sokaty Admin
عدد الرسائل : 5121 تاريخ التسجيل : 06/04/2007
| موضوع: كتاب جديد عن طارق رمضان الجمعة أبريل 23, 2010 10:31 pm | |
| هذا الكتاب صدر مؤخرا في باريس، عن دار لالانترن للنشر 2009، بالعربية والفرنسية والانجليزية. وهو للكاتب: معمر مطماطي طارق رمضان دجال من القرن الحادي والعشرين
يرد فيه على الكاتب طارق رمضان ، بحجج وبراهين من التاريخ الإسلامي وأمهات كتب السنة، من الطبري و صحيح البخاري وصحيح مسلم ، إلى الطبراني وابن داوود، والشافعي، وغيرهم من كبار الأئمة والعلماء. الكتاب الذي وقع الرد عليه وتصويبه يحمل عنوان: هل يمكن العيش مع الإسلام؟ للكاتب: طارق رمضان. منشورات فافر.
وهنا مقتطفات من كتاب معمر مطماطي، خاصة المقدمة والصفحات الأولى ، نقدمها من أجل النقاش : تعريف لكلمة "دجال": هو الشخص الذي يتجاوز الحد في استغلال حسن ظن الغير به وسرعة تصديقهم، مقدما الوعود و مراكما الأكاذيب، بغاية تحقيق فائدة. وهو الشخص الذي يحاول أن يفرض الإحترام بالتظاهر بما ليس فيه من السلوك الشريف. (الكذاب، المزور، المرجف، المنافق ).
يعلمنا الإسلام أن نكون شرفاء، نزهاء، وأن نعيش بصدق متبعين الطريق الصواب، إلى جانب العديد من الخصال الأخرى. ويمنعنا الإسلام من الكذب والبهتان، والغدر، والنفاق، والخداع، والإحتيال، إلى جانب العديد من العيوب التي لا ريب أننا نجدها في الإنسان، مما يوجب عليه أن يكافحها. إذن، فلن أسمح لنفسي أبدا بالحديث عن أي شخص كذبا، وأرى من واجبي أيضا أن أعمل جهدي لكي أستر عيوب أخي، مثلما أود أن يستر عيوبي. ومن ثم، فإنني ما أجزت لنفسي وضع هذا العنوان للكتاب الذي بين أيديكم، إلا بعد أن وضعت ملء اعتباري شرع الإسلام وأخلاقه. وبالفعل، فإن كلمة "دجال"، كما سنرى، مبررة تماما. ومن الضروري أن لا يخطئ أحد في فهمي : فنحن مع السيد رمضان، لسنا إزاء شخص يخطئ، أو أنه يعتقد أنه يعرف، أو أنه يستعمل إستراتيجية (طويلة الأمد) لصالح الإسلام، ولا نحن هنا إزاء شخص لا يقدم سوى على بعض التغييرات البسيطة بخصوص شرع الإسلام وأخلاقه، بل على العكس من ذلك. سوف يتضح لنا أننا إزاء إنسان يعمل عن سابق معرفة وبطريقة مقررة ومحسوبة سلفا، لا بغاية إعادة إضفاء عظمة ما على الإسلام، وإنما فقط بحسب ما تمليه المصلحة الشخصية تماما لطارق رمضان. وما أن يعترضه أي حاجز، سواء من القرآن أو من السنة النبوية أو من أي جهة أخرى، فإنه لا يتردد في إبعاده بطريقته الخاصة، أي بإنكاره. وأحسب أنه من الممكن القول إن وسائل الإعلام التي تصر على مهاجمته منذ ظهور قصة تلك القائمة الشهيرة المتعلقة بشخصيات يهودية، متحدثة عنه بوصفه نشيطا إسلاميا ذكيا ورذلا، إنما هي مخطئة تماما. فالسيدة كارولين فوريست [1] لم تستطع أن تكتشف سوى القليل من الدلائل التي تشير إلى أن السيد طارق رمضان هو نشيط إسلامي، أصولي، في مظهر مناضل مناهض للعولمة! وبالمقابل، فلقد أمكننا أن نفهم أنه كاذب، وهذا ما لا يجعل منه إسلاميا مع ذلك. ولا ينبغي أن ننسى أن السيد رمضان يوجه خطابه إلى جمهور من المسلمين، كما يفترض... فلا بد بالتالي أن يحدثهم عن الإسلام! إلا أننا نعلم أن كل شيء تقريبا يناقض بين الإسلام وبين أي دستور كوني آخر، سواء كان ذلك على مستوى الأخلاق، أو على مستوى القانون الجزائي، أو المدني، أو التجاري، أو غير ذلك من الميادين. فكيف يمكنه والحال هذه أن يخرج بخطاب جمهوري مائة بالمائة؟ إنه أمر مستحيل ! فهو مضطر إذا بالتلفظ ببعض الكلمات التي ما أن يسمعها غير المسلمين، خاصة منهم الصحفيون، حتى يتصوروا أن الذي نطق بها هو إسلامي. وهذا ما يتبين من التحقيق الذي قامت به كارولين فوريست.[2] فما النتيجة؟ إنها كالتالي: من خلال المئات من أشرطة الفيديو، والتسجيلات الصوتية، وأكثر من عشر مؤلفات أنجزها السيد طارق رمضان، لم يستطع التحقيق الذي قامت به كارولين فوريست أن يخرج إلى الضوء سوى عدد ضئيل نسبيا من الأراجيف، والتناقضات، والتعاطف المزعوم مع التيار الإسلامي، لا سيما وهو قد وضع مقدمة كتاب يحي ميشو، الذي أيد اغتيال رهبان تبحرين متذرعا بفتوى لابن تيمية. وليس من الضروري أن يكون المرء عالم رياضيات حتى يستنتج أن ما لا يقل عن تسعين بالمائة من خطابه إنما هو جمهوري أصلا، وبالتالي معارض للإسلام أو للتيار الإسلامي. والأغرب من ذلك أن جمهوره لم يدرك هذه المسألة، حيث أن الرسالة المنتظرة منه، للتذكير، تتعلق بخطاب إسلامي وليس جمهوري !!! وأرجو أن يقع تصويبي إذا كنت مخطئا، ولكن يخيل لي أنه لا يصح أن يكون المرء مزدوجا، ولا يمكننا أن نكون في نفس الوقت في صالح الشريعة الإلهية والشريعة الفرنسية ! وإلا، فإن ذلك يعني أن يشرح المرء القرآن وهو في حالة متناصفة بين الصحو والسكر، أو بين العقل والجنون ! إنني في هذا الكتاب أقلب الوضع، حيث أقدم الدليل على التسعين في المائة من الأكاذيب على الإسلام التي أتى بها طارق رمضان. لقد قمت بتحقيقي الخاص، قبل أن يتعرض هذا الأخير لحملة من النقد. غير أن الجهد الذي بذلته لم يكن من أجل الجمهورية، وإنما من أجل الإسلام. إن نعت "دجال" مبرر تماما، ذلك أن هذا السيد لا يتردد ، كما سنرى، وحسب تعريف قاموس "روبير" في : تجاوز الحد في استغلال حسن ظن الغير به وسرعة تصديقهم،مقدما الوعود و مراكما الأكاذيب، بغاية تحقيق فائدة. وهو يحاول أن يفرض الإحترام بالتظاهر بما ليس فيه من السلوك الشريف، من أجل مأرب شخصي. وأضيف : بل أنها أشد المصالح مادية. وينبغي القول إن التصويبات الإثنتي عشرة التي أقدمها في هذا الكتاب، ليست سوى نموذج صغير جدا، باعتبار أن السيد رمضان ألف أكثر من عشرة كتب. وهكذا، فإن العدد المهم والمستمر من الأباطيل التي أتى بها، واحتقاره التام للحقيقة الربانية والنبوية، وتنكره لأي كان ما أن يجد نفسه في وضع من يواجه أحد خيارين : الإعتراف أو الكذب، وجحده لكل الرجال بدءا من النبي (ص) الذي كان يمكن أن يعترض سيره نحو الإعتراف الدولي، واستغلاله الفاحش لثقة وسذاجة بعض الناس، فقط من أجل مجده الشخصي، كل ذلك يجعل منه دجالا ، دون أدنى شك. كلا، إن السيد رمضان ليس إسلاميا ! ذلك أن الإسلامي لا يكذب على من ينصت إليه، ولا يموه الحقائق. الإسلامي لا يتنكر لله ورسوله، والإسلامي لا يشهّر بالآخرين (كما فعل إزاء الإمام الخميني [3] ، وأسامة بن لادن[4] ، من بين آخرين)، لا سيما إذا كانوا مسلمين، لا لشيء إلا ليبدو بمظهر من لديه امتياز. وأود أن أضيف أن المسألة فيما يخص السيد رمضان لا تتلخص في إتيان ما يمكن تصنيفه في خانة "المكروه" – الذي لم يقع تحريمه، ولا ينصح به - ، وإنما يتعلق الأمر بجرم مقصود تماما وقع التفكير فيه ودراسته بعناية، وهو لا يزال مستمرا في الزمان والمكان، بمعرفة تامة بحيثياته. فنحن إذا بعيدون كل البعد عن الإنسان الذي يأتي منكرا عن طريق الضعف أو الخطأ. فهذه لدى السيد رمضان مهنة حقيقية، تتمثل في كيفية قول "أ" ، مع جعل الآخرين يعتقدون أن ما قيل هو "ب". و يتواصل هذا يوما بعد يوم، شهرا بعد شهر، وسنة بعد سنة. لدي يقين بأن السيد رمضان يحاول إقناع أتباعه – ممن أشكلت عليهم بعض أقواله وحيرتهم – بأنه يتحدث ويسلك بتلك الطريقة فقط من أجل مداورة "الحاجز". هكذا، فهو يكذب ، ولا يقول كامل الحقيقة، و يأكل من أي طعام بقطع النظر عن مصدره، فقط من أجل دخول "حظيرة الغنم". إلا أنني أشك في أنه بإمكان المرء أن يذهب إلى الله، ممسكا الشيطان من يده! ولا أعتقد أنني سمعت أو قرأت أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) كذب على أتباعه وعلى بقية العالم ، حتى يتجنب إثارة غضب عبدة الأصنام، مع علمنا أن مدينة مكة حيث عاش النبي (ص)، كانت تحتوي ما لا يقل عن ثلاثمائة صنم و من عبدتها نفس العدد مضروبا في عشرة. ومع ذلك، لا نرى النبي (ص)كذب على أي كان، وإنما قال عاليا و بوضوح: لا إله إلا الله ! وبالرغم من التعذيب القاسي الذي سلط على بلال (رضي الله عنه)، فهو ماانفكّ يقول : أحد ! أحد! وبالتالي، فإن لدي شكوك قوية في أن إستراتيجيتك المزعومة المتمثلة في الكذب على كافة المسلمين في العالم وخلط الحق بالباطل، تجد مصدرها في الإسلام! وبالمناسبة، وأرجو أن يقع تصحيحي إذا أخطأت ، فإنه لم يحدث أبدا منذ خلق الأرض، أن كذب نبي على أتباعه، بغاية أن يبدو "معتدلا" أو "متفهما" في عيون الكفار، أبدا! إذن، فلماذا يجيز السيد رمضان لنفسه ذلك؟ لا شك أنه ليس نبيا. إلا أنه يقدم نفسه بصفته صاحب مهمة، لكونه يحمل الحقيقة الإسلامية. إذن، فلماذا ينبغي أن يكون هناك استثناء بخصوصه؟ قد يتوجب الأمر أن نسأل السيد رمضان ما إذا لم يكن حصل على رخصة خاصة من خالقنا، تجيز له ما لا تجيز لغيره! أعتقد الآن أن أتباعه الذين سيستمرون بعد قراءة هذا الكتاب في تصديقه، إنما سيكونون على علم مسبق بما يفعلون. ولست أتوقع طبعا أن أرى منشورات "التوحيد" أو مسؤولي موقع "أمة. كوم" يتنكرون له. فالأول هو ناشره الرسمي، إذا جاز القول، في حالة عدم إمكانية النشر عند "ألبين ميشيل" ! وأما موقع "أمة . كوم" ، الذي قاطع منشوراتي بسبب صدور هذا الكتاب، قبل حتى أن ينشر، فإن في هذا ما يدعو للإعتقاد أن "أمة.كوم" وطارق رمضان شيء واحد. وبرأيي، أنه ليس ثمة مجال للشك في أنه لو قدم السيد طارق رمضان أمام محكمة إسلامية، فسيكون ملفه من الكثافة بحيث أن الحكم معروف سلفا! وإذا لم يصح هذا الموقف، فالعدالة هي التي ستغيب إذا، وسأواسي نفسي بانتظار حكم الواحد القهار. إن جريمته هي من أخطر الجرائم، في نظر القانون الإسلامي: فهي جريمة التضليل.
"إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بينّاه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاّعنون".(القرآن الكريم، سورة البقرة ، الآية 159).
1- تقول في الصفحة 66 من كتابك ما يلي: " شكرا للتذكير بهذه الحقائق التي كثيرا ما تنسى. إن هذا ما سيسمح بالتغلب على رؤية مبتورة للإسلام، تقول إنه لم ينتشر إلا بقوة السيف، أي عن طريق الغلبة. ينبغي التعريف في هذا السياق بعدد من العناصر الموضوعية التي سمحت بهذا الإنتشار السريع جدا، وهذا ما قمتم به. إن الزعم أن كل شيء تم عن طريق العنف، والحرب، والإستعمار القاتل إنما هو حقيقة مزيفة لا تستقيم لدى التحليل: ذلك أنه ليس من الممكن بأن ننجز في غضون مائة عام ما وقع إنجازه، إذا استعملنا السيف وحده، وفرضنا أنفسنا غصبا. من الواضح أنه كانت هناك مصلحة دينية، يضاف إليها مصلحة سياسية، ومصلحة اقتصادية، واجتماعية، وأحيانا ثقافية. إن الأوضاع الحربية كانت موجودة، هذا ما لا شك فيه أيضا، ولكنها بعيدة عن أن تكون مفتاح هذا النجاح وهذا القبول الواسع للإسلام من طرف أجزاء كبرى من الشعوب الأجنبية. إن هذه الرؤية المختلفة تمكننا من أن ندخل الكثير من الإعتدال على فكرة أن الإسلام غاز ومحارب بالطبع." الرد : أراك لا تجد سبيلا إلى ما فعله بعض المموهين[5] من إنكار أن الإسلام انتشر فعلا عن طريق السيف، فإذا بك تحاول (ونعترف لك هنا بالتفوق في مجال التمويه) أن تقلل من أهمية هذا الشأن، أو لكي أستعير كلماتك أن "تدخل الكثير من الإعتدال" على هذه الحقيقة التاريخية. ومن خلال هذا الإعتدال، تؤكد ( ويحتمل أن تكون مكرها على ذلك، من حيث أنك تسعى دائما في تدخلاتك إلى إرضاء أعيان غير المسلمين ) أن الغزوات الإسلامية التي قديما قادت جنود عبد الرحمان بن عبد الله حتى بواتييه ، لم تحدث فقط بواسطة السيف، وإنما كانت هنالك أيضا كما تقول "مصلحة دينية، يضاف إليها مصلحة سياسية، ومصلحة اقتصادية، واجتماعية، وأحيانا ثقافية." وبالفعل، فمن المحتمل تماما، بل ومن المؤكد أيضا أنه كان هناك عدد من الناس، رجالا ونساء، تأثروا وأعجبوا كثيرا بهذا الدين الجديد، الذي كان انتشاره أسرع من ركض حصان السباق، وذلك كما تؤكد لنا بسبب وجود " مصلحة