sokaty Admin
عدد الرسائل : 5121 تاريخ التسجيل : 06/04/2007
| موضوع: إعلام العباد بأنَّ الذب عن السنة وقمع المبتدعة من الجهاد الخميس أكتوبر 14, 2010 6:24 pm | |
| [size=16]يقول الشيخ الفاضل عبد الرزاق العباد حفظه الله في كتابه القيم
( القطوف الجياد مِن حِكَمِ وأحكام الجهاد )
ص 5-6 ما نصه : " عندما يُطلق لفظ الجهاد يتبادر إلى أذهان كثير من الناس أنه القتال في سبيل الله ،أي : بذل الوسع واستفراغ الطاقة في قتال الكفار ،والواقع أنِّ هذا نوع من أنواع الجهاد ، ومرتبة من مراتبه ؛إذ مفهوم الجهاد في الشرع أعمُّ وأشمل من هذا بكثير ، فللجهاد أنواع مختلفة ومراتب متفاوتة بيَّنها أهل العلم أخْذاً من نصوص الشرع المطهر .ومن أحسن ما وقفت علبه في بيان أنواع الجهاد ومراتبه كلام العلامة المحقق ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه زاد المعاد ، حيث قال : ( الجهاد أربع مراتب : جهاد النفس ، وجهاد الشيطان ، وجهاد الكفار والمنافقين ، وجهاد أرباب الظلم والبدع والمنكرات ) زاد المعاد 3/10 " اهـ.ثم ذكر الشيخ عبد الرزاق كلام ابن القيم وخلاصته ما يلي : لجهاد النفس أربع مراتب ، ولجهاد الشيطان مرتبتان ، ولجهاد الكفار والمنافقين أربع مراتب ، ولجهاد أرباب الظلم والبدع والمنكرات ثلاث مراتب .ثم قال الشيخ عبد الرزاق ص 14 : " وبما تقدم بيانه يُعلم أنَّ الجهاد في سبيل الله أنواع ومراتب ، وأنَّ كلَّ مسلم يستطيع أن يُجاهد في سبيل الله بنوع من هذه الأنواع ، أو مرتبة من هذه المراتب ، ولهذا قال العلامة ابن القيم في آخر كلامه على هذه المراتب : ( فهذه ثلاث عشرة مرتبة من الجهاد ، ومن مات ولم يغز ، ولم يُحدِّث نفسه بالغزو ، مات على شعبة من النفاق ) زاد المعاد 3/11 " اهـ.فتبين لكم أيها الأفاضل أنَّ الجهاد مراتب ، ومن مراتبه جهاد أرباب الظلم والبدع والمنكرات .قال ابن تيمية رحمه الله : ( ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة، أو العبارات المخالفة للكتاب والسنة، فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين ، حتى قيل لأحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع؟ فقال: إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل. فبيّن أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله ، إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين، ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين، وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب، فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسـدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعاً، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداءً )الفتاوى ( 28 / 231 – 232 ). فتأمل جعْل شيخ الإسلام التحذير من البدع من جنس الجهاد في سبيل الله .وقال أيضاً الرادّ على أهل البدع مجاهد ، حتى كان يحيى بن يحيى يقول : الذب عن السنّة أفضل الجهاد ) نقض المنطق ( ص :12) .والآثار عن السلف في مثل هذا المعنى كثيرة ذكرها أهل العلم ، ومنها : ما قاله الحميدي شيخ الإمام البخاري رحمهما الله : ( والله ! لأن أغزو هوؤلاء الذين يَرُدُّون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبُّ إليَّ من أن أغزو عَدَّتهم من الأتراك ) رواه الهروي بسنده في ( ذم الكلام ) ص 228 . ويعني بالأتراك : الكفار .