بسم الله الرحمن الرحيم
المقــدمـــــــــــة :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى اله الطيبين وأزواجه المطهرين وصحابته الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. لقد قمت بكتابة هذا البحث بعد قراءة وتمعن في المذكرة الخاصة بمقرر ردود حول الشبهات عن الإسلام وقد قمت بتلخيصها بنفسي والله على ما أقول شهيد.
أما بعد : من المعروف أن هناك شبهات كثيرة أحاطت بالإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم ولكننا في هذا البحث سنتطرق إلى ردود حول شبهات النصارى عن الإسلام في المسائل العشر الآتية : إصابة الرسول بالسحر _ حد الردة عن الإسلام _ أن الجنة في الإسلام هي الزواج وشرب الخمر فقط _ أن الدين الإسلامي دين عنف وإرهاب _ زواج الرسول من عائشة رضي الله عنها وهي صغيرة _ تعظيم الرسول وتقبيله الحجر الأسود _ أن النساء ناقصات عقل ودين _ أخذ السبايا وملك اليمين _ الجزية في الإسلام .
أولاً: إصابة الرسول صلى الله عليه وسلم بالسحر:
إن الله سبحانه ابتلى رسله عليهم الصلاة والسلام بأنواع من البلاء , ومن الابتلاء الذي أوذي به الرسول عليه الصلاة والسلام هو ما أصابه من السحر ,( فقد روى البخاري في صحيحه عائشة رضي الله عنها أن رجلا من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم سحر رسول الله حتى كان رسول الله يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله ) ,إلا أن هناك بعض العلماء أنكروا هذا الحديث وردوه ردا منكرا بدعوى انه مناقض لكتاب الله الذي برأ الرسول من السحر , أمثال الجصاص وأبو بكر الأصم والشيخ جمال الدين القاسمي , وقد أجاب كثير من العلماء عن هذه الشبهة وبينوا زيفها بالاتي: أولا: من المعلوم أن رسولنا الكريم بشر فيجوز أن يصيبه ما يصيب البشر من الأوجاع والأمراض وتعدي الخلق عليه وظلمهم إياه كسائر البشر إلي أمثال ذلك مما يتعلق ببعض أمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها فإنه عليه الصلاة والسلام لم يعصم من هذه الأمور. ثانيا: أما دعواهم أن السحر من عمل الشيطان لا سلطان له على عباد الله لأن الله يقول (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان) فنقول أن المراد من هذه الآية أي في الإغواء والإضلال فالسلطان المثبت للشيطان هو سلطان إضلاله لهم بتزينه للشر والباطل وإفساد إيمانهم ,ولا شك أن إصابة الشيطان للعبد الصالح في بدنه لا ينفيه القرآن. ثالثا: نريد أن نسأل هؤلاء سؤالا: إذا كنتم تعتقدون أن ما أصاب النبي محمد على أيدي اليهود من السحر هو قدح وطعن في نبوته فهل هذا يعني أنكم استقطتم أنبياء كتابكم المقدس الذي نص على أنهم عصاة زناة كفار؟. رابعا: أن في قصة سحر النبي عليه الصلاة والسلام الكثير من أدلة نبوته طبقا كالأتي:
كيف عرف النبي عليه الصلاة والسلام أن من سحره هو لبيد بن الأعصم وأن السحر موجود في مكان كذا وكذا لو لم يكن نبيا؟ , لقد فك الرسول الكريم السحر بقراءة المعوذتين وهذا دليل على أن المعوذتين كلام الله عز وجل وأن محمد نبي موحى إليه , هذه القصة دليل على كذب المستشرقين عندما قالوا إن السنة النبوية قد وضعها أصحاب النبي ليثبتوا أنه نبي وأنه كامل في صفاته .
