karakeb
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

karakeb


 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بريق الجمان...(4)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
sokaty
Admin
sokaty


عدد الرسائل : 5121
تاريخ التسجيل : 06/04/2007

بريق الجمان...(4)  Empty
مُساهمةموضوع: بريق الجمان...(4)    بريق الجمان...(4)  Icon_minitimeالإثنين يوليو 19, 2010 1:59 am

القضاء في اللغة ياتي بمعان منها الفصل والحكم واصله القطع والفصل وقضاء الشىء هو احكامه وامضاؤه والفراغ منه فيكون بمعنى الخلق اما القدر لغة فهو القضاء والحكم ومبلغ الشىء , والتقدير هو التروية والتفكر في تسوية الامر . القضاء والقدر اصطلاحا هو ماسبق به العلم وجرى به القلم مما هو كائن الى الابد وانه عز وجل قدر في الازل مقادير الخلائق ومايكون من الاشياء قبل ان تكون وعلم سبحانه انها ستقع في اوقات معلومه عنده تعالى وعلى صفات مخصوصة فهي تقع على حسب ماقدرها او يقال في تعرفيه شرعا هو تقدير الله تعالى الاشياء في القدم وعلمه سبحانه انها تقع في اوقات معلومة عنده وعلى صفات مخصوصة وكتابته سبحانه لذلك ومشيئته له ووقوعها على حسب ماقدرها وخلقه لها , حيث للعلماء في التفرقه بين القضاء والقدر اقوال , الاول : القضاء هو العلم السابق الذي حكم الله تعالى به في الازل , والقدر هو وقوع الخلق على وزن المقضي السابق , والثاني: عكس القول السابق فالقدر هو الحكم السابق والقضاء هو الخلق وبناء على القول الثاني يكون القضاء من الله تعالى اخص من القدر لانه الفصل بين التقديرين فالقدر هو التقدير والقضاء هو الفصل والقطع على انه عند اطلاق احدهما يشمل الاخر وهذا يوحي بانه لافرق بينهما في الاصطلاح وهذا هو الراجح اما من حيث من هو اقرب القولين الي الصحه ان القضاء هو وقوع الخلق على وزن المقضي السابق والقدر هو العلم السابق الذي حكم الله تعالى به في الازل وهو القول الذي تؤيده بعض النصوص من كتاب الله تعالى فتكون العلاقه بين القضاء والقدر ان للقضاء والقدر امران متلازمان لا ينفك احدهما عن الاخر لان احدهما بمنزلة الاساس وهو القدر والاخر من منزلة البناء وهو القضاء . يقوم الإيمان بالقضاء والقدر على اربعة اركان هي الاول: الإيمان بعلم الله تعالى الشامل المحيط والثاني: الإيمان بان الله تعالى كتب في اللوح المحفوظ كل شي والثالث: الإيمان بمشيئة الله تعالى الشامله وقدرته النافذة والرابع: الإيمان بان الله خلق كل شىء حيث من اقر بها جميعا فان ايمانه يكون مكتملا ومن انتقص واحدا منها او اكثر فقد اختل ايمانه بالقضاء والقدر .
الإيمان بعلم الله تعالى الشامل المحيط هو علم الله تعالى المحيط بكل شىء يعلم ماكان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون ويعلم الموجود والمعدوم والممكن والمستحيل وهو عالم بالعباد واجالهم وارزاقهم واحوالهم وحركاتهم وسكناتهم وشقاوتهم وسعادتهم ومنهم من اهل الجنة ومنهم من اهل النار , عالم بكل ذلك قبل ان يخلقهم ويخلق السماوات والارض اما المرا بالايمان بان الله تعالى كتب في اللوح المحفوظ كل شىء هو ان الله تعالى كتب في اللوح المحفوظ كل شىء وكان اسم اللوح الحفوظ الذي كتب الله تعالى مقادير الخلائق حيث سماه سبحانه بالكتاب وبالكتاب المبين وبالامام المبين وبام الكتاب وبالكتاب المسطور واما المراد بالايمان بمشيئة الله تعالى الشاملة وقدرته النافذة هو الإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانه لا حركة ولا سكون في السماوات ولا في الارض الا بمشيئته فلا يكون في ملكه الا ما يريد واما المراد بالايمان بان الله تعالى خلق كل شيء فهو الذي خلق الخلق وكونهم واوجدهم فهو الخالق وما سواه مخلوق مربوب .
