karakeb
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

karakeb


 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 علو الرحمن جل وعلا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
sokaty
Admin
sokaty


عدد الرسائل : 5121
تاريخ التسجيل : 06/04/2007

علو الرحمن جل وعلا Empty
مُساهمةموضوع: علو الرحمن جل وعلا   علو الرحمن جل وعلا Icon_minitimeالثلاثاء مايو 18, 2010 2:47 pm

[size=16]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه المشاركة هي إحدى تعليقات الشيخ عبد الرحيم الطحان على العقيدة الطحاوية




مبحث علو الرحمن وفوقيته على مخلوقاته


هو أشرف مباحث علم التوحيد وأجلها وهو العَلَم الفارق بين أهل السنة وبين سائر فرق المبتدعة فالمؤمن السني الموحد يقول : الله فوق عرشه على سمواته بائن من خلقه ، والمبتدع عندما تقول له أين الله؟ ، يقول لك كيف تقول أين ؟ الله لا يُقال عنه أين ، الله لا فوق ولا تحت ولا شمال ولا يمين ولا أمام ولا وراء ولا داخل العالم ولا خارجه ، لا جوهر ولا عرض ، قل له ، يا مسكين هذا ليس حي قيوم بل هو إله معدوم ، وهذا كمن يزعم أن في بيته نخلةٍ ثم تسأله عن أوصافها ، فيقول لك لا أوصاف لها فقل له إذن هذه نخلة في ذهنك لذلك حقيقة قول المعطلة تقضي إلى أن الله عدم لذلك قال أئمتنا : المعطل يعبد عدماً والممثل يعبد صنماً وهذه المسألة سأقرر أدلتها المتنوعة وهي خمسة :



1)أدلة الكتاب.
2)السنة.
3)الإجماع الصحيح القطعي.
4)العقل الصريح.
5)الفطرة المستقيمة.


أولاً أدلة الكتاب :
دل على أن الله فوق عباده على عرشه سبحانه وتعالى ، من أوجه كثيرة أحاول أن أوجزها وأن أجمعها في سبعة أوجه :
الوجه الأول : تصريح آيات القرآن بأن ربنا الرحمن فوق عباده ومخلوقاته (فوق) قال الله جل وعلا : (يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون) في حق الملائكة. وقال جل وعلا : (وهو القاهر فوق عباده). وهذا الدليل في منتهى الظهور والوضوح ، وهذه الفوقية شاملة لفوقية الذات ويلزم منها فوقية القَدْر المنزلة والرتبة والمكانة فذاته عالية فوقنا ومنزلته ورتبته أيضاً فوقاً فله الفوقية من جميع الاعتبارات.
وقبل الانتقال إلى الدليل الثاني سأذكر تأويل المبتدعة للفوقية وندحضه إن شاء الله ثم نذهب إلى الوجه الثاني من أدلة القرآن ، وقبل أن أذكر الوجوه دائماً إذا مررت على شبهة فندتها حتى لا نفرد الشبهة في مبحث مستقل.
تأويل لبعض المبتدعة حول هذا الوجه :
قالوا : المراد من الفوقية هنا الفوقية المعنوية ، أي هو فوق عباده في الرتبة والمنزلة أي شأنه أعلى من شأنهم (يخافون ربهم من فوقهم) أي يخافون ربهم الذي هو أعلى منهم رتبة ومنزلة ، كما تقول الملك فوق الوزير رتبة ، وحقيقة قد يخدعون كثيراً من السذج والدهماء بهذه العبارات المعسولة.
ونجيب : لو صح ما قلتم لكان في هذا ذمٌ لربكم ، إن قالوا : كيف ؟ نقول : أنتم تقولون : إنه فوقهم في الرتبة فإذن عندنا فاضل ومفضول اشتركا في فضيلة فالمفضول هو المخلوق والفاضل هو الله جل وعلا ، أي أنه يشترك مع عباده في الفضائل لكنه يزيد عليهم في الفضالة ، كما لو قلت الدينار فوق الدرهم فإن بإمكانك أن تشتري بالدينار وبالدرهم ، فهناك قدر يشتركان فيه – أي الدرهم والدينار – لذلك نقول لهم : أف لكم ولتأويلكم ، فما المزايا التي اشترك فيها المخلوق مع الخالق حتى قلنا إن الخالق أفضل من المخلوق ؟!! والله إن هذا ذمٌ للخالق من حيث لا يشعرون.
ولو قال إنسان عندي سكين أَحدُ من الخشبة لاتهمناه بالخرف لأنه لا مفاضلة بينهما بل إن المفاضلة بينهما عين الذم. وهذا كما لو قال شخص الرسول صلى الله عليه وسلم أفضل من اليهود وأبي جهل ، فهذا ذم له صلى الله عليه وسلم لأنه لا فضيلة فيهم بل لا قيمة لهم حتى تفاضل بينهما ، لكن لو قلت نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أفضل النبيين لكان كلامك وجيهاً وفي محله.
إذن فكيف ستفاضل بين الخالق والمخلوق وقد تقدم معنا أن أخص وصف في المخلوق الفقر وأخص وصف في الخالق الغنى فأين فضل الفقير حتى تفاضل بينه وبين الغنى ؟!! وكيف ستسووا بينهما ؟!! لكننا نقول (وهو القاهر فوق عباده) أي هو فوق عرشه على سمواته ، فيدخل العلو الذاتي والمعنوي (المنزلة) لا علو المنزلة فقط كما يزعمون.
إذن فلا تُعقد المفاضلة إلا بين موصوفين يشتركان في فضائل ويزيد أحدهما على الآخر وإذا كانت المفاضلة بين السيف والعصا ذم للسيف فكيف بعقد مفاضلة بين الفاني والباقي.