ثانياً: حد الردة عن الإسلام :
ينكر النصارى حد الردة في الإسلام وهو أن من ارتد عن الملة الإسلامية يقتل ,والجواب أولا: أن كان هذا الأمر طعنا فإنه يقع على كتاب النصارى المقدس بأشنع وجه وأليكم بعض الأدلة: جاء في سفر الخوارج قول الرب (من يقرب ذبائح لآلهة غير الرب وحده يبد) , ورد في سفر التثنية قول الرب (إذا ارتكب بينكم رجل أو امرأة مقيم في إحدى مدنكم التي يورثكم إياها الرب إلهكم , الشر في عيني الرب متعديا عهده , فغوى وعبد آلهة أخرى وسجد لها أو للشمس أو للقمر أو لأي من كواكب السماء مما حظرته عليكم , وشاع خبره فسمعتم به وتحققتم بعد فحص دقيق أن ذلك البرجس اقترف في إسرائيل , فأخرجوا ذلك الرجل أو تلك المرأة الذي ارتكب ذلك الإثم إلى خارج المدينة , وارجموه بالحجارة حتى يموت ) وهذا التشددات لا يوجد في القران الكريم فالعجب من المنصرين أن الكتاب المقدس لا يلحقه عيب بهذه التشددات وأن الإسلام يكون معيبا!! , ثانيا: إن الإسلام يقرر حرية اختيار الدين فالإسلام لا يكره أحدا على أن يعتنق أي دين ,فيقول تعالى (لا إكراه في الدين) والغاية أن الإسلام لا يقبل الشرك ولا يقبل عبادة غير الله تعالى وهذا من صلب حقيقة الإسلام , ومع ذلك يقبل النصارى واليهود ذلك ولا يقاتلونهم ,كما أن الإسلام لا يبيح الخروج لمن دخل في دين الله لا يكلف أحدا أن يجهر بنصره الإسلام ولكنه لا يقبل أن يخذل الإسلام , وهذا الذي يرتد عن الإسلام مجاهرة فهو بذلك يعلن الحرب على الإسلام , فالإسلام لا يقبل أن يكون الدين ألعوبة يدخل فيه اليوم ويخرج منه غدا على طريقة بعض اليهود الذين قالوا (امنوا بالذي أنزل على الذين امنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون) ,والردة في عن الإسلام ليست مجرد موقف عقلي بل هي أيضا تغير للولاء وتبديل للهوية وتحويل للانتماء ,وقد قال جمهور من الفقهاء بوجوب استتابة المرتد قبل تنفيذ العقوبة والمقصود من الاستتابة هو إعطاؤه فرصة ليراجع نفسه عسى أن تزول عنه هذه الشبهة ويرجع إلى عقله.
ثالثاً: أن الجنة في الإسلام هي الزواج وشرب الخمر فقط :
إن في قول المنصرين عن العقيدة الإسلامية في مفهوم النعيم في الجنة بأنه نعيم بالخمر والنساء فهو اعتقاد قاصر وغير صحيح , فإن نعيم الجنة ليس نعيما جسديا حسيا فقط بل هو أيضا نعيم قلبي بالطمأنينة ورضا الله سبحانه وتعالى , بل إن أعظم نعيم في الجنة هو رؤية الخالق عز وجل , فإن رؤية الله تنسي أهل الجنة ما كانوا عليه من ألوان النعيم , بل إن ما ذكروه في أن دخول الجنة يتحقق بترك حرمات معينة ليفوز الإنسان بها الإنسان في الآخرة هو أيضا خطأ كبير , فالإسلام دين يأمر بالعمل لا بالترك فقط فلا تتحقق النجاة إلا بفعل المأمورات وليس بترك المنهيات فقط , فهو قيام بالواجبات وانتهاء عن المحرمات , وأيضا ليس كل نعيم في الجنة محرم في الدنيا فالزواج مثلا مباح هنا وهو نعيم هناك وهكذا , بل إن المحرمات في الدنيا تصبح من المبيحات في الآخرة إذا كانت من نعيم الجنة كالخمر فقد حرمه الله تعالى في الدنيا وأباحه في الآخرة ( لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون ) , وكذلك فإن هنالك من المحرمات التي لا يجازى على تركها في الدنيا بإعطاء نظيرها في الآخرة سواء ذلك من الطعام أو الشراب أو الأفعال أو الأقوال , فالسم مثلا لا يكون نعيما في الآخرة مع حرمته في الدنيا وكذا اللواط ونكاح المحارم واللواط وغير ذلك لا تباح في الآخرة مع حظرها في الدنيا , إن كل ما في الجنة من سررها وفرشها وأكوابها مخالف لما في الدنيا من صنعة العباد. ومن الأمثلة على بيان حسية الجنة وإقامة الحجة على النصارى هو ما ورد على لسان المسيح عليه السلام بشرب الخمر في ملكوت الله أي الجنة : مرقس ( الحق أقول لكم أني لا أشرب بعد نتاج الكرمة إلى ذلك اليوم حينما اشربه جديدا في ملكوت الله ) فالمسيح وعد تلاميذه بأنه سيشرب الخمر معهم في ملكوت الله الجديد وهذا الملكوت الجديد حسب ما يعتقده المسيحيين سيحقق بعد أن يدين الله العالم ويحاسبهم في يوم القيامة. أيضا ما ورد في أنجيل متى قول المسيح في الاتكاء والالتقاء مع الأنبياء ( وأقول لكم أن كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع إبراهيم وإسحاق ويعقوب في ملكوت السماوات ) , فهل بعد كل هذا سيستمر المنصرون بدعوة أن جنتهم جنة روحية فقط؟؟.