الغلاة القدريه هم الذين انكروا العلم والكتابة فهم يقولون ان الامر انف أي لم يسبق الله تعالى فيه علم واما بقية الطوائف فهم مقرون بهاتين المرتبتين حيث نشأ الغلاة القدرية في اواخر عهد الصحابة وتبرأ منهم من ادركهم من الصحابة . المعتزلة الذين ينكرون ان تكون مشيئة الله تعالى لها تعلق بافعال العباد وطاعتهم ومعاصيهم ويزعمون انه تعالى لا يخلق افعال العباد وانما العباد هم الخالقون لافعالهم اما الاقرال في مسألة المشيئة والخلق اربعة فالقول الاول: ان العباد مجبورون على اعمالهم لا قدرة لهم ولا ارادة ولا اختيار والله تعالى وحده هو خالق افعال العباد واعمالهم انما تنسب اليهم مجازا وحركتهم واختيارهم كورق الشجر تحركه الرياح وكحركة الشمس والقمر والافلاك وهذا مذهب الجبرية واشهر فرقهم الجهمية والقول الثاني: ان افعال العباد ليست مخلوقة لله تعالى وانما العباد هم الخالقون لها ولهم ارادة وقدرة مستقلة عن ارادة الله تعالى وقدرته فافعالهم لا فاعل لها ولا محدث سواهم ومن قال ان الله تعالى خالقها ومحدثها فهو مخطىء عندهم وهذا قول المعتزلة والقول الثالث: قول بعض المتكلمين وقد وافقوا اهل السنة على ان الله تعالى خالق افعال العباد خلافا للمعتزلة كما وافقوا اهل السنة على اثبات القدرة للعبد خلافا للجبرية ولكنهم مع اعترافهم بذلك كله قالوا انه ليس لقدرتهم تاثير فيها وهي كسب للعباد وعلى ذلك الكسب يترتب الثواب والعقاب والقول الرابع: قول اهل السنة والجماعة وهو الاقرار بالمراتب الاربعة للقضاء والقدر الثابتة بنصوص الكتاب والسنة وهي العلم والكتابة والمشيئة والخلق وافعال العباد داخل في المرتبة الرابعة ولذلك فهم يقولون فيها ان الله تعالى خلق افعال العباد كلها والعباد فاعلون حقيقة ولهم قدرة حقيقية على اعمالهم ولهم ارادة ولكنها خاضعة لمشيئة الله تعالى الكونية فلا تخرج عنها فالله تعالى خالقهم وخالق قدرتهم وارادتهم , حيث المراتب الاربعة شاملة لما يكون من الله تعالى نفسه ولما يكون من العباد فكل ما يقوم به العباد من اقوال او افعال او تروك فهي معلومة لله تعالى مكتوبة عنده والله تعالى قد شاءها وخلقها ولكننا مع ذلك نؤمن بان الله تعالى جعل للعبد اختيارا وقدرة بهما يكون الفعل .
الدليل على ان فعل العبد باختياره وقدرته امور فالاول: ان الله تعالى اثبت للعبد اتيانا بمشيئته واعدادا بارادته والثاني: توجيه الامر والنهي الى العبد ولو لم يكن له اختيار وقدرة لكان توجيه ذلك اليه من التكليف لما لا يطاق وهو امر تأباه حكمة الله تعالى ورحمته وخبره الصادق والثالث: مدح المحسن على احسانه وذم المسيء على اساءته اثابة كل منهما بما يستحق ولولا ان الفعل يقع بارادة الفعل واختياره : لكان مدح المحسن عبثا وعقوبة المسيء ظلما والله تعالى منزه عن العبث والظلم والرابع: ان الله تعالى ارسل الرسل ولولا ان فعل العبد يقع بارادته واختياره :ما بطلت حجته بارسال الرسل والخامس: ان كل فاعل يحس انه يفعل الشيء او يتركه بدون اي شعور باكراه فهو يقوم ويقعد ويدخل ويخرج ويسافر ويقيم بمحض ارادته ولا يشعر بان احدا يكرهه على ذلك بل يفرق تفريقا واقعيا بين ان يفعل الشيء باختياره وبين ان يكرهه علىه مكره وكذلك فرق الشرع بينهما تفريقا حكيما فلم يؤاخذ الفاعل بما فعله مكرها عليه فيما يتعلق بحق الله تعالى . لا يجوز الاحتجاج بالقضاء والقدر على المعاصي لانه لاحجة للعبد العاصي في القضاء والقدر لان العاصي يقدم على المعصية باختياره من غير ان يعلم ان الله قضاها وقدرها عليه اذ لا يعلم احد قضاء الله وقدره