ألم تـــر أن السيف ينقـــص قدره
\\\
إذا قيل السيف أمضى من العصا
فإن قيل (اعتراض) : جاءت نصوص في التنزيل فيها تفضيل الخالق على المخلوق وهذا خلاف ما تقولونه قال الله تعالى في سورة يوسف مخبراً عن نبيه يوسف لما قال لصاحبه في السجن (أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار) فهذا فيه عقد مفاضلة بين أوثان وبين الله ، وقال تعالى (آلله([1]) خير أما تشركون).
وهكذا قول السحرة في سورة طه (والله خير وأبقى) ، ففي هذه الآيات عقد مفاضلة فكيف تقولون لا تجوز المفاضلة بين الخالق والمخلوق؟
والجواب : تفضيل الخالق على المخلوق ابتداءً يعتبر نقصاً لكن إذا كان الكلام خرج لمجادلة الخصم الذي يزعم أنه لآلهته شأن ومنزلة فلا حرج به حينئذ فنبي الله يوسف يريد أن يبين لهم زيف آلهتهم المتنوعة فلم يخرج الكلام منه قضية مبتدأة أنما هو جدال مع مشركين يرون لآلهتهم شأناً ، أي أنتم تقولون أن للآلهة شأناً فلو سلمنا لكم بذلك فأي الشأنين أعظم شأن آلهتكم أم شأن الله ؟ فسيقولون كلهم شأن الله ، فتكون نتيجة النقاش اطرحوا آلهتكم ما دمتم تسلمون بأن الله شأنه أعظم.
وهكذا (والله خير وأبقى) منك يا فرعون يا من تدعي أنك رب وأنك ملك مصر فالله خير منك وما عنده لا ينفذ وما عندك نافذ ونظير هذا قول الله تعالى في سورة النور (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون) أي خير لكم من الدخول بغير استئذان وخير لكم من تحية الجاهلية.
نقول : هل للدخول بغير استئذان والتحية بتحية أهل الجاهلية خيرية؟
لا ، ولا خيرية لها ، لكن لأنهم كانوا يرون في دخولهم بغير استئذان عزة والوقوف على الباب ذلة لهم ، فكأن الله يخيرهم أنه لو كان في فعلكم خير فهناك خير منه وهو الاستئذان فافعلوه لأنه هو أخيرهما ، وإن كان لم يثبت لفعلهم خيرية لكن هذا على سبيل المجادلة.
ونظير هذا النوع من الجدال والخصام مجادلة إبراهيم عليه السلام للنمرود حين حاجه بعد أن ادعى أنه يحيي ويميت فحاجه بأمر آخر وكأنه من باب التسليم له وتنزلاً له فحاجه بقضية أخرى تسكته وهي أن يطلع الشمس من مغربها.
ولهذا إذا تجادلت مع مكابر فدع ما فيه نزاع وانتقل إلى ما لا نزاع فيه.
الوجه الثاني : إخبار الله جل وعلا في كتابه بصعود العمل الصالح إليه ورفع بعض المخلوقات إليه ، ومن المعلوم أن الصعود والرفع يكون من أسفل إلى أعلى.
قال الله جل وعلا في كتابه (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) وقال جل وعلا في حق عيسى عليه السلام (بل رفعه الله إليه) وقال جل وعلا (يا عيسى إني متوفيك([2]) ورافعك إليّ) وهذا الرفع وهذا الصعود معلوم ضرورة في اللغة أنه من ، أنزل إلى أعلى ومن أسفل إلى أعلى ، والدلالة واضحة.
الوجه الثالث : تصريح الله في كتابه بأنه عليّ ، قال تعالى في آية الكرسي : (وهو العلي العظيم) ، وهكذا قوله تعالى : (إن الله كان علياً كبيراً) وهناك آيات كثيرة تصف الله بالعلو وتسميته بأنه عليّ وهذا يفيد علو الذات وعلو الصفات وعلو المنزلة والقدر ، ويقال فيه ما يقال في الفوقية ، فهو فوقهم وهو عليّ عليهم , إذا ثبتت الفوقية والعلو فكيف تقولون يا مبتدعة لا يجوز أن نقول إنه فوقنا وأعلى منا؟!.