رابعاً: أن الدين الإسلامي دين عنف وإرهاب :
إن أعداء الإسلام يدعون أن الدين الإسلامي دين عنف وإرهاب ونجد بعضهم يقولون بهذا مستغلين جهل الناس بما في الكتاب المقدس من نصوص لا يمكن أن يتخيلها عقل لما فيها من قسوة قتل ودماء وإرهاب وشق بطون الحوامل وقتل للأطفال وللشيوخ حتى الحيوانات لم تسلم في الكتاب المقدس , وفيما يلي استعراض لبعض نصوص القتل والعنف والإرهاب في كتاب اليهود والنصارى.
الرب يأمر بقتل النساء والأطفال والشيوخ والبهائم في الكتاب المقدس:
نسب كاتب سفر حزقيال للرب قوله: (واعبروا في المدينة خلفه واقتلوا ,لا تترأف عيونكم ولا تعفوا ,أهلكوا الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء ,ولكن لا تقربوا من أي إنسان عليه السمة وابتدئوا من قدسي , فابتدوأوا يهلكون الرجال والشيوخ الموجودين أمام الهيكل ,وقال لهم: نجسوا الهيكل واملئوا ساحاته بالقتلى ثم اخرجوا ,فاندفعوا إلى المدينة وشرعوا يقتلون) , فالكتاب المقدس هو الكتاب الوحيد على وجه الأرض الذي يأمر بقتل الأطفال.
الكتاب المقدس هو الكتاب الوحيد الذي يأمر بشق بطون الحوامل:
سفر هوشع يقول الرب: (تجازى السامرة لأنها تمردت على إلهها بالسيف يسقطون ,تحطم أطفالهم والحوامل تشق).
الرب يأمر بالسلب والنهب والقتل والاستبعاد على صفحات الكتاب المقدس:
جاء في سفر التثنية قول الرب: (حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعاها إلى الصالح ,فإن إجابتك إلى الصالح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستبعد لك ,وإن لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها ,وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف. وأما النساء والأطفال والبهائم وكل مل في المدينة كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب ألهك ,هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا).
إله الكتاب المقدس هو نار آكلة !
قال بولس في رسالته إلى العبرانيين ( لأن إلهنا نارا آكلة )
إله الكتاب المقدس هو إله النقمات !
جاء في مزمور : ( يا إله النقمات : يا رب يا إله النقمات ).
خامساً: الرسول الكريم من عائشة رضي الله عنها وهي صغيرة:
كثير من الحاقدين على الإسلام يحاولون أن يثيروا الشبهات في زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها والجواب على هذا في عدة أوجه:
أولا: نقول لهؤلاء الحاقدين إذا كنتم تعيبون النبي محمد عليه الصلاة والسلام أنه تزوج من عائشة وهي صغيرة , فما رأيكم في أنبياء كتابكم المقدس الذي وصفهم بأنهم زناة ومجرمين كداود وحاشاه , وسارق كيعقوب وحاشاه ,وعباد أوثان كسليمان وحاشاه الخ.
إنه من العجيب إنكارهم على رسول الله زواجه الشرعي من السيدة عائشة رضي الله عنها وهم يقبلون في كتابهم المقدس أن الأنبياء يمارسون زنى المحارم كالنبي لوط علبه السلام وزوجة أوريا وأنهم أهل خمر كالنبي نوح والنبي لوط عليه السلام , وكذلك أنهم عبدة أوثان كالنبي سليمان عليه السلام الذي عبد الأوثان لإرضاء زوجاته الوثنيات.
ثانيا: إن زواج الرسول الكريم من السيدة عائشة كان أصلا باقتراح من خوله بنت حكيم على الرسول لتوكيد الصلة مع من أحب الناس إليه سيدنا أبي بكر الصديق
ثالثا: أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت قبل ذلك مخطوبة لجبير بن المطعم بن عدي فهي ناضجة من حيث الأنوثة مكتملة بدليل خطبتها قبل حديث خوله
رابعا: أن قريش التي كانت تتربص بالرسول صلى الله عليه وسلم الدوائر لتأليب الناس عليه من فجوة أو هفوة أو زلة لم تدهش حين أعلن نبا المصاهرة بين أعز صاحبين وأوفى صديقين بل استقبلته كما تستقبل أي أمر طبيعي.
