسلمين ومُناصرة لاعداء الله وتمكينا لهم والواقع شاهد , وقفنا ضد الدولة العثمانية بسبب المسائل الخلافية , فصب هذا التصرف الخاطئ خدمة ومصلحة مجانية للصليب والمغضوب عليهم سواء بقصد اوبدونه , ولازال هذا التصرف يتكرر فهم يتمكنون منا اكثر فاكثر ونحن من ضعف الى اضعف , الا نوقف هذا الانحراف الخطير , الا نرجع ولو الى العقل كما الاخرين , والادهى من كل ذلك نرى قسم من الفتاوى تشرعن لهذا الانحراف الخطير , فاي مصيبة تحل بنا او حلت , بدأنا نرى ونسمع الصيحات والتصريحات من المأفونين والمنافقين بان الاسلام لا يصلح لاصلاح الوضع بسبب الدعوات الطائفية المقيته, فاذا وقع بعض المسلمين بهذا المرض وهو خطير , وهم السبب ايضا في اطلاق تلك التصريحات المشوهة للاسلام , وهم السبب ايضا في ان يستمع الناس لتلك التصريحات من المنافقين لانهم لم يقولوا كلمة الحق للناس كما هي , ولو قالوها لاختار الناس الاسلام ولم يستمعوا لتلك الهرطقات , ولو اتفق المسلمون على ما تقدم لما تجرأ المأفونين على تلك التصريحات , ولوقف الناس ضدهم , فالمسلمون هم السبب في ذلك, فالاسلام شامل يحتوي كل الملل والنحل ويستوعبهم ويعطي كل ذي حق حقه , اما من حصر نفسه في نطاق الحزبي والمذهبي الضيق فهو من شوه فكرة الاسلام ولنستمع الى اقوال العلماء لما مضى : (( والذي يظهر حمل رواية الكفر على ما إذا كانت المنازعة في الولاية فلا ينازعه بما يقدح في الولاية إلا إذا ارتكب الكفر , وحمل رواية المعصية على ما إذا كانت المنازعة فيما عدا الولاية , فإذا لم يقدح في الولاية نازعه في المعصية بأن ينكر عليه برفق ويتوصل إلى تثبيت الحق له بغير عنف ومحل ذلك إذا كان قادرا والله أعلم )) فتح الباري ج13ص وقال الإمام المقدسي (( وإذا أظهر قوم رأي الخوارج مثل تكفير من ارتكب كبيرة وترك الجماعة واستحلال دماء المسلمين وأموالهم إلا أنهم لم يخرجوا عن قبضة الإمام ولم يسفكوا الدم الحرام فحكى القاضي عن أبي بكر انه لا يحل بذلك قتلهم ولا قتالهم وهذا قول أبي حنيفة و الشافعي وجمهور أهل الفقه )) المغني ج10ص55 (( فان النبي r قال : [ سيماهم التسبيد ] يعني حلق رؤوسهم واحتج الأولون بفعل علي t فانه روي عنه أنه كان يخطب يوما فقال رجل بباب المسجد لا حكم إلا لله فقال علي : كلمة حق أريد بها باطل ثم قال لكم علينا ثلاث : لا نمنعكم مساجد الله ان تذكروا فيها اسم الله تعالى ولا نمنعكم الفيء ما دامت أيديكم معنا ولا نبدأكم بقتال وروى أبو يحيى قال : صلى علي t صلاة فناداه رجل من الخوارج : { لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين } فأجابه علي t :{ فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون } وكتب عدي بن أرطاة الى عمر بن عبد العزيز ان الخوارج يسبونك فكتب اليه سبوني فسبوهم أو اعفوا عنهم وان شهروا السلاح فاشهرو عليهم وان ضربوا فاضربوا ولأن النبي r لم يتعرض للمنافقين الذين معه في المدينة فلأن لا يتعرض لغيرهم أولى وقد روي [ في خبر الخارجي الذي انكر عليه ان خالدا قال : يا رسول الله الا أضرب عنقه ؟ قال : لعله يصلي ؟ قال : رب مصل لا خير فيه قال : إني لم اومر أن انقب عن قلوب الناس } )) المغني ج10ص55 (قال القاضي أجمع العلماء على أن الخوارج وأشباههم من أهل البدع والبغى متى خرجوا على الامام وخالفوا رأى الجماعة وشقوا العصا وجب قتالهم بعد أنذارهم والاعتذار اليهم قال الله تعالى {فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله} لكن لا يجهز على جريحهم ولا يتبع منهزمهم ولا يقتل اسيرهم ولا تباح أموالهم وما لم يخرجوا عن الطاعة وينتصبوا للحرب لا يقاتلون بل يوعظون ويستتابون من بدعتهم وباطلهم وهذا كله ما لم يكفروا ببدعتهم )) شرح النووي على مسلم ج7ص169- 170 (ولم يقاتلهم علي حتى سفكوا الدم الحرام وأغاروا على أموال المسلمين فقاتلهم لدفع ظلمهم وبغيهم لا لأنهم كفار ولهذا لم يسب حريمهم ولم يغنم أموالهم ))مجموع الفتاوى ج3ص282
(( ومما يدل على أن الصحابة لم يكفروا الخوارج أنهم كانوا يصلون خلفهم وكان عبد الله بن عمر t وغيره من الصحابة يصلون خلف نجدة الحروري وكانوا أيضا يحدثونهم ويفتونهم ويخاطبونهم كما يخاطب المسلم المسلم ...... وما زالت سيرة المسلمين على هذا ما جعلوهم مرتدين كالذين قاتلهم الصديق t هذا مع أمر رسول الله r بقتالهم في الأحاديث الصحيحة وما روي من أنهم شر قتلى تحت أديم السماء خير قتيل من قتلوه في الحديث الذي رواه أبو أمامة رواه الترمذي وغيره أي أنهم شر على المسلمين من غيرهم فإنهم لم يكن أحد شرا على المسلمين منهم لا اليهود ولا النصارى فإنهم كانوا مجتهدين في قتل كل مسلم لم يوافقهم مستحلين لدماء المسلمين وأموالهم وقتل أولادهم مكفرين لهم وكانوا متدينين بذلك لعظم جهلهم وبدعتهم المضلة. ومع هذا فالصحابة tوالتابعون لهم بإحسان لم يكفروهم ولا جعلوهم مرتدين ولا اعتدوا عليهم بقول ولا فعل بل اتقوا الله فيهم وساروا فيهم السيرة العادلة وهكذا سائر فرق أهل البدع والأهواء من الشيعة والمعتزلة وغيرهم فمن كفر الثنتين والسبعين فرقة كلهم فقد خالف الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والتابعين لهم بإحسان ((منهاج السنة النبوية ج5ص247
و يقول ابن كثير في البداية والنهاية عن الولاة البويهيين الشيعة في العصر العباسي : (وفاة عماد الدولة بن بويه وهو: أبو الحسن علي بن بويه وهو أكبر أولاد بويه وأول من تملك منهم، وكان عاقلا حاذقا حميد السيرة رئيسا في نفسه. كان أول ظهوره في سنة ثنتين وعشرين وثلثمائة) (ثم كانت وفاة عماد الدولة بشيراز في هذه السنة، عن سبع وخمسين سنة وكانت مدة ملكه ست عشرة سنة، وكان من خيار الملوك في زمانه، وكان ممن حاز قصب السبق دون أقرانه، وكان هو أمير الامراء، وبذلك كان يكاتبه الخلفاء، ولكن أخوه معز الدولة كان يونب عنه في العراق والسواد.) البداية والنهاية - (ج 11 / ص 250) (ثم دخلت سنة ست وستين وثلثمائة فيها توفي ركن الدولة بن علي بن بويه وقد جاوز التسعين سنة، وكانت أيام ولايته نيفا وأربعين سنة)(وقد كان ركن الدولة قد أسن وكبر وتوفي بعد هذه الوليمة بقليل في هذه السنة، وكان حليما وقورا كثير الصدقات محبا للعلماء فيه بر وكرم وإيثار، وحسن عشرة ورياسة، وحنو على الرعية وعلى أقاربه.) البداية والنهاية - (ج 11 / ص 323) راجع كذلك تاريخ الإسلام للإمام الذهبي - (ج 24 / ص 13) (ج 25 / ص 25)(ج 25 / ص 162)
ثم يكون التنافس في ذلك على ضوء اخلاقيات ومبادئ الاسلام ,لا على ضوء اخلاقيات ومبادئ الغرب , فيكون ذلك اكبر سبب لتفجير كل الطاقات الكامنة في الخلق والشرع والبشر , ولتوظيفها في صالح الكل ثم لتظافر الجهود بدل تنافرها , قال تعالى(وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين: 26] (وهذا الحسد معناه الغبطة. وكذلك ترجم عليه البخاري "باب الاغتباط في العلم والحكمة". وحقيقتها: أن تتمنى أن يكون لك ما لأخيك المسلم من الخير والنعمة ولا يزول عنه خيره، وقد يجوز أن يسمى هذا منافسة، ومنه قوله تعالى:{خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}) تفسير القرطبي - (ج 2 / ص 71)
الروح - (ج 1 / ص 251) (فصل والفرق بين المنافسة والحسد أن المنافسة المبادرة إلى الكمال الذي تشاهد من غيرك فتنافسه فيه حتى تلحقه أو تجاوزه فهي من شرف النفس وعلو الهمة وكبر القدر قال تعالى وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) وأصلها من الشيء النفيس الذي تتعلق به النفوس طلبا ورغبة فينافس فيه كل من النفسين الأخرى وربما فرحت إذا شاركتها فيه كما كان أصحاب رسول الله يتنافسون في الخير ويفرح بعضهم ببعض باشتراكهم فيه بل يحض بعضهم بعضا عليه مع تنافسهم فيه وهي نوع من المسابقة وقد قال تعالى: (فاستبقوا الخيرات) وقال تعالى سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء) وكان عمر بن الخطاب يسابق أبا بكر رضي الله عنهما فلم يظفر بسبقه أبدا فلما علم أنه قد استولى على الإمامة قال والله لا أسابقك إلى شيء أبدا وقال والله ما سبقته إلى خير إلا وجدته قد سبقني إليه والمتنافسان كعبدين بين يدي سيدهما يتباريان ويتنافسان في مرضاته ويتسابقان إلى محابه فسيدهما يعجبه ذلك منهما ويحثهما عليه وكل منهما يحب الآخر ويحرضه على مرضاة سيده والحسد خلق نفس ذميمة وضيعه ساقطة ليس فيها حرص على الخير فلعجزها ومهانتها تحسد من يكسب الخير والمحامد ويفوز بها دونها وتتمنى أن لوفاته كسبها حتى يساويها في العدم كما قال تعالى (ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء) وقال تعالى: (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق) فالحسود عدو النعمة متمن زوالها عن المحسود كما زالت عنه هو والمنافس مسابق النعمة متمن تمامها عليه وعلى من ينافسه فهو ينافس غيره أن يعلو عليه ويحب لحاقه به أو مجاوزته له في الفضل والحسود يحب انحطاط غيره حتى يساويه في النقصان وأكثر النفوس الفاضلة الخيرة تنتفع بالمنافسة فمن جعل نصب عينيه شخصا من أهل الفضل والسبق فنافسه انتفع به كثيرا فإنه يتشبه به ويطلب اللحاق به والتقدم عليه وهذا لا نذمه وقد يطلق اسم الحسد على المنافسة المحمودة كما في الصحيح عن النبي لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به أناء الليل وأطراف النهار ورجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق فهذا حسد منافسة وغبطة يدل على علو همة صاحبه وكبر نفسه وطلبها للتشبه بأهل الفضل فصل والفرق بين حب الرياسة وحب الإمارة للدعوة إلى الله هو الفرق بين تعظيم أمر الله والنصح له وتعظيم النفس والسعي في حظها فإن الناصح لله المعظم له المحب له يحب أن يطاع ربه فلا يعصى وأن تكون كلمته هي العليا وأن يكون الدين كله لله وأن يكون العباد ممتثلين أوامره مجتنبين نواهيه فقد ناصح الله في عبوديته وناصح خلقه في الدعوة إلى الله فهو يحب الإمامة في الدين بل يسأل ربه أن يجعله للمتقين أما ما يقتدي به المتقون كما اقتدى هو بالمتقين فإذا أحب هذا العبد الداعي إلى الله أن يكون في أعينهم جليلا وفي قلوبهم مهيبا وإليهم حبيبا وأن يكون فيهم مطاعا لكي يأتموا به ويقتفوا أثر الرسول على يده لم يضره ذلك بل يحمد عليه لأنه داع إلى الله يحب أن يطاع ويعبد ويوحد فهو يحب ما يكون عونا على ذلك موصلا إليه ولهذا ذكر سبحانه عباده الذين اختصهم لنفسه وأثنى عليهم في تنزيله وأحسن جزاءهم يوم لقائه فذكرهم بأحسن أعمالهم وأوصافهم ثم قال والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما فسألوه أن يقرأعينهم بطاعة أزواجهم وذرياتهم له سبحانه وأن يسر قلوبهم باتباع المتقين لهم على طاعته وعبوديته فإن الإمام والمؤتم متعاونان على الطاعة فإنما سألوه وما يعانون به المتقين على مرضاته وطاعته وهو دعوتهم إلى الله بالإمامة في الدين التي أساسها الصبر واليقين كما قال تعالى وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون......... وهذا بخلاف طلب الرياسة ...) الروح - (ج 1 / ص 252) فمما جاء في ظلال القرآن - (ج 7 / ص 490) (والذين يتنافسون على شيء من أشياء الأرض مهما كبر وجل وارتفع وعظم ، إنما يتنافسون في حقير قليل فانٍ قريب . والدنيا لا تزن عند الله جناح بعوضة . ولكن الآخرة ثقيلة في ميزانه . فهي إذن حقيقة تستحق المنافسة فيها والمسابقة . . ومن عجب أن التنافس في أمر الآخرة يرتفع بأرواح المتنافسين جميعاً . بينما التنافس في أمر الدنيا ينحط بها جميعاً . والسعي لنعيم الآخرة يصلح الأرض ويعمرها ويطهرها للجميع .والسعي لعرض الدنيا يدع الأرض مستنقعاً وبيئاً تأكل فيه الديدان بعضها البعض . أو تنهش فيه الهوام والحشرات جلود الأبرار الطيبين! والتنافس في نعيم الآخرة لا يدع الأرض خراباً بلقعاً كما قد يتصور بعض المنحرفين . إنما يجعل الإسلام الدنيا مزرعة الآخرة ، ويجعل القيام بخلافة الأرض بالعمار مع الصلاح والتقوى وظيفة المؤمن الحق . على أن يتوجه بهذه الخلافة إلى الله ، ويجعل منها عبادة له تحقق غاية وجوده كما قررها الله سبحانه وهو يقول : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } وإن قوله { وفي ذلك فليتنافس المتنافسون }. . لهو توجيه يمد بأبصار أهل الأرض وقلوبهم وراء رقعة الأرض الصغيرة الزهيدة ، بينما هم يعمرون الأرض ويقومون بالخلافة فيها . ويرفعها إلى آفاق أرفع وأطهر من المستنقع الآسن بينما هم يطهرون المستنقع وينظفونه! إن عمر المرء في هذه العاجلة محدود ، وعمره في الآجلة لا يعلم نهايته إلا الله . وإن متاع هذه الأرض في ذاته محدود. ومتاع الجنة لا تحده تصورات البشر . وإن مستوى النعيم في هذه الدنيا معروف ومستوى النعيم هناك يليق بالخلود! فأين مجال من مجال؟وأين غاية من غاية؟ حتى بحساب الربح والخسارة فيما يعهد البشر من الحساب؟!) في ظلال القرآن - (ج 7 / ص 490) [/size] | |
|