الا بعد وقوع مقدوره فكيف يصح الاحتجاج بحجة لا يعلمها المحتج بها حين اقدامه على ما اعتذر بها عنه حيث يقال للعاصي المحتج بالقضاء و القدر لماذا لم تقدم على الطاعة مقدرا ان الله تعالى قد كتبها لك فانه لافرق بينها وبين المعصية في الجهل بالمقضي والمقدور قبل صدور الفعل منك ويقال له اذا كان القضاء والقدر حجة للعبد فهو حجة لجميع الناس فانهم كلهم مشتركون في القضاء والقدر فحينئذ يلزم ان لا ينكر على من يظلمه ويشتمه ويأخذ ماله ويفسد حريمه ويضرب عنقه ويهلك الحرث والنسل وهؤلاء جميعا كذابون متناقضون فان احدهم لايزال يذم هذا ويبغض هذا ويخالف هذا حتى ان الذي ينكر عليهم قد يبغضونه ويعادونه وينكرون عليه فان كان القضاء والقدر حجة لمن فعل المحرمات وترك الواجبات لزمهم ان لا يذموا احدا ولا يبغضوا احدا ولا يقولون في احد انه ظالم ولو فعل ما فعل ومعلوم ام هذا لا يمكن احدا فعله ولو فعل الناس هذا لهلك العالم فتبين ان قول المحتج بالقضاء والقدر فاسد في العقل كما انه كفر في الشرع وعند الاستقراء تجد ان المحتجين بالقضاء والقدر يحتجون به في ترك حق ربهم تبارك وتعالى ومخالفة امره لا في ترك مايرون حقا لهم ولا مخالفة امرهم , حيث يسوغ الاحتجاج بالقضاء والقدر عند المصائب التي تحل بالانسان كالفقر والمرض وفقد القريب وهذا من تمام الرضا بالله تعالى ربا فالاحتجاج يكون على المصائب على على المعائب فالسعيد يستغفر من العائب ويصبرعلى المصائب والشقي يجزع عند المصائب ويحتج بالقدر على المعائب .
ادم عليه السلام لم يحتج بالقدر على الذنب كما يظن ذلك بعض الطوائف وموسى لم يلم ادم على الذنب لانه يعلم ان ادم استغفر ربه وتاب فاجتباه ربه وتاب عليه وهداه والتائب من الذنب كمن لا ذنب له ولو ان موسى لام ادم على الذنب لاجابه انني اذنبت فتبت فتاب الله علي ولقال له انت يا موسى قتلت نفسا والقيت الالواح الى غير ذلك وانما احتج موسى بالمصيبة فحجة ادم بالقضاء والقدر فأما الايمان بالقضاء والقدر يثمر فوائد عظيمة وثمرات جليلة منها:الاعتماد على الله تعالى عند فعل الاسباب لان السبب والمسبب كلاهما بقضاء الله وقدره وكذلك راحة النفس وطمانينة القلب لانه متى علم العبد ان ذلك بقضاء الله تعالى وان الكروه كائن لا محاله,ارتاحت النفس واطمان القلب ورضيه بقضاء الرب وقدره فلا احد اطيب عيشا واهدا نفسا واقوى طمانينة ممن امن بالقدر وكذلك طرد الاعجاب عند حصول المراد لان حصول ذلك نعمة من الله تعالى بما قضاه وقدره من اسباب الخير والنجاح فيشكر الله تعالى على ذلك ويدع الاعجاب وكذلك طرد القلق والضجر عند فوات المراد او حصول المكروه لان ذالك بقضاء الله تعالى وقدره الذي له ملك السماوات والارض وهو كائن لا محاله ويصبر على ذلك ويحتسب الاجر وكذلك الدعوه الى العمل والنشاط والسعي بما يرضى الله تعالى في هذه الحياة وكذلك تحفيز المؤمن لكي يعمل ويقدم على عظائم الامور بثبات وعزم ويقين.الجواب عن دعوى ان الايمان بالقضاء والقدر يدعو الى الكسل والتواكل في حياة المسلمين,مما روجه ويروجه الملحدون فهم يقولون ان عقيدة القضاء والقدر تدعو الانسان الى التعلل بالمكتوب فيكسل ولا يقوم بالواجب الملقى عليه وهذا من الجهل في عقيدة القضاء والقدر وذلك حين فهموا ان معنى القضاء والقدر هو التسليم لما يقضيه ويقدره الله تعالى بالقعود عن تغيير ما اصاب الانسان من فقر او جهل او مرض بحجة ان كل ذلك مقدر من عند الله فلا ينبغي مقاومته وانما يجب الاستسلام له فقط وكذلك حين فهموا انه لا حاجة الى الكد والعمل في طلب الرزق محتجين بان الرزق سياتي صاحبه ولا ضرورة للنشاط والحركة فاذا وجد في المسلمين من يفهم هذا الفهم المنحرف في باب القضاء والقدر والاخذ بالاسباب فليس عيبا في الاسلام ونما هم عيب بالمسلمين الذين يفهمون هذا الفهم لان الكتاب والسنة مملوءان بالاوامر والتوجيهات للانسان انا يعمل الصالحات ويطلب الرزق ويعمر الكون.