خامسا: أن السيدة عائشة رضي الله عنها لم تكن أول صبية تزف في تلك البيئة إلى رجل في سن أبيها ولن تكون كذلك الأخيرة , فإنه عليه الصلاة والسلام لم يتزوج السيدة عائشة من أجل المتعة وإنما كان ذلك لتوكيد الصلة مع أحب الرجال إليه عن طريق المصاهرة خاصة بعد تحمل أعباء الرسالة التي أصبحت حملا كبيرا على كاهله , ولو كان رسول الله يريد الاستمتاع بالنساء لأستغل ذلك عندما كان في شبابه حيث لا أعباء رسالة ولا أثقالها ولا شيخوخة, كذلك عندما تزوج بخديجة وهو في سن الخامسة والعشرون أما هي فكانت في سن الأربعين وعندما توفيت بقي بعدها طويلا بلا زواج , كذلك زواجه بسوده بنت زمعة العامرية جبرا لخاطرها أنسا لوحشتها بعد وفاة زوجها.
كل ذلك يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان عنده أهداف من الزواج إنسانية وتشريعية وإسلامية ونحو ذلك.
سادساً: تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم وتقبيله الحجر الأسود:
في أنه لماذا كان رسول الله يعظم ويقبل الحجر الأسود , والجواب على هذا :
أولا: أن سيدنا موسى والأنبياء عليهم السلام كانوا يكرمون تابوت العهد ويبخرونه كما جاء في العهد القديم أما النصارى فكانوا يقبلون صور وتماثيل المسيح والعذراء ومنهم من يسجد لهذه الصور والتماثيل كي ينالوا البركة ومنهم من يقول أن الصور والأحجار لا تضر ولا تنفع وإكرامها عائد لله تعالىثانيا: أن سيدنا عمر رضي الله عنه لما قبل الحجر الأسود قال ( إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك )
وهذا دليل أن تقبيله أمر تعبدي وأن النفع والضرر بيد الله وحده عز وجل , فقد كان ذلك في عهد عبادة الأصنام وقد خشي عمر بن الخطاب أن يظن الجهال أن استلام الحجر هو مثل ما كانت العرب تفعله .
ثالثا: لقد جاءت بعض الأحاديث الواردة في فضل الحجر الأسود وأنه من الجنة فهو ليس كباقي الأحجار الأخرى ومن هذه الأحاديث: ( روى البيقهي في صحيح الجامع أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: لولا ما مس الحجر من انجاس الجاهلية ما مسه ذو عاهة إلا شفي وما على الأرض شيء من الجنة غيره ).
رابعا: ماذا تقول أيها النصراني فيما ورد في كتابك المقدس في سفر التكوين من أن نبي الله يعقوب كان في طريقه إلى حاران وشاهد رؤية السلم العجيب وبعد أن أفاق أخذ الحجر عمودا هناك وعاد إلى زيارة ذلك الحجر بعد عشرين عاما وأطلق أسم مصفاة , وأصبحت هذه المصفاة مكانا للعبادة والمجالس العامة في تاريخ شعب إسرائيل.
سابعاً: النساء ناقصات عقل ودين:
يرد الشيخ محمد الشعراوي رحمه الله عن هذه الشبهة فيقول أن العقل من العقال بمعنى أن تمسك الشيء وتربطه , فالعقل يعني أن تمنع نوازعك من الانفلات ولا تعمل إلا بالمطلوب , فقد جاء العقل لعرض الآراء واختيار الرأي الأفضل , وآفة اختيار الآراء الهوى والعاطفة والمرأة تتميز بهذه العاطفة لأنها معرضه لحمل الجنين واحتضان الوليد , فالملكة المسيطرة على المرأة هي العاطفة , ولأن عاطفة المرأة أقوى من الرجل فهي تحكم على الأشياء من خلال عاطفتها , إذن فالعقل هو الذي يحكم الهوى والعاطفة وبذلك فالنساء ناقصات عقل فنجد أن العاطفة تكون دائما عن الأم والعقل عند الأب وأكبر دليل على عاطفة الأم هو تحملها لمتاعب الحمل والولادة تربية الأولاد وتعليمهم إلى غير ذلك. أما ناقصات دين فهذا يعني أن المرأة تعفى من أشياء لا يعفى عنها الرجل , فالمرأة تعفى من الصلاة في فترات شهريه أما الرجل فلا يعفى من الصلاة , أيضا في أثناء شهر رمضان المرأة تعفى من الصيام في عدة أيام من الشهر بعكس الرجل الذي لا يعفى من الصيام , كذلك فالرجل لا يعفى من الجهاد والجماعة وصلاة الجمعة .. وبهذا فإن مطلوبات المرأة الدينية أقل من الرجل وهذا تقدير من الله عز وجل للمرأة لمهمتها وطبيعتها. قال تعالى (للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن) فعندما نقول أن المرأة غير صائمة لعذر شرعي فإن ذلك ليس ذما فيها وإنما لأن المشرع طلب عدم صيامها فهو ليس ذم لها ولكنه وصف لطبيعتها.