دينية، يضاف إليها مصلحة سياسية، ومصلحة اقتصادية، واجتماعية، وأحيانا ثقافية." ولكن الحديث عن الإعتدال هنا، يبدو لي – أؤكد على ذلك – غير مناسب إطلاقا. وهو ما أفهمه جيدا، وأنت بالطبع تعلم مثلي تماما، أن كلمة "اعتدال" لا محل لها من الإعراب في هذا السياق، وأنت لم تستعملها إلا من أجل شيء واحد ، وهو أن تقلل من شأن حقيقة تاريخية لم تتمكن ببساطة من إنكارها. حقيقة تاريخية لا تستطيع أن تتحملها، لا سيما وهي قد تمنعك من الوصول إلى نوع من الإعتراف : هو اعتراف غير المسلمين. وبالفعل، فإنه من الصعب أن نتصور كيف يمكن الإنصات والتصفيق وإفساح المجال "لمثقف" ينتمي إلى دين أهرق كل هذه الدماء![6] وعندما أقول: "الإنصات والتصفيق وإفساح المجال"، فإنني لا أشير إلى الجمهور المسلم الذي يبدو أنك في الغالب استطعت أن "تكسبه". فخلافا للذين كشفوك (أي غير المسلمين) في تلك "القضية" الشهيرة المتعلقة بقائمة الشخصيات اليهودية، لم يلاحظ المسلمون قط أي تناقض أو أي كذبة في كلامك، بالرغم من أن الأمر ذا صلة بدينهم، والله يعلم مع ذلك أنه يحتوي الكثير منها! وينبغي الإعتراف بأنك نجحت في خداعهم...إلى حد أنهم يعتبرونك عالما! وهو ما يدل بحد ذاته على قوة خداعك! ويحرك لدي رغبة جامحة في الضحك! والنتيجة: إن إعجاب بعض الناس، كما أشرت، وتأثرهم بالإسلام الذي بلغ ديارهم على ظهور الخيل حاملا السيف، لا يكفي بحد ذاته ليدفعنا إلى فرض "الإعتدال" في هذا الشأن ! وإلاّ، فسيتوجب عليك أن تعود لقراءة الأبجدية في القاموس ! ولكي نختم هذا الحديث، إليكم بعض الفقرات نستشهد بها من كتاب المؤرخ الكبير الطبري.[7] وهي تكفي للتدليل على أن "الإعتدال" الذي تذكر لا وجود له إلا في فمك! وبالمناسبة، أذكرك أنك لا أنت ولا أتباعك تتمتعون بالاستثناء إزاء الفرض القرآني والنبوي الذي يأمرنا بحمل رسالة الإسلام إلى غير المسلمين[8]... و لأفهم جيدا... عندما أقول: حمل الرسالة، فإن ذلك لا يعني صرف الوقت في توجيه الخطب المنمقة وتحبير الكتب الجميلة التي تناقض الإسلام في معظمها! أو بالأحرى، التي تناقض الحقائق الأساسية للإسلام. ولكن سنتحدث عن هذا الموضوع عاجلا أم آجلا... إليكم فيما يلي بعض الأمثلة عن معارك تدل بوضوح على عكس ما يؤكده السيد طارق رمضان، الذي لا يكتفي بالقول إن الإسلام لم ينتشر عن طريق السيف، وإنما أيضا " من المستحيل المحاربة لغايات تتعلق بنشر الرسالة. فالنص القرآني واضح: لا إكراه في الدين. وإذا صادف أن حدث ذلك في التاريخ، فإنها لم تكن القاعدة. وبأية حال، فإن هذه الممارسات مناقضة للتعاليم الإسلامية." (المسألة رقم 6). *فتح الحيرة: قال خالد بن الوليد لقبيصة بن إياس: "أدعوكم إلى الله وإلى الإسلام، فإن أجبتم إليه فأنتم من المسلمين، لكم ما لهم وعليكم وما عليهم ؛ فإن أبيتم فالجزية، فإن أبيتم الجزية فقد أتيتكم بأقوام هم أحرص على الموت منكم على الحياة ؛ جاهدناكم حتى يحكم الله بيننا وبينكم. " * كتاب خالد إلى أهل المدائن : "من خالد بن الوليد إلى مرازية أهل فارس ؛ سلام على من اتبع الهدى. أما بعد، فالحمد لله الذي فض خدمتكم ، وسلب ملككم، ووهن كيدكم. وإنه من صلى صلاتنا ؛ واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا ؛ فذلك المسلم الذي له مالنا، وعليه ما علينا. أما بعد، فإذا جاءكم كتابي فابعثوا إلى بالرهن، واعتقدوا منى الذمة، وإلا فوالذي لا إله إلا هو لأبعثن إليكم قوماً يحبون الموت كما تحبون الحياة." * كتب خالد إلى هرمز قبل خروجه مع آزاذبه - أبي الزياذبة الذين باليمامة - وهرمز صاحب الثغر يومئذ: أما بعد، فأسلم تسلم، أو اعتقد لنفسك وقومك الذمة وأقرر بالجزية ؛ وإلا فلا تلومن إلا نفسك، فقد جئتك بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة. * وحمل القعقاع بن عمرو واستلحم حماة هرمز فأناموا ؛ وإذا خالد يماصعهم ، وانهزم أهل فارس، وركب المسلمون أكتافهم إلى الليل. * وقعة المذار: "وقتلت فارس مقتله عظيمة"(...)"