المؤمنون مامورون بالاخذ بالاسباب مع التوكل على الله والايمان بان الاسباب لا تعطي النتائج الا باذن الله لان الله هو الذي خلق الاسباب والنتائج ويحرم على المسلم ترك الاخذ بالاسباب ولا لو ترك الانسان السعي في طلب الرزق كان آثما مع ان الارزاق بيد الله فالاعتماد على الاسباب في التوحيد ومحو الاسباب ان تكون اسباب نقص في العقل والاعراض عن الاسباب المامور بها قحد في الشرع فعل العبد انا يكون قلبه معتمدا على الله لا على سبب من الاسباب والله ييسر له من الاسباب ما يصلحه في الدنيا والآخرة. النقض لغة هو ضد الابرام وهو افساد ما ابرمته من العقد او البناء او العهد اما التعرف الاصطلاحي لنواقض الايمان هو انها اعتقادات او اقوال او افعال تزيل الايمان وتقطعه بالكلية وبعبارة اخرى هي الامور التي اذا وجدت عند العبد خرج من دين الله بالكلية واصبح بسببها كافر او مرتد عند دين الاسلام واما نواقض الايمان فهي كثيرة وتجتمع في الشرك الاكبر والكفر الاكبر والنفاق الاكبر الاعتقادي حيث يورد الفقهاء نواقض الايمان في باب الردة باعتبارها تنقض الايمان حيث يعرف الفقهاء الردة بتعريفات عديدة منها قطع الاسلام بنية او قول او فعل سواء قاله استهزاء او عنادا او اعتقادا . منقصات الايمان هي الامور التي تنافي كمال التوحيد والايمان ولا تنافيه بالكلية فاذا وجدت عند المسلم قدحت في ايمانه ونقصته ولم يخرج من دين الاسلام وهي المعاصي التي لا تصل الى درجة الشرك او الكفر او النفاق الاكبر وعلى رأسها وسائل الشرك الاكبر والشرك والكفر والنفاق الاصغر والبدعه .الناس في نواقض الايمان ثلاثة اقسام طرفان ووسط الاول: الذين يغالون في التكفير والحكم على الناس بالكفر ويكفرون الناس من غير روية او فقه او معرفة جيدة للاسلام وهذا مبدأ الخوارج والطرف الثاني: المرجئة الذين يقولون الايمان بالقلب ولم يدخلوا فيه العمل ويقولون لا يضر مع الايمان معصية ولا ينفع مع الكفر طاعة واخذوا بنصوص الوعد التي فيها وعد الله تعالى بالمغفرة والرحمة والطرف الثالث: اهل السنة والجماعة وهم وسط بين المذهبين مذهب الخوارج و المرجئة وهم يجمعون بين النصوص ويقولون ان الكفر والشرك في القران والسنه ينقسمان الي قسمين اكبر واصغر والذنوب التي دون الكفر والشرك لا يكفر صاحبها فالكفر والشرك الاكبر يخرجان من الملة والشرك والكفر الاصغر لا يخرجان من الملة خلافا للخوارج ولكنهما ينقصان الايمان خلافا للمرجئة و اهل السنة والجماعة وسط جمعوا بين نصوص الوعد والوعيد و جمعوا بين الخوف و الرجاء فلم يأخذوا الرجاء فقط كما اخذته المرجئة ولم يأخذوا الخوف فقط كما اخذته الخوارج . سبب انحراف الخواج انهم يأخذون النصوص التي تدل بظاهرها على الكفر او الشرك يأخذونها على ظاهرها دون ان يجمعوا بينها وبين النصوص الاخرى التي تفسرها وتوضحها فليس عندهم كفر ولا شرك اصغر بل الكفر والشرك عندهم شيء واحد وهو الخروج من الدين . من عبد الله بالخوف فقط فهو خارجي ومن عبد الله بالرجاء فقط فهو مرجىء ومن عبد الله بالحب فقط فهو من منحرفي الزهاد ومن عبد الله بالخوف والرجاء والحب والرغبة فهو موحد سني .