ثامناً: السبايا وملك اليمين :
من المعروف عند النصارى أنه من المسموح عندهم أخذ السبايا وملك اليمين , فيقول نصراني هل يسمح الله بأخذ السبايا وملك اليمن والجواب عندهم هو نعم ,والدليل قول الرب في سفر التثنية : (إذا ذهبتم لمحاربة أعدائكم وأظفركم الرب بهم وسبيتم منهم سبيا وشاهد أحدكم بين الأسرى امرأة جميلة الصورة فأولع بها وتزوجها فحين يدخلها إلى بيته يدعها تحلق رأسها وتقلم أظافرها ثم ينزع ثياب سبيها عنها ويتركها في بيته شهرا من الزمان تندب أباها وأمها ثم بعد ذلك يعاشرها وتكون له زوجه ,فإن لم ترقه بعد ذلك فليطلقها لتذهب حيث تشاء ,لا يبيعها أو يستعبدها لأنه قد أذلها ) وهناك نص آخر يأمر فيه الرب المحاربين بالتمتع بالنساء الآتي يأخذن كغنائم من الحرب (وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة من أسلاب فاغنموها لأنفسكم وتمتعوا بغنائمكم التي وهبها الرب إلهكم لكم) ,وقد نرى في بعض الأحيان أن الله يجعل السبي كعقوبة لمن يكفر بالله ويشرك به (ستعصف الريح بكل رعاتك ويذهب محبوك إلى السبي عندئذ يعتريك الخزي والعار لأجل كل شرك) ,وهناك سؤال يُسأل لماذا ذكر كثيرا لفظ (الله عليما حكيما) (وكان الله على كل شي قدير) في القرآن الكريم؟؟ الجواب هو أن المقصود بهذان اللفظان هو اتصاف الله تعالى بالعلم والحكمة وكمال القدرة على وجه الاستمرار والدوام ,فلفظ (وكان الله عليما حكيما) أي لم يزل على ذلك من العلم والحكمة. وهناك أيضا (كان) أيضا في كلام العرب ومثال على ذلك قول الملتمس: (إذا الجبار صعر خده وكنا أقمنا له من ميله فتقوما) وغيرها من الأمثلة كثير ,فهذا الشاعر أنما يخبر عن حالته المستمرة وليس غرضه الإخبار عما مضى ,وهناك جواب آخر لدى الشيخ عطية صقر وهو: أنه أن وصف الله نفسه لا يأت دائما مقرونا ب(كان) مثل (إن الله على كل شيء قدير) ومن اللازم علينا الانتباه إلى أن الله منزه من عنصر الزمن فلا نقول أن الله كان حكيما والآن انقطعت عنه هذه الصفة , فالله تعالى دائما وأبدا عليم حكيم غفور رحيم.
