sokaty Admin
عدد الرسائل : 5121 تاريخ التسجيل : 06/04/2007
| موضوع: شرح لحديث القضاء والقدر للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله السبت يوليو 17, 2010 11:41 pm | |
| هذا شرح لحديث القضاء والقدر للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله
يرد فيه على إشكال مسألة القدر عند بعض الناس :
][`~*¤!||!¤*~`] [*][`~*¤!||!¤*~`][
لما حدث النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه :
( بأنه ما من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار )
قالوا : يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل .
قال :
( اعملوا فكل ميسر لما خلق له ، أما من كان أهل السعادة فييسر
لعمل أهل السعادة ، وأما من كان من أهل الشقاوة فييسر لعمل
أهل الشقاوة )
ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى * وأما من بخل
واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى "
فأمرهم النبي صلى الله عليه وسل بالعمل ولم يجوز لهم الاتكال على المكتوب
لأن المكتوب من أهل الجنة لا يكون منهم إلا إذا عمل بعملهم .
والعمل باستطاعة المرء ، لأنه يعرف من نفسه أن الله أعطاه اختيارا للعمل
وقدرة عليه بهما يفعل إن شاء أو يترك .
فها هو الإنسان يهم بالسفر مثلا فيسافر ، ويهم بالإقامة فيقيم
وهاهو يرى الحريق فيفر منه ، ويرى الشئ المحبوب إليه فيتقدم نحوه .
فالطاعات والمعاصي كذلك يفعلها المرء باختياره ويدعها باختياره .
والذي يرد على مسألة القدر عند بعض الناس إشكالان :
أحدهما :
أن الإنسان يرى أنه يفعل الشئ باختياره ويتركه باختياره بدون أن يحس
بإجباره له على الفعل أو الترك ، فكيف يتفق ذلك مع الإيمان بأن كل شئ
بقضاء الله وقدره ؟
والجواب على ذلك :
أننا إذا تأملنا فعل العبد وحركته وجدناه ناتجا عن أمرين ..
إرادة " أي اختيار للشيء "
وقدرة
ولولا هذان الأمران لم يوجد فعل .
والإرادة والقدرة كلتاهما من خلق الله سبحانه
لأن الإرادة من القوة العقلية
والقدرة من القوة الجسمية
ولو شاء الله لسلب الإنسان العقل فأصبح لا إرادة له
أو سلبه القدرة ، فأصبح العمل مستحيلا عليه .
فإذا عزم الإنسان على العمل ونفذه علمنا يقينا أن الله قد أراده وقدره
وإلا لصرف همته عنه أو أوجد مانعا يحول بينه وبين القدرة على تنفيذه.
وقد قيل لأعرابي :
بم عرفت الله ؟
فقال بنقض العزائم وصرف الهمم .
الثاني :
الذي يأتي في مسألة القدر عن بعض الناس
أن الإنسان يعذب على فعل المعاصي ، فكيف يعذب عليها وهي مكتوبة عليه ؟ !
ولا يمكن أن يتخلص من الأمر المكتوب عليه .
والجواب على ذلك أن نقول :
إذا قلت هذا فقل أيضا :
إن الإنسان يثاب على فعل الطاعات ، فكيف يثاب عليها وهي مكتوبة عليه ؟
ولا يمكن أن يتخلص من الأمر المكتوب عليه
وليس من العدل أن تجعل القدر حجة في جانب المعاصي
ولا تجعله حجة في جانب الطاعات .
وجواب ثان :
إن الله أبطل هذه الحجة في القرآن وجعلها من القول بلا علم فقال تعالى :
" سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباءنا ولا حرمنا من شيء
كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه
لنا إن تتبعون إلا الظن وإن كنتم إلا تخرصون "
فبين الله أن هؤلاء المحتجين بالقدر على شركهم كان لهم سلف كذبوا كتكذيبهم
واستمروا عليه حتى ذاقوا بأس الله ..
ولو كانت حجتهم صحيحة ما أذاقهم الله بأسه ، ثم أمر الله نبيه ان يتحداهم
بإقامة البرهان على صحة حجتهم ، وبين انه لا حجة لهم في ذلك .
وجواب ثالث :
أن نقول :
إن القدر سر مكتوم لا يعلمه إلا الله حتى يقع ، فمن أين للعاصي العلم بأن الله
كتب عليه المعصية حتى يقدم عليها ؟
أفليس من الممكن أن يكون قد كتبت له الطاعة
فلماذا لا يجعل بدل إقدامه على المعصية أن يقدم على الطاعة ويقول :
إن الله قد كتب لي أن أطيع .
وجواب رابع :
إن الله قد فضل الإنسان بما أعطاه من عقل وفهم وأنزل عليه الكتب وأرسل
إليه الرسل وبين له النافع من الضار وأعطاه إرادة وقدرة يستطيع بهما
أن يسلك إحدي الطريقين .
فلماذا يختار هذا العاصي الطريق الضارة على الطريق النافعة ؟
أليس هذا العاصي لو اراد سفرا إلى بلد وكان له طريقان أحدهما سهل وآمن
والآخر صعب ومخوف ، فإنه بالتأكيد سوف يسلك الطريق السهل الامن
ولن يسلك الصعب المخوف بحجة أن الله كتب عليه ذلك ..
بل لو سلكه واحتج بأن الله كتب عليه لعد الناس ذلك سفها وجنونا
فهكذا أيضا طريق الخير وطريق الشرسواء بسواء
فليسلك الإنسان طريق الخير ولا يخدعن نفسه بسلوك طريق الشر بحجة
أن الله كتبه عليه .
ونحن نرى كل إنسان قادر على كسب المعيشة نراه يضرب كل طريق
لتحصيلها ولا يجلس في بيته ويدع الكسب احتجاجا بالقدر .
إذن فما الفرق بين السعي للدنيا والسعي في طاعة الله ؟
لماذا تجعل القدر حجة لك على ترك الطاعة ، ولا تجعله حجة لك على ترك
العمل للدنيا .
إن الأمر من الوضوح بمكان ولكن الهوى يعمي ويصم | |
|