الوجه الرابع : تصريح الله جل وعلا في كتابه بتنزيل أشياء من عنده ، قال جل وعلا : (تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم) ، (تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم) ، (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب) إلى غير ذلك من الآيات ، والنزول ضد الصعود فهو هبوط من أعلى إلى أسفل ، فالقرآن نزل من الرحمن أي هبط من أعلى إلينا ، لذلك قال أئمتنا :
لفظ الإنزال للقرآن يدل على فوقية ذي الجلال والإكرام.
الوجه الخامس : إخبار الله جل وعلا عن الملائكة بأنهم عنده في جواره الكريم ، والملائكة فوقنا وأعلى منا ومسكنها السموات المباركة ، قال الله جل وعلا في آخر آية من سورة الأعراف : (...إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون) ، وفي سورة حم السجدة (فصلت) آية 38 (فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسئمون) وهكذا في سورة الأنبياء (وله من في السموات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستسحرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون) وهكذا في سورة الزخرف (وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً ...) هذه قراءة ، وقرأ المدنيان نافع وشيخه يزيد بن القعقاع وابن عامر وابن كثير قارئ مكة ويعقوب قارئ البصرة : (وجعلوا الملائكة هم عند الرحمن) وكلا القراءتين متواترتان ، فهم عباده وهم عنده.
وهذه العندية تحدد لنا أين رب البرية ، فالملائكة في السموات العلى والله هو العلي الأعلى ولو كانت هذه العندية الثابتة لهم عنديتنا لما كان لهم ميزة علينا ولما كان لتخصيصهم بالعندية فائدة ، بل لهم مزيد من قرب إلى الرب جل وعلا.
الوجه السادس : تصريح الله جل وعلا بأنه في السموات في آيات كثيرة متواترة غراء : (أأمنتم من في السماء([3])).
علماء الكلام أصحاب الثرثرة والهذيان أكثروا اللغظ والشغب والخصام حول هذا الدليل من القرآن فقالوا : الآية لا تدل على علو الله وفوقيته ، لأنه ليس المراد من كون الله في السماء وذاته في العلو بل المراد سلطانه وقهره.
وهذا التأويل أبرد من الثلج كتأويل الضالين السابقين في الفوقية ، لأنه إن كان هو السلطان في السماء فمن إذن السلطان في الأرض ؟!!.
السلطان هو الله في السماء والأرض لا راد لحكمه ولا معقب لقضائه ، لذلك يقول الله جل وعلا (يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان) أي بسلطان منه وتمكين وقوة وقدرة إذا أمدكم بذلك فيمكنكم لكن هو جعلكم ضعفاء وعاجزين لا يخرج أحد منكم من سلطانه سبحانه وتعالى.
ومما يقرر هذا أن العاتي فرعون عليه لعنة الله قال لقومه عندما أراد أن يلبس على قومه : (يا هامان ابن لي صرحاً لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى) فهذا يفيد أن نبي الله موسى أخبر قومه ومنهم فرعون بأن الله في العلو على السموات فوق العرش فاستغل فرعون هذه الدعوى فطلب من هامان أن يبني له بناءً عالياً لينظر إلى إله موسى الذي هو في السماء.