تاسعـاً: الجزيـــــة في الإســـلام :
سأل نصراني عن حكم الجزية في الإسلام؟ الجواب هو أنه لم تكن الجزية مشروعة في الإسلام فقط بل كانت أيضا عن الكنعانيين والدليل في نص سفر يشوع: (فلم يطردوا الكنعانيين الساكنين في جازر ,فسكن الكنعانيين في وسط افرايم إلى هذا اليوم وكانوا عبيدا تحت الجزية) ,وقد ورد في كتابهم المقدس أن نبي الله سليمان عليه السلام كان متسلطا على جميع الممالك التي كانت تقدم له الجزية فيقول النصفكانت هذه الممالك تقدم له الجزية وتخضع له كل أيام حياته) , لقد كانت الجزية من الشرائع المذكورة في التوراة والمسيح عليه السلام والدليل قول بولس في رسالة رومية (فأعطوا الجميع حقوقهم ,الجزية لمن له جزية ,الجباية لمن له الجباية والخوف لمن له الخوف والإكرام لمن له الإكرام). إن الجزية في الإسلام هي ضريبة مالية تفرض على غير المسلمين الذين اجتمعت فيهم الصفات التالية: لا يؤمنون بالله واليوم الآخر إيمانا صحيحا ,لا يحرمون ما حرم الله ورسوله فلا يتبعون شرعه في تحريم المحرمات ,لا يدينون بالدين الصحيح. فهؤلاء تجب محاربتهم حتى يسلموا بأن يبذلوا الجزية حتى تقبل منهم بعدها يصبحوا في حماية الإسلام ,الجزية تسقط عن الصبي منهم والمرأة والمجنون والأعمى والمريض والشيخ الكبير والفقير ونحوها , وقد أجمع العلماء أن الجزية توضع على الرجال الأحرار البالغين وهم الذين يقاتلون دون النساء والذرية والعبيد والمجانين المغلوبين على عقولهم والشيخ الفاني ,يقول تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتسقطوا إليهم إن الله يحب المسقطين إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون). عاشراً: الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريــم :
النسخ في اللغة هو الإزالة والمحو ,ثم تطورت هذه الدلالة فأصبح النسخ يطلق على الكتابة ,والنساخ هم جماعه من محترفين الكتابة كانوا ينسخون كتب العلماء ,والنسخ في هو وقف العمل بحكم أفاده نص شرعي سابق من القران أو السنة ,وإحلال حكم أخر محله أفاده نص شرعي أخر اللاحق من الكتاب و السنة لحكمه قصدها الشرع مع صحة العمل بحكم النص السابق قبل ورود النص اللاحق. وبالنسبة للنسخ و وروده في القران يقولون أن القران ليس وحيا من عند الله فيقولون: (القران وحده من دون سائر الكتب الدينية يتميز بوجود الناسخ والمنسوخ فيه مع أن كلام الله فيه لا يجوز فيه الناسخ والمنسوخ ,لأن الناسخ والمنسوخ في كلام الله هو ضد صدقه وعلمه ,فالإنسان القصير النظر هو الذي يضع القوانين ويغيرها ويبدلها بحسب ما يبدو له من أحوال وظروف) ,فنرد على هذا الافتراء بـ: نحن لا ننكر أن في القران نسخا فنسخ موجود بندرة في آيات القرآن,إما جمهور الفقهاء فيقرونه بلا حرج فقد خصصوا للنسخ فصولا في مؤلفاتهم , أما ما ذكرتموه من آيات القرآن ساخرين من مبدأ الناسخ والمنسوخ في فسمعوا الآيات التي ذكرتموها في جداول المنسوخ والناسخ وهى قسمان: الأول ما فيه نسخ , والثاني لا ناسخ فيه ولا منسوخ فيه.
*القسم الأول: ما فيه نسخ:
(واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوا في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا) فهذه نسخ فعلاً والمنسوخ هو حكم الحبس في البيوت للزانيات حتى يمتن أو يجعل الله لهن حكما آخر ,أما النساخ في قوله: (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحده منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله) وذلك في تبين حكم الزاني والزانية.
*القسم الثاني: لا ناسخ فيه ولا منسوخ فيه:
وهناك نموذجان مما حسبوه نسخاً , فالنموذج الأول: (لا إكراه في الدين قد تبين من الغي) ,(قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا اليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) فقد زعموا أن هاتين الآيتين تناسخاً , فإحدى الآيتين تمنع الإكراه في الدين والأخرى تأمر بالقتال والإكراه في الدين وهذا خطأ فاحش لأن قوله تعالى (لا إكراه في الدين) سلوك دائم إلى يوم القيامة ,والآية الثانية لم تنسخ هذا المبدأ الإسلامي العظيم. أما النموذج الثاني: (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما) ,(إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه) والآيتان لا ناسخ ولا منسوخ فيهما ,بل إن الآية الثانية هي توكيد للأولى ,فهنا ننظر أن هناك تدرج في للوصول إلى تحريم الخمر وهذه هي حقيقة النسخ وحكمته التشريعية
الخــاتمــــــــــــــة:
أرجوا من الله أنني قد وفقت بكتابة هذا البحث وبتبسيط وتوصيل المعنى الجوهري حول ردود الشبهات عن الإسلام , وأنكم قد استفدتم كما استفدت أنا شخصيا بمعرفة شبهات الإسلام وكيفية الرد عليها بأسلوب واضح ومباشر, وبأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وشكرا لكم.