حدثنا عبيد الله، قال: حدثني عمي، عن سيف، عن محمد بن عبد الله، عن أبي عثمان، قال: قتل ليلة المذار ثلاثون ألفاً سوى من غرق ولولا المياه لأتى على آخرهم ؛ ولم يفلت منهم من أفلت إلا عراة وأشباه العراة." * وقعة الولجة: "نزل خالد (...) بالولجة في صفر، فاقتتلوا بها قتالاً شديداً، حتى ظن الفريقان أن الصبر قد فرغ، واستبطأ خالد كمينه ؛ وكان قد وضع لهم كميناً في ناحيتين، بسريتي أبي رهم وسعيد بن مرة العجلي، فخرج الكمين في وجهين، فانهزمت صفوف الأعاجم وولوا، فأخذهم خالد من بين أيديهم والكمين من خلفهم، فلم ير رجل منهم مقتل صاحبه." * خبر أليس، وهي صلب الفرات: وقال خالد: "اللهم إن لك على نهرهم بدمائهم!" ثم أن الله عز وجل كشفهم للمسلمين، ومنحهم أكتافهم(...) وقد وكل بهم رجالاً يضربون أعناقهم في النهر، ففعل ذلك بهم يوماً وليلة، وطلبوهم الغد وبعد الغد ؛ حتى انتهوا إلى النهرين، ومقدار ذلك من كل جوانب أليس فضرب أعناقهم (...) وقد كان صد الماء عن النهر فأعاده، فجرى دماً عبيطاً فسمي نهر الدم لذلك الشأن إلى اليوم. * إخضاع الحيرة: وقال (خالد): "اختاروا واحدة من ثلاث: أن تدخلوا في ديننا فلكم ما لنا وعليكم ما علينا إن نهضتم وهاجرتم وإن أقمتم في دياركم، أو الجزية، أو المنابذة والمناجزة ؛ فقد والله أتيتكم بقوم هم على الموت أحرص منكم على الحياة. فقال: بل تعطيك الجزية، فقال خالد: تباً لكم، ويحكم! إن الكفر فلاة مضلة، فأحمق العرب من سلكها فلقيه دليلان: أحدهما عربي فتركه واستدل العجمي. فصالحوه على مائة ألف وتسعين ألفاً؛ وتتابعوا على ذلك." * فتح الأنبار: " أما بعد فأسلموا تسلموا ؛ وإلا فاعتقدوا مني الذمة، وأدوا الجزية، وإلا فقد جئتكم بقوم يحبون الموت، كما تحبون شرب الخمر." *وقعة عين التمر: "فلما فتحوا دفعهم إلى المسلمين فصاروا مساكاً ، وأمر خالد بعقبة وكان خفير القوم فضربت عنقه ليوئس الأسرى من الحياة، ولما رآه الأسرى مطروحاً على الجسر يئسوا من الحياة، ثم دعا بعمرو بن الصعق فضرب عنقه، وضرب أعناق أهل الحصن أجمعين. وسبى كل ما حوى حصنهم، وغنم ما فيه." *غزو دومة الجندل: "وأقبل خالد على الذين أرزوا إلى الحصن فقتلهم حتى سد بهم باب الحصن ، ودعا خالد بالجودي فضرب عنقه ؛ ودعا بالأسرى فضرب أعناقهم(...)ثم أطاف خالد بالباب ، فلم يزل عنه حتى اقتلعه ؛ واقتحموا عليهم، فقتلوا المقاتلة، وسبوا الشرخ." *معارك حصيد والخنافس والمصيخ: "فالتقوا بحصيد، فاقتتلوا، فقتل الله العجم مقتله عظيمة (...)وغنم المسلمون يوم حصيد غنائم كثيرة وأرز فلال حصيد إلى الخنافس فاجتمعوا بها." "فلما كان تلك الساعة من ليلة الموعد اتفقوا جميعاً بالمصيخ، فأغاروا على الهذيل ومن معه ومن أوى إليه؛ وهم نائمون من ثلاثة أوجه، فقتلوهم. وأفلت الهذيل في أناس قليل ؛ وامتلأ الفضاء قتلى، فما شبهوا بهم إلا غنما مصرعة." "فسبق إليه وهو في ذلك في بعض الخيل، فضرب رأسه، فإذا هو في جفنته، وأخذنا بناته وقتلنا بنيه." *معركة الفراض: "فاقتتلوا قتالاً شديداً طويلاً. ثم أن الله عز وجل هزمهم، وقال خالد للمسلمين: ألحوا عليهم ولا ترفهوا عنهم ؛ فجعل صاحب الخيل يحشر منهم الزمرة برماح أصحابه، فإذا جمعوهم قتلوهم، فقتل يوم الفراض في المعركة وفي الطلب مائة ألف." *فتح الشام: "ووافق قدوم خالد قدوم باهان، فخرج بهم باهان كالمقتدر ؛ فولى خالد قتاله، وقاتل الأمراء من بإزائهم ؛ فهزم باهان، وتتابع الروم على الهزيمة، فاقتحموا خندقهم ؛ وتيمنت الروم بباهان ؛ وفرح المسلمون بخالد وحرد المسلمون. وحرب المشركون وهم أربعون ومائتا ألف ؛ منهم ثمانون ألف مقيد، وأربعون ألفاً منهم مسلسل للموت، وأربعون ألفاً مربوطون بالعمائم." " فاقتحموا في خندقهم، فاقتحمه عليهم فعمدوا إلى الواقوصة، حتى هوى فيها المقترنون وغيرهم، فمن صبر من المقترنين للقتال هوى به من خشعت نفسه فيهوى الواحد بالعشرة لا يطيقونه ؛ كلما هوى اثنان كانت البقية أضعف ، فتهافت في الواقوصة عشرون ومائة ألف ؛ ثمانون ألف مقترن وأربعون ألف مطلق ؛ سوى من قتل في المعركة من الخيل والرجل." *حملة المثنى على الفرس: "فالتقوا ببابل، فاقتتلوا بعدوة الصراة الدنيا على الطريق الأول قتالاً شديداً.ثم إن المثنى وناساً من المسلمين اعتوروا الفيل - وقد كان يفرق بين الصفوف والكراديس - فأصابوا مقتله، فقتلوه وهزموا أهل فارس، واتبعهم المسلمون يقتلون ، حتى جازوا بهم مسالحهم." * فتح دمشق: "ثم ساروا إلى دمشق وخالد على مقدمة الناس ؛ وقد اجتمعت الروم إلى رجل منهم يقال له باهان بدمشق (...)فالتقى المسلمون والروم فيما حول دمشق، فاقتتلوا قتالاً شديداً، ثم هزم الله الروم، وأصاب منهم المسلمون، ودخلت الروم دمشق ؛ فغلقوا أبوابها وجثم المسلمون عليها فرابطوها حتى فتحت دمشق، وأعطوا الجزية." *غزوة فحل وبيسان وطبرية: "ثم نهضوا إلى الروم وهم بفحل ؛ فاقتتلوا فهزمت الروم، ودخل المسلمون فحلاً ." "وكانت العرب تسمى تلك الغزوة فحلاً وذات الردغة وبيسان." "واقتتلوا بفحل كأشد قتال اقتتلوا قط ليلتهم ويومهم إلى الليل، فأظلم الليل عليهم وقد حاروا، فانهزموا وهم حيارى(...)فكانت الهزيمة في فحل ؛ وكان مقتلهم في الرداغ، فأصيب الثمانون ألفا، لم يفلت منهم إلا الشريد." "ولما فرغ شرحبيل من وقعة فحل نهد في الناس ومعه عمرو إلى أهل بيسان، فنزلوا عليهم، وأبو الأعور والقواد معه على طبرية، وقد بلغ أفناء أهل الأردن ما لقيت دمشق، وما لقى سقلار والروم بفحل وفي الردغة، ومسير شرحبيل إليهم، معه عمرو بن العاص والحارث بن هشام وسهيل بن عمرو ؛ يريد بيسان، فحصروهم أياماً. ثم إنهم خرجوا إليهم فقاتلوهم، فأناموا من خرج إليهم، وصالحوا بقية أهلها، فقبل ذلك على صلح دمشق." * وقعة النمارق: "فالتقوا بالنمارق ؛ فهزم الله أهل فارس وأصابوا منهم ما شاءوا." *وقعة كسكر: "وعاجلهم أبو عبيد فالتقوا أسفل من كسكر بمكان يدعى السقاطية فاقتتلوا في صحارى ملس قتالا شديداً. ثم إن الله هزم فارس، وهرب نرسى، وغلب على عسكره وأرضه، وأخرب أبو عبيد ما كان حول معسكرهم من كسكر." *فتح حمص: "قالوا أثاب الله المسلمين على صبرهم أيام حمص أن زلزل بأهل حمص ؛ وذلك أن المسلمين ناهدوهم، فكبروا تكبيرة زلزلت معها الروم في المدينة، وتصدعت الحيطان، ففزعوا إلى رؤسائهم وإلى ذوى رأيهم ممن كان يدعوهم إلى المسالمة(...)فأشرفوا فنادوا: الصلح الصلح! ولا يشعرون المسلمون بما حدث فيهم، فأجابوهم وقبلوا منهم على أنصاف دورهم." *فتح قنسرين: "وسار خالد حتى نزل قنسرين، فتحصنوا منه، فقال: إنكم لو كنتم في السحاب لحملنا الله إليكم أو لأنزلكم الله إلينا. قال: فنظروا في أمرهم، وذكروا ما لقى أهل حمص ؛ فصالحوه على صلح حمص، فأبى إلا على إخراب المدينة فأخربها." *فتح قيسارية: " وسار معاوية في جنده حتى نزل على أهل قيسارية وعليهم أبنى، فهزمه وحصره في قيسارية. ثم إنهم جعلوا يزاحفونه، وجعلوا لا يزاحفونه من مرة إلا هزمهم وردهم إلى حصنهم. ثم زاحفوه آخر ذلك، وخرجوا من صياصيهم، فاقتتلوا في حفيظة واستماتة، فبلغت قتلاهم في المعركة ثمانين ألفاً، كملها في هزيمتهم مائة ألف." *معركة القادسية: "شهدت ليلة الهرير، فكان صليل الحديد فيها كصوت القيون ليلتهم حتى الصباح." "وأصبحوا ليلة القادسية ؛ وهي صبحة ليلة الهرير، وهي تسمى ليلة القادسية، من بين تلك الأيام والناس حسرى، لم يغمضوا ليلتهم كلها(...)فآثروا الصبر على الجزع ؛ فاجتمع إليه جماعة من الرؤساء وصمدوا لرستم، حتى خالطوا الذين دونه مع الصبح." - فتكلم النعمان، فقال: "إن الله رحمنا فأرسل إلينا رسولا يدلنا على الخير ويأمرنا به، ويعرفنا الشر وينهانا عنه، ووعدنا على إجابته خير الدنيا والآخرة ؛ فلم يدع إلى ذلك قبيلة إلا صاروا فرقتين؛ فرقة تقاربه، وفرقة تباعده، ولا يدخل معه في دينه إلا الخواص. فمكث بذلك ما شاء الله أن يمكث، ثم أمر أن ينبذ إلى من خالفه من العرب ؛ وبدأ بهم وفعل ؛ فدخلوا معه جميعاً على وجهين: مكروه عليه فاغتبط ؛ وطائع أتاه فازداد ؛ فعرفنا جميعاً فضل ما جاء به على الذي كما عليه من العداوة والضيق ؛ ثم أمرنا أن نبدأ بمن يلينا من الأمم فندعوهم إلى الإنصاف ، فنحن ندعوكم إلى ديننا، وهو دين حسن الحسن وقبح القبيح كله، فإن أبيتم فأمر من الشر هو أهون من آخر شر منه الجزاء ؛ فإن أبيتم فالمناجزة، فإن أجبتم إلى ديننا خلفنا فيكم كتاب الله، وأقمناكم عليه، على أن تحكموا بأحكامه، ونرجع عنكم وشأنكم وبلادكم ؛ وإن اتقيتمونا بالجزاء قبلنا ومنعناكم ؛ وإلا قاتلناكم."[9] لدى قراءة هذه المقتطفات ، نخرج بنتيجة لا مفر منها، وهي أن الجيوش المعادية لم يكن لديها خيار سوى دفع الجزية أو مواجهة قوات المسلمين ، ولا نجد هنا أي أثر هنا للإستمالة والتحبب. على أنه إذا كان السيد رمضان يشير إلى شخص بعينه، فقد يكون على حق. ولكن تعميم الحالات الخاصة للحديث عن وجود اعتدال... فهذا ما يبدو شبيها بالقول إن القول إن فلسطين محتلة من طرف إسرائيل ينبغي أن ندخل عليه الكثير من الإعتدال، لوجود فلسطينيين متفهمين ، بالرغم من أن كافة الناس تعرف أن عدد الفلسطينيين الذين يقبلون الإحتلال الإسرائيلي ضعيف جدا، حتى لا نقول منعدما! إنك تعلم أيها السيد رمضان أن هناك حقائق لا يمكن نفيها ولا إخفاؤها. وأن تكون متعاطفا مع بعض البدع والزندقة ، فهذا أمر خاص. وأما أن تحاول إخفاء حرب "عالمية" بالإدعاء أنها حرب تحبّب وصداقة بين الشعوب، فهذا أمر آخر مختلف تماما!
[1] مؤلفة كتاب : " الأخ طارق" ، منشورات غراسيه ، باريس.
[2] مجلة "الإكسبرس"، العدد 2781.
[3] كما سيتضح لدى معالجة المسألة رقم 7 في هذا الكتاب، يتهم السيد طارق رمضان الإمام الخميني باستخدام الإسلام بغرض الإحتواء. والحقيقة عكس ذلك تماما، حيث أنه هو الذي يستخدم الإسلام، لا من أجل الإحتواء، وإنما من أجل مساعيه الإعلامية. والحال أنه حتى إذا افترضنا أن الخميني أخطأ في فتواه التي شرع فيها قتل سلمان رشدي، فكيف يمكن لطارق رمضان أن يعرف هل أن الخميني أصدر تلك الفتوى بحسن نية ، أم أن ذلك كان محاولة منه للإحتواء؟ هكذا فجأة، أين وضعت "ذكاءك" و"إخلاصك" أيها السيد رمضان، عندما تتهم هذا الشيخ المسن الذي هو الخميني؟ كيف يمكنك أن تؤكد شيئا لا يعلمه إلا الله؟ فهل أنت من المطلعين على ما تكنه الصدور، حتى تعرف إن كان الخميني صادقا أم لا؟ لا مفر من الإستنتاج أنك أدنت بنفس السرعة التي أدانت بها الحكومة الفرنسية عملا يقع تقديمه بأنه معاد للسامية، دون انتظار تحقيق الشرطة. ففي الحالتين، يتعلق الأمر بالإسراع فقط للتظاهر بمظهر حسن، دون اكتراث – كالعادة – بالعدالة سواء الإلهية أو حتى الإنسانية.
[4] في كتابه المعنون " الجهاد، والعنف، والحرب والسلام في الإسلام"، نراه لا يتردد في اتهام أسامة بن لادن بخيانة الإسلام – الأمر لا يتعلق هنا البتة بعملية 11 سبتمبر/ أيلول – في حين أنه، بالنسبة للموضوع المذكور تحديدا، هو الذي يخون الإسلام. ولكن بما أن أحد الرجلين ميت والثاني من أكثر المطلوبين بحثا عنهم في الكوكب، فلا تزال هناك أيام جميلة للتشهير...
[5] فعلا، بالرغم من البراهين التاريخية، فإن عددا من علماء الدين "المسلمين" يؤكدون أن "الإسلام لم ينتشر عن طريق السيف إطلاقا"، وذلك وبخلاف السيد طارق رمضان، الذي أدرك بسرعة أنه يخاطر بإثارة التهكم لو قال نفس الشيء، ولهذا السبب نراه عوض إنكار هذه الحقيقة، يسعى إلى التقليل من أهميتها. ويذهب البعض إلى حد الزعم أن الغزوات لم تكن تهدف سوى إلى جمع الثروات. وهم بهذا الكلام يشوهون سمعة جيش كامل من المجاهدين، فقط من أجل الإيحاء بأن الإسلام ليس هو دين حرب ومحاربين. وفي النهاية، فإن الغاية هي التظاهر بمظهر من لديه امتياز لدى أصدقائهم الكبار ، من الكفار.
[6] إنها قطرة في محيط لو كان علينا أن نقارنها مع بقية النزاعات التي أصابت الإنسانية.
[7] ولد في سنة 224/839 في آمل، طبرستان. مؤرخ ومفسر للقرآن ذو صيت عالمي.
[8] كما سنرى، فإن الدعوة الإسلامية (المسلحة) لم يكن مصدرها قطاع طرق أو أصحاب بدع، كما يدعي السيد رمضان وآخرون، وإنما من تشريع النبي (ص). ولم يفعل خلفاؤه شيئا سوى احترام هذا الشرع. ولا تتم هذه الدعوة بالطريقة التي يصفها "أدعياء الخروج" (شهود يهوه ، على الطريقة الإسلامية)، أي: أنني أعيش ، وأنام، وآكل، وأشتغل لدى الكفار، وعندما يكون لدي متسع من الوقت ، أحمل متاعي على ظهري وأخرج باحثا عن الناس الضالين. بالنسبة لي، فإنني في الواقع أتساءل: من هو الأكثر ضلالا؟ أهو "المؤمن" المارق أم الكافر المارق؟! إن هذه الطريقة في نشر الدعوة الإسلامية ابتدعها ببساطة شخص يسمى محمد إلياس في بداية القرن العشرين. فلكم تبدو المسألة سهلة وخاصة خالية من الأخطار! إن هؤلاء الناس يدعون الآخرين إلى الإسلام، فيما هم أنفسهم لا يحترمون أسس الرسالة الإسلامية. والواقع أنهم يدعون الناس إلى إسلام شكلي وحسب، إسلام نهايات الزمن. وقد تنبأ بذلك النبي (ص) حين قال : " يتكلم في الناس من لم يكن يتكلم ، وينكر الحق تسعة أعشارهم ، ويذهب الإسلام فلا يبقى إلا اسمه ، ويذهب القرآن فلا يبقى إلا رسمه." ((Les signes de la fin des temps. Ed. Alif. المترجم: نص الحديث الكامل كما يلي: " في حديث عن ابن عباس رضي الله عنه قال : حج النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع، ثم أخذ بحلقة باب الكعبة فقال : يا أيها الناس ! ألا أخبركم بأشراط الساعة ؟ فقام إليه سلمان فقال : أخبرنا فداك أبي وأمي يا رسول الله ، قال : من أشراط الساعة إضاعة الصلاة والميل مع الهوى وتعظيم رب المال .فقال سلمان : ويكون هذا يا رسول الله !! قال : نعم ، والذي نفس محمد بيده ، فعند ذلك يا سلمان تكون الزكاة مَغرَماً والفيء مغنماً ويصدق الكاذب ويكذب الصادق ، ويؤتمن الخائن ويخون الأمين ويتكلم الرويبضة .قالوا : وما الرويبضة ؟ قال : يتكلم في الناس من لم يكن يتكلم ، وينكر الحق تسعة أعشارهم ، ويذهب الإسلام فلا يبقى إلا اسمه ، ويذهب القرآن فلا يبقى إلا رسمه وتُحلّى المصاحف بالذهب ، ويتسمن ذكور أمتي وتكون المشورة للإماء ، ويخطب على المنابر الصبيان وتكون المخاطبة للنساء . فعند ذلك تزخرف المساجد كما تزخرف الكنائس والبِيعُ ، وتطول المنابر وتكثر الصفوف مع قلوب متباغضة وألسن مختلفة وأهواء جمة .قال سلمان : ويكون ذلك يا رسول الله ! قال : نعم ، والذي نفسي بيده ، عند ذلك يا سلمان يكون المؤمن فيهم أذل من الأَمة يذوب قلبه في جوفه كما يذوب الملح في الماء مما يرى من المنكر فلا يستطيع أن يغيره ، ويكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء ، ويُغار على الغلمان كما يُغار على الجارية البكر . فعند ذلك يا سلمان تكون أمراء فسقة ، ووزراء فجرة ، وأمناء خونة ، يضيعون الصلاة ويتبعون الشهوات ، فإن أدركتموهم فصلّوا صلاتكم لوقتها . عند ذلك يا سلمان يجيء سبي من المشرق وسبي من المغرب جثاؤهم - أي أجسادهم - جثاء الناس ، وقلوبهم قلوب الشياطين لا يرحمون صغيراً ولا يوقرون كبيراً . عند ذلك يا سلمان يحج الناس إلى هذا البيت الحرام ويحج ملوكهم لهواً وتنزهاً ، وأغنياؤهم للتجارة ومساكينهم للمسألة وقراؤهم رياءً وسمعة .قال سلمان : ويكون ذلك يارسول الله !! قال : نعم ، والذي نفسي بيده عند ذلك يا سلمان يفشو الكذب ويظهر الكويكب له الذنب وتشارك المرأة زوجها في التجارة وتتقارب الأسواق ، قال : وما تقاربها ؟ قال : كسادها وقلة أرباحها ، عند ذلك يا سلمان يبعث الله يرحاً فيها حيّات صُفرٌ فتلتقط رؤوس العلماء لما رأوا المنكر فلم يغيروه . قال : ويكون ذلك يا رسول الله !! قال : نعم والذي نفس محمد بيده ." | |
|