موضوع: بم سبقتنى إلى الجنة ؟ الأحد يونيو 13, 2010 2:43 pm
بلال بن رَباح
[size=25]هو بلال بن رَباح الحبشي، يُكنى: أبا عبد الكريم، وقيل: أبا عبد الله، وهو مولى أبي بكر الصّدِّيق.أسلم ـ رضي الله عنه ـ قديما، فكان أمية بن خلف يعذّبه، ويتابع عليه العذاب، فأعتقه أبو بكر ـ رضي الله عنه. عن عبد الله بن مسعود قال: كان أولَ مَنْ أظهر إسلامه: رسولُ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبو بكر وعمَّار وأُمّه سُميّة وصهيب وبلال والمِقداد؛ فأما رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فمنعه الله بعمه أبي طالب، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدراع الحديد وصهروهم في الشمس، فما منهم إنسان إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلالٌ؛ فإنه هانت عليه نفسُه في الله ـ عز وجل ـ وهانَ على قومه فأعطَوْه الوِلْدان، فأخذوا يطوفون به شعاب مكة، وهو يقول أحد أحد. [رواه الإمام أحمد].وكان بلال ـ رضي الله عنه ـ يؤذن لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حياته سَفَرًا وحَضَرًا، وهو [size=21]أول مَنْ أَذَّنَ له في الإسـلام.[/size]
أعماله: شهد بلال بدرًا وأحُدًا والمشاهدَ كلها مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم استأذن أمير المؤمنين عمر في أن يخرج إلى الشام ليجاهد، وقال: سمعت رسول الله يقول: "يا بلال، ليس عمل أفضل من الجهاد في سبيل الله"، وأذَّن لعمر بن الخطاب مرةً واحدةً لما دخل الشام ليتسلم بيت المقدس، فبكى وأبكى الناس.
مواقفه: عن عبد الله بن بُرَيدة قال: سمعتُ أبي بريدة يقول: أصبح النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فدعا بلالاً، فقال: يا بلال، بمسبقْتَني إلى الجنة؟ ما دخلتُ الجنة قط إلا سمعت خشخشتَك (أي صوت نعليك وأنت تمشي) أمامي، إني دخلت البارحة الجنة فسمعت خشخشتك.. قال: ما أحدثْتُ إلا توضأت وصليت ركعتين. فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: بهذا". أخرجه أحمد في مسنده.ورأى بلالٌ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد وفاته في المنام وهو يقول: "ما هذه الجَفْوة يا بلال؟ ما آنَ لك أن تزورَنا"؟ فانتبه حزينًا، فركب إلى المدينة فأتى قبرَ النبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ وجعل يبكي عنده ويتمرغ عليه، فأقبل الحسن والحسين فجعل يقبّلهما ويضمّهما، فقالا له: نشتهي أن تؤذّن في السَّحَر، فعلا سطح المسجد، فلما قال: "الله أكبر، الله أكبر" ارتجّت المدينة، فلما قال: "أشهد أن لا إله إلا الله" زادت رجَّتها، فلما قال: "أشهد أن محمدًا رسول الله" خرج النساء من خدورهن، فما رُئِيَ يوم أكثرَ باكيًا وباكية من ذلك اليوم.وقد مات بلال بدمشق ـ وقيل بحلب ـ سنة عشرين، وقيل: سنة ثماني عشرة، وهو ابن بضع وستين سنة.وقال علي بن عبد الرحمن: مات بلال بحَلَب ودفن على باب الأربعين. وجاء في الإصابة: قال ابن بُكَيْر: مات في طاعون عَمَوَاسَ.