زرقة السماء ظاهرة ضوئية

إن ضوء النهار نعمة من أنعم الله ، حيث تحمل الأشعة الشمسية الخير العميم لأهل الأرض . وينشأ ضوء النهار نتيجة لتشتت ضوء الشمس عند مروره خلال الغلاف الجوى للأرض بواسطة جزئيات الهواء والعوالق الجوية من أدخنة وأتربة وأبخرة ورمال عالقة ... إلخ . ولقد أكتشف العلماء أن تشتت الضوء يتناسب عامة مع معكوس الطول الموجى للأشعة الشمسية الداخلة إلى الأرض ، بمعنى أن الضوء الأزرق يتشتت بمعدل أكبر من الضوء الأصفر والأخير يتشتت بمعدل أكبر من الضوء الأحمر .

هذا يعنى أن الموجات الضوئية القصيرة ( البنفسجية والنيلية والزرقاء ) تتبعثر بمعدلات تفوق الموجات الصفراء والحمراء . ولهذا السبب تصبح السماء زرقاء الأديم خلال الجزء الأكبر من النهار ، فيما عدا وقتى الشروق والغروب حيث يشاهد الشفق الأحمر صباحا ومساءاً وذلك نتيجة لمرور الأشعة الشمسية بطبقات الغلاف الجوى الملوثة القريبة الأفق ، الأمر الذى يزيد من تشتت الموجات الضوئية ولا يصلنا من الشمس إلى الموجات الحمراء ، فيبدو لذلك قرص الشمس وأديم السماء حوله مائلا إلى الحمرة .

إن الزائر لمركز سوزان مبارك الاستكشافى للعلوم لا يفوته زيارة مبنى القبة السماوية ليتعرف على منظر السماء وما عليها من أجرام سماوية كما نشاهدها فى الطبيعة من مواقع جغرافية مختلفة .

يتغير منظر السماء حولنا من لحظة إلى أخرى خلال اليوم ، بسبب دوران الأرض حول محورها القطبى من الغرب إلى الشرق خلال اليوم ، فتبدو القبة السماوية وما عليها من الأجرام السماوية فى حركة ظاهرية يومية من الشرق إلى الغرب ، أى فى اتجاه معاكس لدوران الأرض حول محورها ، تماما كما يحدث لراكب القطار أو السيارة عندما ينظر إلى الأشياء حوله. وينشأ عن الحركة الظاهرية اليومية للشمس تعاقب الليل والنهار فتشرق الشمس صباحا وترتفع رويدا رويدا حتى تبلغ كبد السماء ظهرا ، ثم تنحدر ناحية الغرب إلى أن تتواري تحت الأفق الغربى. وتبدأ السماء بعد ذلك فى الإظلام وتتكشف النجوم تدريجيا .