[center][center]بسم الله الرحمن الرحيم
رسالتي هذه التي أقدمها على صغر حجمها قد وضعت النقاط على الحروف وما هي الا تأمل في التطابق بين الفطر المستقيمه مع العقول السليمه والتصادق مع الشريعه القويمه فعنوان هذه الرساله (حقوق دعت اليها الفطره وقررتها الشريعه ) اتطرق فيها الى بيان البراهين الداله على توافق الفطره مع العقل مع الشرع .
الحمد للّه رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، وأشهد أن
محمدا عبده ورسوله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد :
فإن من محاسن شريعة الله تعالى مراعاة العدل وإعطاء كل ذي حق حقه من غير غلو ولاتقصير. فقد أمر الله بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربي، وبالعدل بعثت الرسلوأنزلت الكتب وقامت أمور الدنيا والآخرة.
ولا يتم ذلك إلا بمعرفة الحقوق حتي تعطي أهلها، فالحقوق ليقوم العبد بما علم منها بقدر المستطاع، وهي تتخلص فيمايأتي:
حقوق الله تعالى
حقوق النبي ـ صلى الله عليه وسلم
حقوق الوالدين
حقوق الأولاد
حقوق الأقارب
حقوق الزوجين
حقوق الولاة والرعية
حقوق الجيران
حقوق المسلمين عمومًا
حقوق غير المسلمين
الحق الأول: حق الله تعالى
هذا الحق أحق الحقوق وأوجبها وأعظمها؛ لأنه حق الله تعالى الخالقالعظيم المالك المدبر لجميع الأمور،حق الملك الحق المبين الحي القيوم الذي قامت بهالسماوات والأرض، خلق كل شيء فقدره تقديرا بحكمة بالغة، حق الله الذي أوجدك منالعدم ولم تكن شيئا مذكورا، حق الله الذي رباك بالنعم وأنت في بطن أمك في ظلماتثلاث لا يستطيع أحد من المخلوقين أن يوصل إليك غذاءك ومقومات نموك وحياتك، أدر لكالثديين، وهداك النجدين، وسخر لك الأبوين، أمدك وأعدك.. أمدك بالنعم والعقلوالفهم، وأعدك بقبول ذلك والانتفاع به: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْمِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَوَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}الحق الثاني: حق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
وهذا الحق هو اعظم حقوق المخلوقين، فلا حق لمخلوق أعظم من حق رسولالله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال الله تعالى:{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَشَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِوَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الفتح:8-9] الآية.
ولذلك يجب تقديم محبة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على محبة جميعالناس حتى على النفس والولد والوالد. قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:(لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبإليه من ولده ووالده والناس أجمعين)[أخرجه البخاري كتاب الإيمانباب حب الرسول صلى الله عليه وسلم من الإيمان (15) ومسلم كتاب الإيمان باب وجوبمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من الأهل والولد والناسأجمعين....(44)].
الحق الثالث: حقوقالوالدين
لا ينكر أحد فضل الوالدين على أولادهما، فالوالدان سبب وجود الولدوله عليهم حق كبير فقد ربياه صغيرا وتعبا من أجل راحته وسهرا من أجل منامه، تحملكأمك في بطنها وتعيش على حساب غذائها وصحتها لمده تسعة أشهر غالبا، كما أشار اللهإلى ذلك: {أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْن} [لقمان: منالآية14] الآية. ثم بعد ذلك حضانة ورضاع لمدة سنتين مع التعب والعناء والصعوبة
الحق الرابع: حق الأولاد
الأولاد تشمل البنين والبنات وحقوق الأولاد كثيرة من أهمها التربيةوهي: تنمية الدين والأخلاق في نفوسهم حتى يكونوا على جانب كبير من ذلك، قال اللهتعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَاالنَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم:6] الآية.
الحق الخامس: حقوق الأقارب
للقريب الذي يتصل بك في القرابة كالأخ والعم والخال وأولادهم وكل منينتمي إليك بصلة فله حق هذه القرابة بحسب قربه، قال تعالى: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَىحَقَّهُ} [الإسراء: من الآية26]. الآية وقال: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاتُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِيالْقُرْبَى} [النساء: من الآية36]
الحق السادس: حق الزوجين
للزواج آثار هامة، ومقتضيات كبيرة فهو رابطة بين الزوج وزوجته، يلزمكل واحد منهما بحقوق للآخر: حقوق بدنية، وحقوق اجتماعية، وحقوق مالية.
الحق السابع: حقوق الولاة على الرعية
الولاة: هم الذين يتولون أمور المسلمين، سواء كانت الولاية عامةكالرئيس الأعلى في الدولة أو ولاية خاصة على إدارة معينة أو عمل معين، وكل هؤلاءلهم حق يجب القيام به على رعيتهم، ولرعيتهم حق عليهم كذلك
الحق الثامن: حق الجيران
الجار هو: القريب منك في المنزل وله حق كبير عليك فإن كان قريبامنك في النسب وهو مسلم فله ثلاثة حقوق: حق الجوار وحق القرابة وحق الإسلام، وإنكان مسلما وليس بقريب في النسب فله حقان، حق الجوار وحق الإسلام، وكذلك إن كانقريبا وليس بمسلم فله حقان: حق الجوار وحق القرابة، وأن كان بعيدا غير مسلم فلهحق واحد حق الجوار قال تعالى: (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَىوَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ)[النساء: من الآية36] الآية.
الحق التاسع: حقوق المسلمين عمومًا
وهذه الحقوق كثيرة جدا: ومنها ما ثبت في الصحيح أن النبي ـ صلىالله عليه وسلم ـ قال: (حقالمسلم على ست: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فاجبه، وإذا استنصحك فأنصح له،وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه) [أخرجه مسلم كتاب السلام باب من حق المسلم للمسلم رد السلام (2162) (5)وأخرجه البخاري بلفظ قريب وفيه (خمس) بدل ست كتاب الجنائز باب الأمر باتباعالجنائز (1240).]
الحق العاشر: حق غير المسلمين
غير المسلمين ويشمل جميع الكافرين وهم أصناف أربعة: حربيونومستأمِنون ـ بكسر الميم ـ ومعاهدون وذميون.
فأما الحربيون فليس لهم علينا حق الحماية في الوقت والمكان المحددينلتأمينهم لقول الله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىيَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ}[التوبة:6] الآية. [/center]
[/center]