لمعرفة نواقض الايمان اهمية كبرى حتى يحافظ الانسان على ايمانه ولا يعرضه للنواقض التي تناقض اصله او لما يناقض كماله حتى يكون مع اهل السنة والجماعة . ان اعظم ماجاء به الرسول من عند الله واول ما امر الله تعالى به هو عبادة الله وحده لا شريكه له واخلاص الدين له وحده وهذا تعظيم الرب بالتوحيد واخلاص العبادة له وهذا قبل الامر بالصلاة والزكاة والصيام والحج وغير ذلك من شعائر الاسلام . الشرك في اللغة يدل على المقارنة التي هي ضد الانفراد وهو ان يكون الشيء بين اثنين لا ينفرد به احدهما واما تعريف الشرك اصطلاحا هو ان يتخذ العبد لله تعالى ندا يسويه به في ربوبيته او اولوهيته او اسمائه و صفاته .فالشرك اعظم ذنب عصي الله تعالى به فهو اكبر الكبائر واعظم الظلم لان الشرك صرف خالص حق الله تعالى وهو العبادة لغيره او وصف احد من خلقه بشيء من صفاته التي اختص بها , رتب الشرع على الشرك عليه اثار وعقوبات عظيمة اهمها: ان الله تعالى لا يغفره اذا مات صاحبه ولم يتب منه هذا مع انه سبحانه كتب على نفسه الرحمة ان صاحبه خارج من ملة الاسلام ان الله تعالى لا يقبل من المشرك عملا وما عمله من اعمال سابقة تكون هباء منثورا ان دخول الجنة عليه حرام وهو مخلد في نار الجحيم.للشرك قسمين شرك اكبر وشرك اصغر.و ضابط الشرك الاكبر ان يتخذ العبد لله ندا يحبه كمحبته او يرجوه او يخافه او يدعوه او يصرف له نوعا من العبادة الظاهرة او الباطنة وهذا شرك مخرج من دائرة الاسلام وملته وصاحبه متوعد اشد الوعيد ان اصر عليه ولقي الله به واما الشرك الاصغر انه كل وسيلة يتوسل بها ويتوصل من طريقها الى الشرك بشرط ان لا يبلغ ذلك مرتبة العبادة وهو غير مخرج من الملة ويخاف على صاحبه اذ هو تحت مشيئة الله تعالى كسائر الذنوب والمعاصي والكبائر.للشرك الاكبر ثلاثة اقسام رئيسة هي القسم الاول: الشرك في الربوبية والقسم الثاني: الشرك في الالوهية والقسم الثالث:الشرك في الاسماء والصفات.الشرك في الربوبية هو ان يجعل لغير الله تعالى معه نصيبا من الملك او التدبير او الخلق او الرزق الاستقلالي.صور الشرك في الربوبية :شرك النصارى الذين يقولون: الله ثالث ثلاثة وشرك المجوس القائلين باسناد حوادث الخير الى النور وهو عندهم الاله المحمود وحوادث الشر الى الظلمة وهو عندهم الاله المذموم وشرك القدرية الذين يزعمون ان الانسان يخلق افعاله وشرك كثير ممن يعبدون القبور الذين يعتقدون ان ارواح الاموات تتصرف بعد الموت فتقضي الحاجات وتفرج الكربات و الاستسقاء بالنجوم وذلك باعتقاد انها مصدر السقيا وانها تنزل الغيث بدون مشيئة الله واعظم من ذلك ان يعتقد انها تتصرف في الكون بالخلق او الرزق او الاحياء فهذا كله من الشرك الاكبر .والشرك في الالوهيه هو اعتقاد ان غير الله تعالى يستحق ان يعبد او صرف شيء من العبادة لغيره.للشرك في الالوهية ثلاثة انواع هي النوع الاول: اعتقاد شريك الله تعالى فب الالوهية وان غير الله يستحق العبادة مع الله او يستحق ان يصرف له اي نوع من انواع العبادة والنوع الثاني: صرف شيء من العبادات المحضة بانواعها القلبيه,والقولية والعملية والمالية لغير الله والنوع الثالث:الشرك في الحكم . اما صور الشرك بصرف شيء من العبادة لغير الله لها صور كثيرة يمكن حصرها في الامرين الاتيين الامر الاول: الشرك في دعاء المسألة والامر الثاني:الشرك في دعاء العبادة.دعاء المسألة هو ان يطلب العبد من ربه جلب مرغوب او دفع مرهوب ويدخل في دعاء المسألة الاستعانة و الاستعاذة والاستغاثة والاستجارة. دعاء العبادة هو عبادة الله تعالى بانواع العبادات القلبية والقولية والفعلية كالمحبة والرجاء والصلاة والصيام والذبح وقراءة القران وذكر الله وغيرها.