وقال القاضي عياض رحمه الله في ترجمة الإمام أبي يوسف جبلة بن حمود الصدفي رحمه الله : ( ذِكرُ شدته على أهل البدع ومجنبته إياهم وقوته في ذات الله عز وجل.كان -رحمه الله- شديداً في ذلك، لا يداري فيه أحداً، ولم يكن أحد أكثر مجاهدة منه للروافض وشيعهم، فنجاه الله منهم ... وكان ينكر على من خرج من القيروان إلى سوسة ونحوه من الثغور، ويقول: جهاد هؤلاء أفضل من جهاد الشرك ). انظر : ترتيب المدارك (4/375-376). قال ابن القيم رحمه الله وأنت إذا تأملت تأويلات القرامطة والملاحدة والفلاسفة والرافضة والقدرية والجهمية، ومن سلك سبيل هؤلاء من المقلدين لهم في الحكم والدليل، ترى الإخبار بمضمونها عن الله ورسوله لا يقصر عن الإخبار عنه بالأحاديث الموضوعة المصنوعة، التي هي مما عملته أيدي الوضاعين وصاغته ألسنة الكذابين، فهؤلاء اختلقوا عليه ألفاظاً وضعوها، وهؤلاء اختلقوا في كلامه معاني ابتدعوها، فيا محنة الكتاب والسنة بين الفريقين، وما نازلة نزلت بالإسلام إلا من الطائفتين فهما عدوان للإسلام كائدان، وعن الصراط المستقيم ناكبان وعن قصد السبيل جائران ...إلى أن قالفكشف عورات هؤلاء، وبيان فضائحهم، وفساد قواعدهم، من أفضل الجهاد في سبيل الله وقد قال النبي-صلّى الله عليه وسلّم- لحسان بن ثابت : ( إن روح القدس معك ما دمت تنافح عن رسوله )، وقال: ( أهجهم أو هاجهم، وجبريل معك )، وقال: ( اللهم أيده بروح القدس ما دام ينافح عن رسولك )، وقال عن هجائه لهم والذي نفسي بيده لهو أشد فيهم من النبل)...) إلخ .الصواعق المرسلة (1/301-302). فائدة : " وقال ابن القيم: ( والجهاد بالحجة واللسان مقدم على الجهاد بالسيف والسنان )" انظر: شرح القصيدة النونية للشيخ محمد خليل هراس 1/12 ، وانظر : الجواب الصحيح لابن تيمية 1/237 .
فائدة : قال العجلي رحمه الله في ترجمة الإمام أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري رحمه الله : " كان ثقة صاحب سنّة صالحاً هو الذي أَدَّبَ أهل الثغر وعلمهـم السنّة وكان يأمر وينهى، وإذا دخل الثغر رجل مبتدع أخرجه، وكان كثير الحديث له فقه. " انظر : السير ( 8/474-475 ) .
قلت : الله أكبر .
وهو في الجهاد يُعلِّم الناس السنة ويُنْكر على المبتدعة ويغلظ عليهم بل وإن جاءه مبتدع يريد الجهاد طرده .
فأين الذين ينادون بمداهنة المبتدعة -بحجة دعوتهم -من هذه الآثار ؟
هل رجع المبتدعة عن غيِّهم وضلالهم ؟
وهل تركوا ما عليه والتزموا السنة ؟
وهل سلم المُداهِن من جَرَب بدعتهم ، فلم يتأثر بهم ؟
الجواب : لا
بل على العكس
[size=25]ازداد المبتدعة شوكة بتزكية المُداهِن لهم
واغتر بهم عوام الناس
وانتكس المُداهِن أو كاد
فأين نحن من سلفنا الصالح الذين كانوا أشداء على المبتدعة
فلله دَرُّهُمْ وعليه أجرهم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته النقول عن العلماء استفدتها : من كتاب ( سِتُّ درر من أصول أهل الأثر ) للشيخ الفاضل عبد المالك الرمضاني جزاه الله خيراً . ومن كتاب : ( إجمــاع العلمـاء على الهجـــر والتحذير من أهل الأهواء ) للشيخ الفاضل خالد الظفيري جزاه الله خيراً . [/size][/size] | |
|