ولو كان كلام فرعون باطلاً لرد عليه موسى عليه السلام بأن الله ليس في السماء وفرعون يكذب وهذه القصة التي جرت من فرعون جرت من بعض المشايخ المصريين وقد أفضى لما قدم إذ أنه لما تناقل الناس خبر الصعود إلى القمر فسُأل هل الصعود للقمر ممكن أم لا ؟ فقال لهم : أخبركم بالجواب غداً. ففي اليوم التالي امتلأ جامع الأزهر بالناس وجلس الشيخ وقال : هؤلاء كذابون دجالون لأني بقيت البارحة أنظر إلى القمر فلم أر شيئاً!!.
ولا أعلم جوابه هذا كان من باب البله والغفلة أم هو من باب العتو كفرعون إذ كيف سيرى القمر وهو في الأرض ؟! كيف سيراه بعينه المجردة ؟ فالأفضل لو أنه سكت عن الجواب ولم يجب بهذا.
ولذلك قال أئمتنا : من نفى علو الله فهو فرعوني ، ومن أقر بعلو الله فهو موسوي([4]) محمدي بعد أن قالوا إن المراد بمن في السماء أي بمن في السماء سلطانه قالوا : توجد آيات تعكر على قولكم تدل على أن الله في السموات وفي الأرض كقوله تعالى في سورة الأنعام : (وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون) ، فلماذا تقولون إنه فوق عرشه على سمواته وهذه الآية ترد عليكم؟.
نقول : من سوء فهمكن أتيتم وجعلتم الآيات تتضارب ويرد بعضها بعضاً فهذه الآية تحتمل ثلاث معان ٍ كلها صحيحة :
المعنى الأول : عليه جمهور السلف أن الوقف لازم على لفظ (السموات) فيكون معنى (في) أي ظرفية أي في العلو المطلق ، والأرض متعلقة بيعلم أي ويعلم سركم وجهركم وما تكسبون في الأرض ، أي مع علوه لا تخفى عليه خافيه من أمركم ، وانظر هذا المعنى الذي نقل عن جمهور السلف تدل عليه آية الاستواء في سورة الحديد(هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير) فهذه الآية كآية سورة الأنعام حث أخبرنا بأنه فوق السموات على العرش ومع ذلك يعلم ما يلج في الأرض ، وهذا الوجه هو أرجح الوجوه وأقواها.
المعنى الثاني : (في السموات وفي الأرض) متعلق بيعلم ، والآية لم تسق لبيان أين الله بل لبيان إحاطة الله وعلمه بكل شيء ، والتقدير : وهو الله يعلم سركم وجهركم أينما كنتم في السموات أو في الأرض فهو يعلم ما تكسبون ولهذا قال أئمتنا هذا وقف حسن على لفظ الجلالة (وهو الله) ثم تستأنف كلاماً آخر يعلم سركم وجهركم في السموات وفي الأرض ... ، وانظروا هذا في كتاب منار الهدى في الوقف والابتداء للإمام الأشموني ، يقول : الوقف على لفظ الجلالة ، ويتم المعنى بذلك.
المعنى الثالث : الآية لم تسق لبيان أين الله ولا لبيان إحاطة علمه بكل شيء ، إنما سيقت لبيان أنه هو الإله الحق المعبود الذي يجب على أهل السموات وأهل الأرض أن يألهوه ويعبدوه ولا يشركون به شيئاً فالإله هو المألوه أي المعبود ، والتقدير : وهو المعبود في السموات وفي الأرض ....فأين الفهم الذي فهمتموه ؟!! وهذه المعاني الثلاثة أمامكم ليس في واحدة منها أن الله موجود في الأرض كما تزعمون وأوردوا آية ثانية ليقروا هذا الضلال وهي قوله تعالى في سورة الزخرف (وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم) يقولون : إذن فهو موجود في السماء والأرض وليس في السماء كما تقولون.
