إن موسى عليه السلام ذكر صفتين كاشفتين للشيطان، قال: (إنه عدو مضل مبين)،
الصفة الأساسية -وصف الذات- بالنسبة للشيطان أنه عدو،
فماذا ينتظر من العدو؟ أينتظر منه إيصال الخير؟!
فأما أنه مضلٌ فواضح ,,, أما أنه مبين فهذا من أعجب ما يكون،
قد أفهمه ويفهم أولو الألباب أن المرء يزل إذا كانت عداوة العدو خفية، أما إذا كانت العداوة بينة ظاهرة غاية الظهور ومع ذلك يزل المرء! فهذا شيء عجيب.
إن الله عز وجل قال لآدم عليه السلام ولحواء: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ [الأعراف:22] وأظن أن العداوة مادامت بينة فمن السهل أن تكشف، فالشيطان له طريقة الخداع والمكر حتى يخفي هذه العداوة البينة الظاهرة،
فهو يجر المرء ويستزله خطوة خطوة،
وقد حذرنا الله تبارك وتعالى من اتباع خطوات الشيطان في أربعة مواضع من كتابه:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالًا طَيِّبًا وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ [البقرة:168] بعد النهي عن اتباع خطوات الشيطان يذكر العداوة البينة حتى لا يلتبس عليك.
إذاً طريقة الشيطان الجر، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ بالله من الشيطان وشَرَكه، من أن ينصب له شَرَكاً -فخاً- وكل شر وضع في الأرض فالشيطان خلف هذا الشر، فعداوته بينة.
تلخيص عداوة الشيطان:
تكمن عداوته في شباكه التي ينصبها، ومصائده التي يقيمها لأولاد آدم (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ)
فالذي يعبد الشيطان يأتمر بأمره، فكل من حاد عن حكم الرحمن عز وجل فهو تبع للشيطان،
_________________ قال صلي الله عليه وسلم : " إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها : بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم "أخرجه النسائي
ليس الفلسطينيون وحدهم هم المعنيون بقضية الأقصى؛ و إن الدماء التي تسيل بغزارة في أرض فلسطين لهي أغلى عند الله من بيته الحرام
عن عبدالله بن عمر أنه قال:رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة، ويقول:مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ! مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ! وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ حُرْمَةً مِنْكِ؛ مَالِهِ وَدَمِهِ، وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلاَّ خَيْرًا"