قال تعالى { إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً } لا تزيد ولا تنقص، وأنها هكذا في اللوح المحفوظ { يوم خلق السموات والأرض }. وأن منها أربعة أشهر حرم أي محرمات وهي رجب، و ذو القعدة والحجة ومحرم .
·هل تعلموا يا مسلمين ماذا حرم الله تعالى في هذه الشهر ؟؟؟
1.حرم القتال فيها لتكون هدنة يتمكن العرب معها من السفر للتجارة وللحج والعمرة ولا يخافون أحداً، ولما جاء الإِسلام وأعز الله أهله، نسخ حرمة القتال فيها. وقوله تعالى { ذلك الدين القيّم } أي تحريم هذه الأشهر واحترامها بعدم القتال فيها هو الشرع المستقيم وقوله تعالى { فلا تظلموا فيهن أنفسكم }
2.لا ترتكبوا الذنوب والمعاصي في الأشهر الحرم فإن ذلك يوجب غضب الله تعالى وسخطه عليكم فلا تعرضوا أنفسكم له، وقوله تعالى { وقاتلوا المشركين } هذا خطاب للمؤمنين يأمرهم تعالى بقتال المشركين بعد انتهاء المدة التي جعلت لهم وهي أربعة أشهر وقوله { كافة } أي جميعاً لا يتأخر منكم أحد كما هم يقاتلونكم مجتمعين على قتالكم فاجتمعوا أنتم على قتالهم، وقوله { واعلموا أن الله مع المتقين } وهم الذين اتقوا الشرك والمعاصي ومعناه أن الله معكم بنصره وتأييده على المشركين العصاة وقوله عز وجل وقوله تعالى
{ والله لا يهي القوم الكافرين } يخبر تعالى أنه عز وجل لا يهدي القوم الكافرين لما هو الحق والخير وذلك عقوبة لهم على كفرهم به وبرسوله، وإصرارهم على ذلك.
[size=21]· فائدة جليلة وعظيمة أشئن في قوله( فلا تظلموا فيهن أنفسكم): فلا تظلموا فيهن أنفسكم( تفريع على )منها أربعة حرم( فإنها، لما كانت حرمتها مما شرعه الله، أوجب الله على الناس تعظيم حرمتها بأن يتجنبوا الأعمال السيئة فيها.
فالضمير المجرور ب (في ) عائد إلى الأربعة الحرم: لأنها أقرب مذكور، ولأنه أنسب بسياق التحذير من ارتكاب الظلم فيها، .
وعن ابن عباس أنه فسر ضمير فيهن بالأشهر الاثني عشر فالمعنى عنده: فلا تظلموا أنفسكم بالمعاصي في جميع السنة يعنى ان حرمة الدين أعظم من حرمة الأشهر الأربعة في الجاهلية، وهذا يقتضي عدم التفرقة في ضمائر التأنيث بين فيها و فيهن وأن الاختلاف بينهما في الآية تفنن وظلم النفس هو فعل ما نهى الله عنه وتوعد عليه، فإن فعله إلقاء بالنفس إلى العذاب، فكان ظلما للنفس قال تعالى ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله ) الآية وقال (ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه) .
والأنفس تحتمل أنها أنفس الظالمين في قوله (فلا تظلموا) أي لا يظلم كل واحد نفسه. ووجه تخصيص المعاصي في هذه الأشهر بالنهي: أن الله جعلها مواقيت للعبادة، فإن لم يكن أحد متلبسا بالعبادة فيها فليكن غير متلبس بالمعاصي، وليس النهي عن المعاصي فيها بمقتض أن المعاصي في غير هذه الأشهر ليست منهيا عنها، بل المراد أن المعصية فيها أعظم وأن العمل الصالح فيها أكثر أجرا، ونظيره قوله تعالى ( ولا فسوق ولا جدال في الحج ) فإن الفسوق منهي عنه في الحج وفي غيره.
ويجوز أن يكون الظلم بمعنى الاعتداء، ويكون المراد بالأنفس أنفس غير الظالمين، وإضافتها إلى ضمير المخاطبين للتنبيه على أن الأمة كالنفس من الجسد على حد قوله تعالى )فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم(، أي على الناس الذين فيها على أرجح التأويلين في تلك الآية، وكقوله )
·من هداية الآية :
1- بيان أن شهور السنة الهجرية اثنا عشر شهراً وأيامها ثلثمائة وخمسة وخمسون يوماً.
2- بيان أن الأشهر الحرم أربعة وقد بينها الرسول صلى الله عليه وسلم وهي رجب، والعقدة والحجة ومحرم.
3- حرمة الأشهر الحرم، ومضاعفة السيآت فيها أي قبح الذنوب فيها.
4- صفة المعينة لله تعالى معية خاصة بالنصر والتأييد لأهل تقواه.
المرجع :
1)أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
للشيخ ابو بكر الجزائري
2) التحرير والتنوير (للشيخ طاهر عاشور )
[/size]
هل تعلموا يا مسلمين ماذا حرم الله تعالى في هذه الشهر الحرم ؟؟؟