والجواب : هذه الآية معناها كالمعنى الثالث لآية سورة الأنعام ، أي وهو المعبود في السماء وفي الأرض وهو إله من في السماء وإله من في الأرض وهو المألوه في السماء وهو المألوه في الأرض ، فلا إله إلا هو.
ونحن نقول لهم أيضاً إن كان في الأرض فعلام يصعد الكلم الطيب إليه وعلام يعرج إليه أشياء ويرفع أشياء ؟!! ولو كان الله في الأرض فلماذا عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى ما فوق السماء السابعة ؟!!.
الوجه السابع : تصريح الله في كتابه بـأنه استوى على عرشه في سبع آيات من كتابه ضمن سبع سور :
1) آية سورة الأعراف آية 54 : (إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يُغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين).
2) آية سورة يونس : آية رقم 3.
3) آية سورة الرعد : آية رقم 2.
4) آية سورة طه : آية رقم 5.
5) آية سورة الفرقان : آية رقم 59.
6) آية سورة السجدة : آية رقم 17.
7) آية سورة الحديد : آية رقم 4.
والمفسرون بحثوا مسألة الاستواء عند أول آية وهي آية سورة الأعراف إلا شيخنا المبارك الشيخ محمد الأمين الشنقيطي فإنه تكلم على الاستواء في الآية الثالثة من سورة يونس (الموضع الثاني) في أضواء البيان.
والاستواء معناه في اللغة : يأتي لأربعة معان ٍ : استقر ، وارتفع ، وعلا ، وصعد ، وقد ثبت في صحيح البخاري عن مجاهد أنه قال (الرحمن على العرش استوى) قال : علا ، انظر صحيح البخاري في كتاب التوحيد (13/403- مع الفتح) وفيه أيضاً – أي في صحيح البخاري – قال أبو العالية : (الرحمن على العرش استوى) : ارتفع ، وقد ورد هذا في التفسير الثاني في معالم التنزيل للبغوي عن ابن عباس رضي الله عنهما.
هذا تفسير الاستواء في اللغة فله العلو والارتفاع والفوقية على سائر مخلوقاته ، وهذا الدليل والواضح (سبع آياتٍ) جاء المؤولة وتلاعبوا فيه وقالوا : استوى أي : استولى وقال فريق منهم : كناية عن الهيمنة والسيطرة وتدبير الملك. هذا تفسير باطل قطعاً وجزماً لغةً ومعنىً.
أما اللغة فلا تشهد لهذا قطعاً ، أي تفسير استوى باستولي لا يعرفه علماء اللغة كما قال الأزهري في تهذيب اللغة وابن الأعرابي وهو من أئمة اللغة. وقد أبطل الإمام ابن القيم تفسير استوى باستولي باثنين وأربعين وجهاً في كتابه الصواعق المرسلة في الرد على الجهنمية والمعطلة ، انظروا مختصر الصواعق (2/126-152) ، أما المعنى فهو معنىً باطل بل هو أبطل من بطلانه من ناحية اللغة لأن الاستواء أخذ الشيء بعد غلبة ومنازعة ، فهل كان العرش في ملك أحد غير الله حتى نازعه الله فقهره حتى غلبه وانتصر عليه وأخذ العرش واستولى عليه ؟!! لا ، يقولون : هذا استيلاء بلا غلبة ولا منازعة ، كما قال الأخطل :



قد اســتوى بـِشـْرٌ [5]على العـــراق
\\
من غيــــر سيـــف ودم مـــــراق
فهو استوى على العراق من غير منازعة بالسيف أو بقتل وإراقة الدماء.
نقول : لا زلنا معكم ، يعني هل كان في يد غيره ثم أخذه منه ؟ يعني هل خرج العرش عن ملك الله طرفة عين حتى تقول إنه استولى عليه إذن فكلا جوابيكم باطل وقلتم استولي بغلبة ومنازعة أو بدون ذلك ، ثم إنه لا يجوز الاستدلال بهذا البيت على تفسير استوى باستولى لأن هذا مخلوق والله ليس كمثله شيء ، ولأن البصرة حقيقة لم تكن في أمرته ولا تحت ولايته بل عهد إليه أخوه عبد الملك بذلك فيصح أن نقول إنه استولى ، لكن هل كان العرش كذلك ؟ لا والله ، فهو لم يخرج عن ملكه طرفة عين ، ولذلك يقول الإمام ابن تيمية :



قـــبحاً لمــــن نبذ الكتـــاب وراءه
\\\
وإذا استـــدل يـــقول قال الأخطـــل

ويقول الإمام ابن القيم :



ولهــــــــم في ذلـــك بيت قالــــــه
\\\
فيمـــــا يقال الأخطــل النصراني
نـــــون اليــهود ولام جهميًّ هما
\\\
في وحــي رب الــعرش زائدتان
(نون اليهود) قال الله لهم قولوا حطة أي حُط َّ الذنوب عنا ، فلم يقولوها وزادوا نوناُ فقالوا : حنطة أو حبة حنطة أو حنطة في شعرة استهزءوا بكلام الله جل وعلا ، وهذا حال اليهود ، فانظر كيف بدلوا كلام الرب المعبود.
والجهمية زادوا لاماً ، فهى استوى فزادوها استولى ، ومعنى (هما في وحي رب العرش زائدتان) أي لم ينزل رب العالمين لا نون اليهود ولا لام الجهمية.
ولذلك قال الإمام مالك وشيخه ربيعة وأمنا أم سلمة رضي الله عنها والإسناد ثابت إلى مالك وإلى ربيعة ولكنه ضعيف عن أمنا أم سلمة رضي الله عنها وثبت عن الإمام أبي جعفر الترمذي ليس صاحب السنة أبو عيسى الترمذي ، قالوا : "الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة".
(الاستواء معلوم) أي معلوم في اللغة استقر ، ارتفع ، علا.
(والكيف مجهول) أي كيفية استواء الرب مجهولة لان الصفة تتبع الموصوف ، فإذا كانت الذات مجهولة فالصفات كذلك ولذلك إيماننا بصفات ربنا كإيماننا بذاته ، والمخلوقات تتفق في مسمى الصفة وتختلف في حقيقتها ، فمثلاً لك يد للقط يد لكن لم تشبه اليدان بعضهما ، فكيف ستشبه يد المخلوق الخالق !! فلكل موصوف ما يناسبه من الصفات (ليس كمثله شيء).
(والإيمان به واجب) لأنه ورد في كتاب الله وإذا تركته فقد ضللت.
(والسؤال عنه بدعة) وكان بدعة لأمرين : الأمر الأول : لأنه سؤال عما لا يمكن لعقول البشر أن تدركه ، والأمر الثاني : لأنه لم يجر هذا السؤال في عهد خير هذه الأمة وأطهرها وأبرها ، والبدعة ما حدث بعدهم فلم يسأل الصحابة رضوان الله عليهم النبي صلى الله عليه وسلم عن كيفية صفة بل يسألون عن الإيمان بها وثبوتها وهكذا المؤمن يسأل في القدر – كما تقدم معنا – من الحكم ووجوده لا عن العلة من الحكمة ، ولذلك لا تقل لم ؟ بل قل بم ؟.
ثبت في مسند الإمام أحمد وسنن ابن ماجه بسند حسن عن أبي رزين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ضحك ربنا عند قنوط عباده وقرب غِيَرِه([6]) ينظر إليكم أزلين قنطين فيظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب فقال أبو رزين : أوَ يضحك ربنا ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : نعم ، فقال : لن نعدم من رب يضحك خيراً] ، فسأل أبو رزين هنا عن ثبوت صفة الضحك لا عن الكيفية ومن ضحك الله له لن يحاسبه كما ورد في الحديث ، أي من فعل فعلاً أضحك به الرب فلن يحاسبه الله ، وهذا الاستواء كما يليق بربنا.
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://karakeb.niceboard.com
 
علو الرحمن جل وعلا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
karakeb :: اسلاميات :: اعرف عقيدتك-
انتقل الى: