[size=21]الحلقةالثالثة
وفد كسرى مع الحرس الجمهوري للفاروق حول قصره العامر
يسمي الروم والفرس عمر ملك العرب، وحق لهم أن يتصوروا ذالك لأنهم لم يعرفوا الإسلام ويعرفوا نبيه وخليفتيه أبابكر وعمر، فكانوا يظنون عمر كملوكهم يعيش في عدة قصور فارهة شاهقة تتخللها البساتين والينابيع، ويعيش فيها من الخدم والحشم والحرس ما يتناسب مع مقام أكبر ملك في العالم عمرالفاروق!
عمر لم يُعرف عنه في الجاهلية غير القوة والبطش، وكان بضعة أصفار على الشمال، ثم صار أمّة بمفرده وأسطورة أذهلت العالم حتى اليوم، وذالك عندما شرح صدره للإسلام ورباه رسول الله صلى الله عليه وسلم تربية نبوية محمدية، فأصبح عمر رجلاآخر، وزعيما وقائدا عظيما...
[center]وصار قمة العدل والشورى والرحمة والعزة والهيبةوالورع والوقار..
أرسل كسرى سبعة من حاشيته المقربين الى زيارة عاصمةالإسلام وملكهم عمر بن الخطاب حيث كان يظن أنها مملكة .. وأمرهم أن ينظروا كيف يعيش وكيف يتعامل مع شعبه فدخلوا المدينة بالفعل وأرشدوهم إلى المسجد فسألوا أين قصرأمير المؤمنين فضحك الصحابة من سؤالهم هذا وأخذهم أحد الصحابة وقال لهم أترون؟ إن بيت الطين هذا هو بيت أمير المؤمنين عمر ، وعليه شعر ماعز وضعه لكي لا يسقط المطر فينهدم البيت على رأس عمر وأهل عمر!! … نظر الرسل بعضهم الى بعض وقد ظنوا أن هذا البيت ربما كان أشبه بالمنتجع الصيفي أو الشتوي لأحد فقراءالمدينة المنورة!! أو مكانا ليقضي فيه بعض الوقت هو وأهله فقالوا:
بل نريد قصر الإمارة!! فقال لهم الصحابي الذي رافقهم:
هاذا هو قصر الحكم والإمارة!! ..
فطرقوا الباب غير مصدقين،ففتح لهم عبد الله بن عمر بن الخطاب فسألوه عن أبيه.. فقال ربما كان في نخل المدينة .. فخرج معهم عبد الله حتى وصلوا إلى هناك فقال لهم:
أترون هذا الرجل النائم هناك؟ إنه عمر بن الخطاب!! وقد كان المشهد الذى رآه وفد كسرى مشهد رجل نائم على ظهره يغط في نوم عميق على الأرض، يده اليسرى تحت رأسه وسادة، ويده اليمنى على عينيه تحميه من حرارةالشمس ..،كان في نوم عميق، نوم رجل آمن أعياه التعب كل يوم وليل لقضاء حاجات الناس، فكان يطوف على بيوت الأنصار والمهاجرين وممن قطنوا المدينة واستقراوا فيها مستشعرا عظم المسؤولية والأمانة التي يحملها..
نظر وفد كسرى بعضهم إلى بعض!! يتساءلون بينهم، ما هذا الذي نراه؟أين الحرس الكسروي والقيصري، أين كسرى وقيصر وملوك الأرض ليروا ملك العرب نائماوحده من غير حرس ولا حشم ولا عبيد وجنوده على الثغور يدكون معاقل فارس والروم؟
فقالوا قولتهم الخالدة:
حكمت فعدلت فأمنت فنمت
00000 و راع صاحب كسرى أن رأى عمرَ = بين الرعية عطلا و هو راعيها
و عهده بملوك الفرس أن لها = سورا من الجند و الأحراس يحميها
رآه مستغرقا في نومه فرأى = فيه الجلالة في أسمى معانيها
فوق الثرى تحت ظل الدوح مشتملا = ببردة كاد طول العهد يبليها
فهان في عينه ما كان يكبره = من الأكاسر والدنيا بأيديها
و قال قولةحق أصبحت مثلا = و أصبح الجيل بعد الجيل يرويها
أمنت لما أقمت العدل بينهم = فنمت نوم قرير العين هانيها
[/size][/center]