سميت العبادات القلبية والقولية والفعلية دعاء باعتبار ان العابد لله بهذه العبادات طالب وسائل الله تعالى في المعنى لانه انما فعل هذه العبادات رجاء لثوابه وخوفا من عقابه وان لم يكن في ذلك صيغة سؤال وطلب فهو داع لله بلسان حاله لا بلسان مقاله,حيث ان الذي يدخل في الشرك في دعاء العبادة هو شرك النية والارادة والقصد والشرك في الخوف والشرك في المحبة والشرك في الرجاء والشرك في الصلاة وغيرها واما الشرك في الحكم له صور كثيرة منها ان يعتقد احد ان حكم غير الله تعالى افضل من حكم الله او مثله وان يعتقد احد جواز الحكم بغير ما انزل الله تعالى وان يضع تشريعا او قانونا مخالفا لما جاء في كتاب الله وسنة رسوله ويحكم به وان يطيع من يحكم بغير شرع الله تعالى عن رضى مقدما لقولهم على شرع الله تعالى ساخطا لحكم الله تعالى.فالشرك في الاسماء والصفات هو ان يجعل الله مماثلا في شيئ من الاسماء والصفات او يصفه بشيئ من صفات خلقه واما صورها فهي تسمية المشركين آلهتهم بأسماء الله كتسمية اللات من الاله والعزى من العزيز ومناة من المنان وكذلك من وصف الله بشيء من صفات المخلوقين فهو مشرك في الصفات ومن صور هذا الشرك :الشرك بدعوى علم الغيب او اعتقاد ان غير الله تعالى يعلم الغيب.الغلو في الصالحين والتبرك الممنوع ورفع القبور وتجصيصها واسراجها وبناء الغرف او المساجد عليها وعبادة الله عندها فهي من اهم الوسائل التي توصل الى الشرك وتوقع المسلم فيه,فان اعظم سبب اوقع بني ادم في الشرك الاكبر هو الغلو في الصالحين بتصويرهم كما حصل من قوم نوح.هناك انواع الغلو المحرم في حق الصالحين والذي يوصل الى الشرك الاول:المبالغة في مدحهم والثاني:تصوير الاولياء والصالحين والثالث:التبرك الممنوع بالصالحين حيث ان التبرك هو طلب البركة واما البركة هي كثرة الخير وزيادته واستمراره.هناك قسمين للتبرك,تبرك مشروع وممنوع,حيث التبرك المشروع هو ان يفعل المسلم العبادات المشروعة طلبا للثواب المترتب عليها وله امثله فهي ان يتبرك بقراءة القران والعمل باحكامه ومنه التبرك بالمسجد الحرام بالصلاة فيه,وهناك قسمين للتبرك الممنوع,تبرك شركي وبدعي,حيث ان التبرك الشركي هو ان يعتقد المتبرك ان المتبرك به وهو المخلوق يهب البركة بنفسه فيبارك بالأشياء بذاته استقلالا. التبرك البدعي هو التبرك بما لم يرد دليل شرعي على جواز التبرك به,معتقدا ان الله تعالى جعل فيه بركة,او التبرك بالشيء الذي ورد التبرك به على غير الوجه الذي ورد في الشرع التبرك به,فاما حكمه فهو محرم لان فيه احداث عبادة لا دليل عليها من كتاب او سنة ولانه جعل ما ليس بسبب سببا فهو من الشرك الاصغر ولانه يؤدي الى الوقوع في الشرك الاكبر واما اقسامها فثلاثة,الاول:التبرك الممنوع بالأولياء والصالحين,الثاني:التبرك بالأزمان والأماكن والاشياء التي لم يرد في الشرع ما يدل على مشروعية التبرك بها,والثالث:التبرك بالاماكن والاشياء الفاضلة بغير ما ورد فيها,حيث وردت ادلة كثيرة تدل على مشروعية التبرك بجسد وآثار النبي ,كشعره وعرقه وثيابه وغير ذلك واما غير النبي من الاولياء والصالحين فلم يرد دليل صحيح صريح يدل على مشروعية التبرك بأجسادهم ولا بآثارهم.للتبرك بالصالحين مظاهر فهي التمسح بهم ولبس ثيابهم او الشرب بعد شربهم طلبا للبركة وتقبيل قبورهم والتمسح بها واخذ ترابها طلبا للبركة وعبادة الله تعالى عند قبورهم تبركا بها,معتقدا فضل التعبد لله تعالى عندها وان ذلك سبب لقبول هذه العبادة وسبب لاستجابة الدعاء.
للتبرك بالازمان والاماكن والاشياء التي لم يرد في الشرع مايدل على مشروعية التبرك بها أمثله ,أولا:الاماكن التي مر بها النبي او تعبد الله فيها اتفاقا من غير قصد لها لذاتها وانما لانه كان موجودا في هذه الاماكن وقت تعبده لله تعالى بهذه العبادة ولم يرد دليل شرعي على فضلها , وثانيا: التبرك ببعض الاشجار وبعض الاحجار وبعض الاعمده وبعض الابار والعيون التي يظن بعض العامة ان لها فضلا اما لظنهم ان احد الانبياء والاولياء وقف عليها او نام تحتها او يرى احدهم رؤيا انها مباركة او يعتقدون ان نبيا اغتسل في تلك البئر او العين او ان شخصا اغتسل فيها فشفي ونحو ذلك فيغلون فيها ويتبركون بها و يغتسلون بماء هذه البئر او تلك العين طلبا بالبركة ويعلقون فيها الخرق والمسامير والثياب, وثالثا: التبرك ببعض الليالي والايام التي يقال انها وقعت فيها احداث عظيمة . لايجوز للمسلم قصد زيارة الاماكن التي مر بها النبي او تعبد الله فيها كما لايجوز مسح شيء من هذه الاماكن لطلب البركة ولذلك لم يثبت عن احد من الصحابة انه قصد شيئا من هذه الاماكن للتبرك بها .لاشك ان التبرك بالاشجار والاحجار والعيون ونحوها باي نوع من انواع التبرك من مسح او تقبيل او اغتسال او غيرها فهو محرم باجماع اهل العلم لانه احداث عبادات ليس لها اصل في الشرع ولانه من اعظم اسباب الوقوع في الشرك الاكبر حيث ليس في دين الاسلام حجر او غيره يشرع مسحه او تقبيله تبركا حتى مقام الخليل لا يشرع تقبيله مطلقا مع انه وقف عليه واثرت فيه قدماه وهذا كله قد اجمع عليه اهل العلم واما مسح الحجر الاسود وتقبيله وكذلك مسح الركن اليماني في اثناء الطواف فانما هو من باب التعبد لله تعالى واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم . التبرك بالاماكن والاشياء الفاضلة يكون بفعل العبادات وغيرها مما ورد في الشرع ولا يجوز التبرك بها بغير ماورد وعليه فمن تبرك بالازمان او الاماكن او الاشيائ التي وردت نصوص تدل على فضلها او بركتها بتخصيصها بعبادات او تبركات معينة لم يرد في الشرع مايدل على تخصيصه بها فقد خالف المشروع واحدث بدعة ليس لها اصل في الشرع حيث هناك امثلة للتبرك الممنوع بالاماكن والاشياء الفاضلة مثال عليها من يتبرك بجدران الكعبة بتقبيلها او مسحها او يتمسح بمقام ابراهيم او بجدران المسجد الحرام او المسجد النبوي فهذا كله محرم وهو من البدع المحدثه . لاتخاذ القبور مساجد معنى فهو بناء المساجد عليها ويدخل فيه ايضا جعلها مكانة للصلاة ولو لم يبن عليها او بينها مسجد وهذا يشمل السجود على القبر والصلاة اليه وجعله في قبلة المصلي وقصد الصلاة والدعاء والذكر عنده . الشرك الاصغر هو كل ماكان فيه نوع شرك لكن لم يصل الي درجة الشرك الاكبر فان حكمه فهو كبيرة من كبائر الذنوب بل هو من اكبر الذنوب بعد نواقض التوحيد كما ان هذا الشرك قد يعظم حتى يؤول بصاحبه الى الشرك الاكبر فصاحبه على خطر عظيم من ان يؤدي به الوقوع في الشرك الاصغر الى الخروج من دين الاسلام فمن انواعه الشرك في العبادات القلبيه والشرك في الافعال والشرك في العبادات القولية وللشرك الاصغر في العبادات القلبية امثلة فمنها الرياء وعمل العبادة المحضة ليحصل على مصلحة دنيويه مباشرة والاعتماد على الاسباب والتطير.الرياء هو ان يظهر الانسان العمل الصالح للاخرين او يحسنه عندهم او يظهر عندهم مندوب اليه ليمدحوه ويعظم في انفسهم ولكي يبتعد المسلم عن الرياء ويحذر من الوقوع فيه عن طريق تقوية الايمان في القلب والتزود من العلم الشرعي وبالاخص علم العقيدة والاكثار من الالتجاء الى الله تعالى ودعاءه ان يعيذه من شر نفسه ومن شرور الشيطان ووساوسه وان يرزقه الاخلاص . التطير هو التشاؤم بمرئي او مسموع او غيرهما , وهناك امثلة للشرك الاصغر في الافعال فمنه الرقى الشركية والتمائم الشركية فاما الرقى هي الامور التي يعوذ بها برفع البلاء او دفعه وتنقسم الى قسمين , الرقى الشرعية والرقي المحرمة او الشركية فاما الرقى الشرعية فهي الاذكار من القران الكريم والادعية والتعويذات الثابتة في السنة او الادعية الاخرى المشروعة التي يقرؤها الانسان على نفسه او على غيره ليعيذه الله تعالى من الشرور بانواعها فحكمه جائزة بل مستحبة بشرط ان يعتقد الراقي والمرقي ان الرقيه لا تؤثر بذاتها وان لا يعتمد عليها المرقي بقلبه وان يعتقد ان النفع انما هو من الله تعالى فاما الرقى المحرمة او الشركية فهي الرقى التي يعتمد فيها الراقي او المرقي على الرقية حيث تكون الرقى المحرمة شركا اصغر ان اعتمد عليها مع اعتقاده انها سبب من الاسباب وان لا تستقل واما الشرك الاكبر ان اعتمد عليها اعتمادا كليا حتى اعتقد انها تنفع من دون الله تعالى او تضمنت صرف شيء من العبادة لغير الله تعالى كالدعاء او الاستعاذة بمخلوق فيما لا يقدر عليه الا الله تعالى .
التمائم في اللغة هي في الاصل خرزة كانت تعلق على الاطفال يتقون بها من العين ونحوها وكان العرب سموها بهذا الاسم لانهم يريدون انها من تمام الدواء والشفاء المطلوب واما تعرفها في الاصطلاح فهي ما يعلق على المرضى او الاطفال او البهائم او غيرها من تعاويذ لدفع البلاء او رفعه ولها انواع فمنها الحجب والرقى التي يكتبها بعض المشعوذين ويكتبون فيها طلاسم وكتابات لا يفهم معناها وغالبها شرك واستغاثات بالشياطين وتعلق على الاطفال او على البهائم او غيرهم وهذه كلها محرمة وهي من الشرك حيث ان اعتقد متخذها انها تنفع بذاتها من دون الله تعالى فهو شرك اكبر , وان اعتقد ان الله تعالى هو النافع وحده لكن تعلق قلبه بها في دفع الضر فهو شرك اصغر لاعتماده على الاسباب . هناك امثلة للشرك الاصغر في العبادات القولية فمنها الحلف بغير الله تعالى والتشريك بين الله تعالى وبين احد من خلقه بحرف الواو. لايجوز صرف اليمين لغير الله فيحرم الحلف بغيره تعالى لان الحلف فيه تعظيم للمحلوف به فمن حلف بغير الله تعالى كائن من كان فقد جعله شريكا لله في هذا التعظيم الذي لايليق الا به سبحانه وتعالى فعندما يكون الحالف انما اشرك في لفظ القسم لاغير فهذا شرك اصغر واما ان كان الحالف قصد بحلفه تعظيم المخلوق الذي حلف به كتعظيم الله تعالى فهذا شرك اكبر . يحرم التشريك بين الله تعالى وبين احد من خلقه بحرف الواو لان العطف بالواو يقتضي مطلق الجمع بين المعطوف والمعطوف عليه ولذلك فانه يحرم العطف بها بين الله وبين احد من خلقه في اي امر من الامور التي يكون المخلوق فيها دخل في وقوعها فمن عطف بالواو بين الله وبين احد من خلقه فقد وقع في الشرك وهناك امثلة لها فمها كان يقال ما شاء الله وشئت او يقال هذا من بركات الله وبركاتك او يقال مالي الا الله وانت او يقال ارجو الله وارجوك و غير ذلك .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://karakeb.niceboard.com
 
بريق الجمان...(4)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شرح بريق الجمان
» الجزء الاخير من بريق الجمان
» بريق الجمان الجزء الثاني
» بريق الجمان الجزء الثالث ..
» التلخيص الثاني لكتاب بريق الجمان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
karakeb :: اسلاميات :: اعرف عقيدتك-
انتقل الى: